حذر مستثمرون، من أن الهجوم الأمريكي على مواقع نووية إيرانية، والذي نفذ صباح اليوم الأحد، قد يحدث هزة قوية في الأسواق العالمية مع انطلاق تعاملات الأسبوع، من خلال دفع أسعار النفط إلى الارتفاع وتزايد الإقبال على الأصول الآمنة، في ظل تصاعد حالة الترقب والقلق من تداعيات التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون - وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز" - أن تداعيات التصعيد الأخير لن تقتصر على ارتفاع أسعار النفط، بل قد تمتد لتؤثر على معدلات التضخم العالمية، الأمر الذي قد يبدد الآمال في خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال المستقبل القريب، ويزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي أمام صناع القرار.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أن الجيش الأمريكي دمر 3 منشآت نووية رئيسية في إيران، واصفا العملية بأنها "ناجحة"، فيما لم تكشف بعد تفاصيل دقيقة بشأن طبيعة الأضرار، وسط توقعات بأن يدلي الرئيس الأمريكي بخطاب رسمي لاحقا اليوم.

ومع بقاء الأسواق العالمية مغلقة اليوم بسبب عطلة نهاية الأسبوع، يجد المستثمرون فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم تداعيات الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، قبل استئناف التداولات غدا الاثنين.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت العالمي، ارتفاعا بنحو 18% منذ 10 يونيو، لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر عند 79.04 دولار للبرميل الخميس الماضي، فيما بقي مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مستقرا نسبيا.

وقال مارك سبيندل كبير مسئولي الاستثمار في "بوتوماك ريفر كابيتال"، إن الأسواق ستشعر بالقلق فورا، متوقعا أن تفتح أسعار النفط على ارتفاع.

وأضاف سبيندل: "نحن الآن منخرطون بشكل مباشر، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي سيحدث لاحقًا؟ هناك الكثير من الغموض، وهو ما سيغذي التقلبات، خاصة في سوق الطاقة".

وكانت مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس" قد توقعت - في تقرير نشر قبيل الهجوم الأمريكي - 3 سيناريوهات محتملة للصراع، تشمل التصعيد الكامل وصولًا إلى إغلاق مضيق هرمز وتوقف إنتاج النفط الإيراني بالكامل، وهو ما قد يرفع أسعار النفط العالمية إلى 130 دولارًا للبرميل، ويدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى نحو 6% بحلول نهاية العام.

ومن جانبه، اعتبر جيمي كوكس الشريك الإداري في "هاريس فاينانشال جروب"، أن الأسعار ستقفز في البداية لكنها قد تعاود الاستقرار في حال دفع الهجوم إيران إلى قبول تسوية سلمية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال: "إذا فقدت إيران كامل قدراتها النووية، فقد تفكر في التوجه نحو صفقة سلام، بعدما فقدت أوراق الضغط".

ورغم المخاوف، تشير تجارب سابقة، إلى أن تراجع الأسهم قد لا يستمر طويلا، فوفقا لبيانات من "ويدبوش سيكيوريتيز" و"كاب آي كيو برو"، تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.3% في المتوسط خلال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت اندلاع أزمات كبرى في الشرق الأوسط، لكنه ارتفع بنسبة 2.3% في غضون شهرين.

أما الدولار الأمريكي - الذي تراجع خلال العام الجاري - فقد يشهد انتعاشا مؤقتا في حال توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة

وقال ستيف سوسنيك كبير المحللين في "آي بي كيه آر": "إذا حدث توجه نحو الملاذات الآمنة، فقد نشهد ارتفاعا في الدولار وانخفاضا في العوائد، لكن كل ذلك مرهون برد الفعل الإيراني ووتيرة ارتفاع أسعار النفط".