يوم الأرامل العالمي: الأرملة على الشاشة الفنية المصرية.. بين نماذج الإلهام وتحديات الواقع - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 يونيو 2025 1:26 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

يوم الأرامل العالمي: الأرملة على الشاشة الفنية المصرية.. بين نماذج الإلهام وتحديات الواقع

سلمى محمد مراد
نشر في: الإثنين 23 يونيو 2025 - 9:27 م | آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 9:27 م

في اليوم العالمي للأرامل، الذي يصادف 23 يونيو من كل عام، تسلط المؤسسات الحقوقية والثقافية الضوء على واقع الأرامل وأطفالهن، باعتبارهن فئة تتعرض لأشكال مختلفة من التهميش المجتمعي والاقتصادي، ما يجعل التوعية بقضاياهن أمرًا ضروريًا. وفي هذا السياق، أسهمت السينما المصرية في رسم ملامح متعددة لشخصية الأرملة، عاكسةً الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي تحيط بها، ما بين الكفاح والمعاناة، وبين القوة والقدرة على الصمود.

الأرملة في زمن الأبيض والأسود.. معاناة تتجاوز الفقر

تصدرت الفنانة أمينة رزق المشهد كأيقونة درامية جسدت معاناة الأرملة في أكثر من عمل، أبرزها فيلم "بائعة الخبز" (1953)، حيث قدمت نموذجًا للأم التي فقدت زوجها وواجهت قسوة المجتمع، و**"بداية ونهاية" (1960)**، الذي استعرض رحلة أرملة اضطرت للانتقال بأبنائها إلى حي فقير، لتبدأ معاناتها في محاولة النجاة بهم من مصير مجهول.

وفي "أرملة وثلاث بنات" (1965)، ظهرت رزق بدور أم تُجبر على مواجهة جشع المحيطين بها، إذ يستولي شريك زوجها المتوفى على حقها، وتجد نفسها بين مرض ابنتها وابتزاز رجل لا يرحم.

فاتن حمامة.. بين الأرملة الأرستقراطية والمعيلة الكادحة

مثّلت فاتن حمامة وجهًا آخر للأرامل، أكثر وعيًا وثقافة واستقلالًا، كما في فيلم "إمبراطورية ميم" (1972)، الذي تناول صراع امرأة عاملة بين مسئولياتها كأم أرملة، وحقها في الحب والحياة. وفي المقابل، لعبت دور الأرملة الكادحة في "يوم مر ويوم حلو" (1988)، حيث تعاني من الفقر بعد وفاة الزوج، وتحاول تربية أولادها وسط تحديات مادية ونفسية قاسية، مع مشهد أيقوني تتحدث فيه إلى زوجها المتوفى برسالة مؤثرة، تشكو فيها حالها بعد غيابه.

من السينما إلى الشاشة الصغيرة.. دراما اجتماعية بلا رتوش

انتقلت صورة الأرملة إلى الدراما التلفزيونية، وظلت محتفظة ببعدها الإنساني والاجتماعي، خاصة في أعمال سلطت الضوء على التحديات القانونية والوصاية المجتمعية.

قدّمت يسرا في مسلسل "أين قلبي" (2002) نموذجًا لأرملة تواجه ضغوطًا أسرية ومجتمعية بعد وفاة زوجها، بينما جسدت فيفي عبده في "الست أصيلة" (2005) دور الأرملة الفقيرة التي تقرر الكفاح بشرف لتربية أبنائها بعد فقدان الزوج.

أما العمل الأبرز والأقرب للواقع المعاصر فكان مسلسل "تحت الوصاية" (2023)، الذي لعبت بطولته منى زكي، ولاقى صدى واسعًا. العمل تناول قضية قانونية شائكة تواجه الأرملة الشابة "حنان" بعد وفاة زوجها، إذ يُحرمها القانون من حق الوصاية على أبنائها لصالح الجد، ما يُعرضها لقيود مجتمعية وقانونية تُهدد مستقبل أطفالها، وتضطر للعمل في مهنة شاقة بمجال صيد السمك لتوفير لقمة العيش.

بين الواقع والشاشة.. انعكاسات ثقافية واجتماعية

تعكس الصورة التي قدّمتها السينما المصرية عن الأرملة، تباينًا بين الطبقات الاجتماعية، ومدى تأثير الظروف المعيشية على ملامح شخصيتها، فالأرملة في الطبقة الأرستقراطية ظهرت قوية ومدركة لحقوقها، فيما عانت الأرامل في الطبقات الشعبية من وصمة العوز ونظرة الشفقة وغياب الدعم القانوني.

كما تكشف الأعمال التي تناولت الأرامل عن غياب التوازن بين التقدير المجتمعي والتطبيق القانوني، حيث ما زالت كثير من الأرامل في الواقع يواجهن أعباء مضاعفة، سواء في تربية الأطفال، أو مواجهة القوانين التي تحرمهن من حقوقهن في الحضانة والوصاية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك