- واشنطن بوست: صور الأقمار الصناعية كشفت عن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية
- الإذاعة الوطنية الأمريكية: تضارب بين صور الأقمار الصناعية وبين الخبراء حول الأضرار بالنووي الإيراني
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير اليوم الإثنين، بأن صور الأقمار الصناعية قد أظهرت لمحات أولى عن آثار الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع يقال إنها مركزية في برنامج إيران النووي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية تحت عنوان :" ما تكشفه صور الأقمار الصناعية عن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية" أن الصور كشفت عن أضرار جسيمة لحقت بالمنشآت فوق الأرض، وكذلك عن نقاط الدخول التي خلفتها القنابل التي اخترقت الأرض عميقاً لاستهداف بعضٍ من أكثر عمليات البرنامج النووي تحصيناً.
ووفقأً للصحيفة الأمريكية فإنه "في حوالي الساعة 2:10 صباحًا من يوم الأحد بالتوقيت المحلي، أسقطت قاذفة الشبح B-2 أول قنبلتين خارقتين للتحصينات من نوع (MOPs) على منشأة فوردو المحصنة بشدة والمخصصة لتخصيب اليورانيوم، وفقًا للجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة".
و"القنابل الدقيقة التوجيه التي تزن 30 ألف رطل صممت لتدمير الأهداف الواقعة تحت الأرض، وبحسب المسؤولين، فقد أسقطت سبع طائرات B-2 ما مجموعه 14 قنبلة على فوردو وموقع تخصيب آخر في نطنز.
وأضاف كاين أنه :" أطلقت غواصة أمريكية أكثر من عشرين صاروخ كروز من طراز توماهوك على "أهداف سطحية رئيسية للبنية التحتية" في منشأة بأصفهان".
وكانت هذه الضربات بالصواريخ توماهوك آخر هجمات الولايات المتحدة على المواقع الثلاثة للبنية التحتية النووية، وانتهت العمليات حوالي الساعة 2:35 صباحًا بالتوقيت المحلي.
وقال الرئيس دونالد ترامب إن الضربات "قضت تمامًا وبشكل كلي" على تلك المنشآت. أما قادة البنتاغون فقد استخدموا وصفًا أكثر تحفظًا خلال مؤتمر صحفي يوم الأحد، حيث قالوا إن جميع المواقع تعرضت لـ"أضرار بالغة الشدة"، وأعربوا عن اعتقادهم بأنهم حققوا "تدميرًا لقدرات" منشأة فوردو.
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة واشنطن بوست إن التقييم الأولي يظهر أن الموقع في أصفهان قد "تم تدميره بالكامل"، وأن المنشأتين في فوردو ونطنز "تعرّضتا لأضرار جسيمة".
وتحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة.
وقد حذر الخبراء من التسرع في استخلاص النتائج، مشيرين إلى أن تأثير الضربات تحت الأرض يعتمد على عدة عوامل، من بينها عمق الانفجار، وطبيعة التربة المحيطة، وأي انفجارات ثانوية محتملة نتيجة وجود مواد قابلة للاشتعال داخل المنشأة. لكنهم أشاروا إلى أن صور الأقمار الصناعية تقدم مؤشرات أولية مهمة بشأن المواقع التي تم استهدافها.
منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت صباح الأحد ما لا يقل عن ست نقاط يعتقد أنها مداخل أحدثتها القنابل، موزعة في مجموعتين، كل منهما تتألف من ثلاث نقاط، على امتداد الحافة الصخرية فوق منشأة فوردو، بحسب ما ذكره الخبراء.
وقد بنيت هذه المنشأة داخل جبل يبعد حوالي 60 ميلاً جنوب طهران، وكانت تعتبر إلى حد كبير محصنة ضد أي قنبلة باستثناء القنبلة الخارقة للتحصينات MOP.
من جانبها، قالت الإذاعة والوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، إنه بينها أكد مسؤولون أمريكيون أن الضربات التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية قد ألحقت أضرارًا جسيمة ببرنامج إيران النووي، إلا أن خبراء مستقلين قاموا بتحليل صور الأقمار الصناعية التجارية يرون أن المشروع النووي الإيراني طويل الأمد لا يزال بعيدًا عن التدمير الكامل.
من جانبه، قال جيفري لويس، أستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري والمتخصص في تتبع المنشآت النووية الإيرانية: في نهاية المطاف، هناك أشياء مهمة جدًا لم يتم استهدافها. إذا توقفت الأمور عند هذا الحد، فإن الضربة ستكون غير مكتملة على الإطلاق".
وأشار لويس إلى أنه بشكل خاص إلى أن الضربة لا يبدو أنها طالت مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، موضحاً انه حتى اليوم، لا تزال إيران تمتلك هذه المادة، ولا نعلم أين هي".
بدوره، قال ديفيد أولبرايت، رئيس "معهد العلوم والأمن الدولي" الذي تابع عن كثب برنامج إيران النووي لسنوات: "أعتقد أنه يجب أن نفترض أن كميات كبيرة من هذا اليورانيوم المخصب لا تزال موجودة، لذا فإن الأمر لم ينتهِ بأي حال من الأحوال".