دار الإفتاء توضح بيان سبب اختيار محرم كبدابة للتقويم الهجري - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 يونيو 2025 1:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

دار الإفتاء توضح بيان سبب اختيار محرم كبدابة للتقويم الهجري

آلاء يوسف
نشر في: الإثنين 23 يونيو 2025 - 5:02 م | آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 5:03 م

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة في شهر المحرَّم، رغم أن الحدث نفسه وقع في ربيع الأول، يرجع إلى أن النية والعزم على الهجرة بدأ مع بداية العام الهجري، وهو ما اعتمد عليه الصحابة الكرام في اختيار المحرَّم ليكون أول شهور التقويم الإسلامي.

وأوضحت الدار، أن الاحتفاء بذكرى الهجرة لا يرتبط فقط بتاريخ وقوعها، بل بالمعنى العميق الذي تمثله، من التضحية والفداء، والانتقال من القهر إلى الأمل، ومن الاستضعاف إلى بناء الدولة، وهو ما جعلها جديرة بأن تكون منطلقًا لتاريخ الأمة الإسلامية.

بداية جديدة

وأشارت دار الإفتاء عبر موقعها إلى أن الهجرة النبوية مثلت تحولًا جذريًّا في مسيرة الدعوة الإسلامية، حيث بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرحلة إقامة الدولة في المدينة، بعد أن لاقى وأصحابه صنوف الأذى في مكة.

وأوضحت أن الاحتفال بهذه الذكرى سنويًّا، مع بداية المحرَّم، يعبّر عن قيم روحية وأخلاقية عالية، أبرزها: هجران القبيح إلى الصحيح، ومجاهدة النفس، والسعي إلى العيش بسلام، مشيرة إلى أن ذلك يأتي استجابة للأمر الإلهي: “وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ”، وتطبيقًا لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيّة».

اختيار الصحابة للتقويم

وعن اختيار المحرَّم ليكون بداية للتقويم، ذكرت دار الإفتاء أن التقويم الهجري بدأ رسميًّا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد أن استمر المسلمون يؤرخون بـ”عام الفيل” حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

وجاء في كتب التاريخ، ومنها ما رواه ابن كثير، أن رجلًا قال لعمر: “أرِّخوا”، أي ضعوا تأريخًا رسميًا للدولة، فاستشار الصحابة، فاتفقوا على أن تكون الهجرة هي الحدث المفصلي الذي يُبدأ به، لأنها تمثل تأسيسًا فعليًّا للأمة.

أما اختيار شهر المحرَّم، فجاء لكونه أول الشهور بعد بيعة العقبة الكبرى، والتي كانت تمهيدًا للهجرة، إضافة إلى كونه من الأشهر الحُرم، ووقت انصراف الحجاج من بيت الله الحرام، ما جعله الأنسب لبداية عام جديد يحمل معاني الصفاء والتجدد.

فضل المحرَّم

ولفتت دار الإفتاء إلى أن شهر الله المحرَّم يحمل فضائل دينية وتاريخية عدة، إذ وصفه الحافظ السخاوي بأنه شهر يُكسى فيه البيت الحرام، وتُضرب فيه النقود، وفيه تاب الله على أقوام، كما ميّزه السيوطي بكونه وقت رجوع الحجيج، وهو من الأشهر الحُرم.

أما الحافظ ابن حجر، فذكر أن الصحابة استبعدوا اعتماد المولد أو المبعث أو الوفاة كبداية للتقويم، لأسباب تتعلق بعدم الاتفاق على تواريخها أو لكونها محملة بالحزن، فاستقروا على الهجرة باعتبارها رمز النصر والتحول، ثم اختاروا المحرَّم لأن النية على الهجرة سبقته البيعة في ذي الحجة، وكان أول شهر يليها.

إرساء الدولة والمجتمع

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت حجر الأساس في بناء الدولة الإسلامية، وفي ترسيخ قواعد التشريع والعلاقات المجتمعية والدولية، مؤكدة أن إحيائها سنويًّا في المحرَّم لا يهدف إلى تسجيل التاريخ فحسب، بل إلى استدعاء قيم التضحية والثبات والعدالة والتعايش التي أرستها تلك الرحلة المباركة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك