• خبراء: التأثير مؤقت ومحدود.. ويجب اتباع سياسات اقتصادية مرنة للعبور من هذه الأزمة

يعتقد اثنان من الخبراء أن مصر لن تتأثر كثيرا إذا أقدمت إيران على غلق مضيق هرمز خلال الفترة المقبلة، مرجعين ذلك إلى عدم اعتمادها على هذا المضيق الحيوي في التجارة الخارجية، وهو ما يُضعف التأثيرات المحتملة.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري إن البرلمان وصل إلى قناعة بضرورة إغلاق مضيق هرمز، لكن القرار النهائي في يد المجلس الأعلى للأمن القومي، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ردّ على سؤال حول إمكانية إغلاق مضيق هرمز، خلال مؤتمر صحفي، صباح اليوم، قائلا: «كل الخيارات مطروحة».

وقال محمد فؤاد الخبير الاقتصادي، إن غلق مضيق هرمز سيؤدي إلى قفزة هائلة في أسعار النفط، حيث يمر عبره 20% من إمدادات النفط العالمية، متوقعا أن يتجاوز سعر البرميل مستويات الـ100 دولار خلال الفترة القليلة المقبلة.

ويمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف فؤاد خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن مصر لديها عقود استيراد غاز مسال مؤمنة من مثل هذه المخاطر، ولكن الإشكالية ستكون في واردات النفط بسبب الارتفاع المتوقع للأسعار.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل سيزيد من عجز الموازنة العامة للدولة بنسبة كبيرة، وهو ما سيؤدي إلى صدمة تضخمية عالمية جديدة، ولكنه توقع أن هذا الارتفاع سيكون مؤقتا إذا كانت إيران غير جادة في غلق مضيق هرمز، وهذا هو المرجح بنسبة كبيرة، بحسب تقديراته.

ولفت إلى أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ستقلل جاذبية أدوات الدين المصرية، وهو ما سيجعل الحكومة مضطرة إلى تقديم علاوة مخاطر إضافية للمستثمرين، أو تنويع أدوات التمويل.

ورغم ذلك إلا أن فؤاد استبعد أن يمتد التأثير الاقتصادي السلبي على مصر، على المدى المتوسط أو المستدام، لافتا إلى هناك فترة ضبابية قصيرة المدى فقط تستوجب إدارة مالية ونقدية مرنة، وسلوك تواصل رسمي احترافي يطمئن السوق ويحفظ الجاذبية الاستثمارية المباشرة وغير المباشرة.

ويرى أنه لا يوجد تهديدات بارتفاع أسعار السلع بالسوق المحلية خلال الوقت الحالي، مرجعا ذلك إلى أنه لا يوجد إغلاق فعلي للمضيق، بينما هي عبارة عن تهديدات رمزية لحفظ ماء الوجه فقط، على حسب حديثه.

ويقصد فؤاد بحديثه هو أن مصر لديها مخزون استراتيجي من السلع الأساسية يكفي لعدة أشهر، وهو ما يساعدها على تجنب أسعار الشحن البحري المرتفع حاليا، على المدى القصير، لحين وضوح ما إذا كانت إيران ستغلق المضيق فعليا أم لا.

ويُعد تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في توجيه ضربات مباشرة إلى إيران، خطر جسيم يهدد بتوسع نطاق الحرب بالشرق الأوسط، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث هددت جماعة الحوثيون في اليمن أمس، باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر إذا شاركت الولايات المتحدة في هجمات تل أبيب على طهران، وهو ما يهدد بتعطيل حركة التجارة في البحر الأحمر مرة أخرى.

وعانى الاقتصاد المصري طوال الفترة الماضية، من التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، والتي تسببت في خسارة تُقدر بـ 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس، بحسب تصريحات سابقة لأسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.

ومن جانبه يقول علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إنه لا يوجد أي تأثير سلبي متوقع لصادرات أو واردات مصر مع دول الخليج، إذا أغلقت إيران مضيق هرمز خلال الفترة المقبلة.

وأضاف عز خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن مصر تعتمد في حركة التجارة الخارجية مع دول الخليج على خط رورو ينقل البضائع من ميناء سفاجا وخليج السويس، إلى السعودية، ومن السعودية إلى بقية دول الخليج.

ويذكر أن مضيق هرمز يقع بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترا، ويُعد طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية.

وتهدد إيران بإغلاق المضيق ردا منها على الهجمات الجوية الأمريكية، التي استهدفت المنشآت النووية الثلاث الرئيسية في إيران، فجر اليوم.