انتقد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بشدة تصرفات إسرائيل في مدينة غزة والضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية، وذلك في أول ظهور له أمام الأمم المتحدة في نيويورك منذ توليه منصبه الوزاري في ألمانيا.
وقبيل مشاركته في مؤتمر نظمته فرنسا والسعودية لتعزيز ما يُعْرَف بـ حل الدولتين، قال فاديفول في نيويورك اليوم الاثنين إن "الهجوم على مدينة غزة هو الاتجاه الخاطئ تمامًا". وتعليقا على سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي: "أي خطوات نحو ضم لأراضٍ محتلة، بالمخالفة للقانون الدولي، من شأنها أن تقوّض كذلك فرص التوصل إلى حل دائم للصراع".
وأوضح فاديفول، أن "الوضع في غزة مروّع. ما تحتاجه المنطقة الآن هو وقف فوري لإطلاق النار، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للناس المتضررين، والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع الرهائن". وأكد أن حل الدولتين سيظل هو "الطريق الوحيد الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معًا بسلام وأمن وكرامة". ورأى فاديفول أن بلاده تفضل أن تأتي خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية عملية تؤدي إلى هذا الحل، وأردف: "لكن هذه العملية يجب أن تبدأ الآن".
وردا على سؤال صحفي حول ما إذا كانت ألمانيا تُعْتَبَر بموقفها الرافض للاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن، قد أصبحت معزولة عن بقية شركائها على نحو متزايد، قال فاديفول: "أعتقد أن الجميع يدرك أن ألمانيا تتحمل مسئولية خاصة تجاه دولة إسرائيل، وأنها تربطها أيضًا علاقة مميزة بدولة إسرائيل"، مشيرا إلى أن ألمانيا لهذا السبب تضطلع بمسئولية خاصة أيضًا "فيما يتعلق بعملية قيام دولة فلسطينية". وأوضح أن الحكومة الألمانية تؤيد هذه العملية وتعارض كل ما يجعلها مستحيلة، "لكن الاعتراف الآن ليس هو الخطوة المناسبة من وجهة نظرنا".
وتطالب الحكومة الألمانية منذ فترة طويلة بحل تفاوضي يقوم على دولتين منفصلتين يعيش فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب بسلام.
تجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية لا تزال تتحدث عما يُعْرَف بحل الدولتين رغم أن البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" كان صَوَّت رسميا في يونيو 2024 لصالح قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن.
ووصف القرار إقامة دولة فلسطينية في أعقاب أحداث 7 أكتوبر بأنها "مكافأة للإرهاب"، معتبرا أن "مثل هذه المكافأة لن تؤدي إلا إلى تشجيع حركة حماس التي ستستخدم دولة فلسطين بعد ذلك لشن هجمات على إسرائيل"، حد زعمه.