شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ومصطفى الدجيشي رئيس شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، الأربعاء، احتفالية مصنع "مصر لبناء القاطرات" بسفاجا بتدشين القاطرتين "عزم 1" وعزم 2"، من باكورة إنتاج المصنع ضمن خط الإنتاج الأولي لبناء 10 قاطرات بحرية للعمل لصالح هيئة قناة السويس.
جاء ذلك بحضور الدكتور بارت دي جرووف سفير بلجيكا في القاهرة، اللواء أيمن صالح نائب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، اللواء رامي إسماعيل قائد قاعدة البحر الأحمر البحرية، اللواء بحري حسام قطب رئيس ترسانة الإسكندرية البحرية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وقيادات الترسانة والعاملين بها.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الهيئة لتطوير وتحديث أسطولها البحري وفق أحدث التقنيات العالمية بما يواكب التطورات المتسارعة في صناعة النقل البحري، وتلبية متطلبات العمل بالقناة في مختلف المجالات من الإرشاد والتوجيه إلى التعامل مع حالات الطوارئ.
وتعد القاطرتان ثمار توجه هيئة قناة السويس نحو تعزيز التعاون مع القطاع الخاص عبر إتمام سلسلة من الشراكات النوعية، في إطار خطتها نحو تعظيم الإيرادات وتنويع مصادر الدخل.
وأكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن تدشين القاطرتين "عزم 1" و"عزم 2"، يمثل إضافة نوعية لقدرات وإمكانيات أسطول قناة السويس البحري، في مجال الإنقاذ البحري بجانب مهام الإرشاد والتوجيه، مشيرا إلى ما يتمتع به طراز عزم من قوة شد كبيرة تبلغ 90 طنا ومزايا ملاحية متطورة وتقنيات صديقة للبيئة.
وأضاف ربيع أن قناة السويس تنتهج خطة طموحة للتحول إلى هيئة متعددة الأنشطة الاقتصادية ومنصة واعدة لتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية المتنوعة، وهو ما يعكسه إنشاء مصنع مصر للقاطرات وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة، ضمن المنطقة الحرة بسفاجا، للعمل على توطين الصناعة البحرية.
وأوضح ربيع أن ما تطرحه الشراكة بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر من أبعاد تنموية متعددة، بإنشاء مجتمع صناعي متكامل يوفر فرص عمل ويساهم في تأهيل كوادر فنية متخصصة في الصناعات البحرية من خلال دراسة إنشاء مركز تدريب فني وفقاً للمعايير الفنية المعتمدة عالمياً، منوها إلى تأثير الشراكة الإيجابي على دعم أعمال التطوير والتوسعات بشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، أبرزها إنشاء ساحة البناء الخارجية والرصيف البحري وتوريد معدات وماكينات ومهمات مساعدة منها رافع الوحدات البحرية.
وشدد ربيع على أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدعم المتواصل من الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبيل تحقيق رؤية الهيئة الطموحة نحو توطين صناعة الوحدات البحرية المختلفة في مصر، مشيرا إلى أن العمل يمضي على قدم وساق لتنفيذ التكليفات الرئاسية الجديدة بتطوير أسطول الصيد البحري المصري ببناء ١٢ سفينة صيد أعالي البحار بالتعاون مع ترسانة البحر الأحمر واستكمال الأعمال الإنشائية لمصنع بناء اليخوت السياحية.
وأعلن تدشين أكبر قاطرات الهيئة البحرية بقوة شد 190 طن خلال الفترة المقبلة والتي يجرى بنائها في ترسانة الإسكندرية البحرية.
وأكد دور الهيئة الرائد في تطوير أسطولها البحري ودعمه بوحدات صديقة للبيئة، ضمن استراتيجية الهيئة للإعلان عن قناة السويس "قناة خضراء" بحلول عام 2030، من خلال العمل على خفض نسبة الانبعاثات الكربونية وهو ما يتماشى مع التوصيات المعلنة من قبل المنظمة البحرية الدولية "IMO".
وأضاف أن الهيئة أعلنت مؤخراً عن أحد أبرز مساعيها في سبيل تقديم خدمات صديقة للبيئة، بإطلاق خدمة جمع وإزالة المخلفات الصلبة للسفن العابرة لقناة السويس وذلك من خلال شركة أنتى بيولوشن إيجيبت بالتعاون مع مجموعة "V Group" اليونانية الرائدة في هذا المجال.
من جهته أكد مصطفى الدجيشي رئيس شركة ترسانة البحر الأحمر، أن تدشين القاطرتين يمثل إنجازاً هاماً يعكس التعاون المثمر مع هيئة قناة السويس، مؤكداً التزام الشركة بتقديم أعلى معايير الجودة في بناء الوحدات البحرية والمساهمة في توطين هذه الصناعة الاستراتيجية في مصر.
وأضاف الدجيشى أن القاطرتين الجديدتين تأتي بأبعاد متماثلة ويبلغ طول القاطرة الواحدة 32 متراً وعرضها 13.5 متراً وغاطسها 6 أمتار، وتصل سرعتهما إلى 12 عقدة، وفقا لتصميم مميز بواسطة مكتب التصميم العالمي المتخصص في مجال بناء القاطرات "روبرت آلان"، مشيراً إلى أنه منذ افتتاح المصنع لم تتوقف عجلة التطوير عن العمل بجانب ضغط البرامج الزمنية ومعدلات التنفيذ للانتهاء منهما في أقرب وقت.
وتابع الدجيشى باستكمال أعمال بناء 4 قاطرات أخرى و تدشيهم خلال المرحلة المقبلة، موضحا أن القاطرات من طراز "عزم" تعد من طليعة الوحدات البحرية الصديقة للبيئة والتي تمتلك ماكينات رئيسية تجعلها قادرة على تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، بجانب ما تمتاز به من مزايا فنية مثل زيادة قوة تشغيل الماكينات الرئيسية من شركة بلجيكية وطول عمرها الافتراضى فضلا عن وجود نظام خاص لإطفاء الحرائق الخارجية من خلال ماكينة منفصلة عن الماكينات الرئيسية تساعد على التحكم والمناورة بشكل أفضل خلال طوارئ الحريق بقدرة مياه تصل إلى 2400 متر مكعب.
وأشاد الدجيشي بالشراكة الوطنية البناءة مع هيئة قناة السويس، باعتبارها ركناً رئيسياً لتنفيذ الخطة التوسعية الطموحة للشركة والتي تبني على 3 مراحل متتالية، و الإنتهاء من المرحلة الأولى بإجراء توسعات بساحة البناء الخارجية وإتمام أعمال البنية التحتية البحرية اللازمة بإنشاء رصيف بحري بطول ١٤٠ متر مجهز بشمعات للرباط بقوة شد تتراوح ما بين 40 و90 طن، بالإضافة إلى إنشاء رصيف استقبال لرفع المراكب، وتجهيز الترسانة بونش رفع وإنزال الوحدات البحرية بحمولة تصل إلى ٨٥٠ طن.
وتفقد الفريق أسامة ربيع ساحة الترسانة الرئيسية، لمتابعة مستجدات أعمال بناء 4 قاطرات وهي القاطرات "عزم 3" و"عزم 4" و"عزم 5"و"عزم 6" حيث انتهت أعمال بناء بدن القاطرات وجاري استكمال الأعمال الميكانيكية والكهربائية وأعمال المواسير اللازمة التي تنفذ بالتوازي.