ساعة فلسطين.. رمز عقائدي إيراني في مرمى نيران الاحتلال - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:40 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

ساعة فلسطين.. رمز عقائدي إيراني في مرمى نيران الاحتلال

تقرير: محمد حسين
نشر في: الإثنين 23 يونيو 2025 - 9:34 م | آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 9:34 م

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه الأخير على العاصمة الإيرانية طهران، منشآت ومقرات رئيسية للحرس الثوري وقوات الأمن الداخلي، لكن اللافت أن الضربات شملت "ساعة فلسطين" الرقمية الشهيرة، التي وُضعت في ساحة فلسطين منذ عام 2017 لتمثل عدًّا تنازليًا رمزيًا لنهاية إسرائيل في عام 2040، وفق الرواية الإيرانية.

ساعة العد التنازلي.. رمزية تتجاوز التقنية

نُصبت الساعة خلال يوم القدس العالمي، آخر جمعة من رمضان عام 2017، استنادًا إلى مقولة المرشد الأعلى علي خامنئي في عام 2015: "إسرائيل لن تبقى خلال الـ25 عامًا المقبلة". وانطلقت حينها الساعة من رقم 8411، أي عدد الأيام المتبقية حتى نهاية الكيان، حسب الرؤية العقائدية لطهران.

لكن هذه الساعة لم تكن مجرّد لوحة إلكترونية، بل شكّلت تجسيدًا مرئيًا للتعبئة السياسية والإعلامية، إذ أُدرجت ضمن احتفالات يوم القدس، والمناسبات المناهضة للتطبيع، واستخدمتها وسائل الإعلام الإيرانية لإعادة إنتاج خطاب "زوال إسرائيل".

استهداف رمزي.. وتحدٍ للهوية العقائدية

رغم أنها لا تحمل قيمة عسكرية، فإن استهداف الساعة يعكس رغبة إسرائيلية في توجيه ضربة رمزية إلى جوهر الدعاية الثورية الإيرانية. فـ"ساعة فلسطين" لم تكن مجرد شعار، بل التزام زمني مفتوح، يربط وجدان الأجيال الإيرانية بهدف استراتيجي يعبّر عن عقيدة النظام الحاكم.

وبينما اعتبرت طهران الساعة بمثابة تعبير عن مركزية القضية الفلسطينية في وعيها الثوري، رأت فيها إسرائيل تهديدًا نفسيًا متواصلًا، يُغذّي شعورًا دائمًا بالعداء ويضفي الشرعية على خطاب المقاومة ضدها.

يوم القدس.. من شعار وحدوي إلى منبر داخلي

في السياق الأوسع، يسلّط تدمير الساعة الضوء مجددًا على موقع "يوم القدس" في الاستراتيجية الإيرانية، والذي بدأ كمناسبة وحدوية لتأكيد حق الفلسطينيين، لكنه تحوّل تدريجيًا إلى أداة محلية لصياغة سردية تعبوية تخدم الطموحات الإقليمية لطهران. وفي حين تعتبره إيران تجديدًا للشرعية الثورية، ينظر إليه الغرب وإسرائيل كوسيلة لتحفيز الكراهية وتجديد الخطاب العدائي سنويًا.

رسائل أبعد من الضربة

الرسالة الإسرائيلية من استهداف الساعة تتجاوز تفجير هدف مادي، إذ تمسّ بشكل مباشر عنصرًا مركزيًا في هوية النظام الإيراني العقائدية. إنها محاولة لضرب الرموز التي يستند إليها خطاب المقاومة، وتكثيف الضغوط النفسية والمعنوية التي قد تُعيد تشكيل ملامح العلاقة بين العقيدة والواقع السياسي في إيران.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك