احتفاء مصري عالمي برفع دير أبو مينا من قائمة التراث المهدد بالخطر إلى التراث الدائم باليونسكو - بوابة الشروق
الخميس 24 يوليه 2025 3:40 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

احتفاء مصري عالمي برفع دير أبو مينا من قائمة التراث المهدد بالخطر إلى التراث الدائم باليونسكو

شريف حربي
نشر في: الأربعاء 23 يوليه 2025 - 8:41 م | آخر تحديث: الأربعاء 23 يوليه 2025 - 8:41 م

مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية: التعاون البنّاء يعكس الإرادة الوطنية في الحفاظ على التراث المصري بروافده كافة

 


احتفى المصريون بقرار رفع موقع دير «أبو مينا» الأثري في مدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر باليونيسكو إلى قوائم التراث الدائم باليونسكو، وذلك بعد التأكد من اكتمال حالة الصون المطلوبة للموقع، والتي قامت بها الدولة من خلال تضافر كل أجهزتها من وزارة السياحة والآثار، ووزارة الري والزراعة والبيئة، ووزارة الخارجية ومحافظة الإسكندرية والهيئة الهندسية، واللجنة القومية لحماية وحفظ التراث والكنيسة المصرية.

وتقدم اللواء أركان حرب خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا لإدارة وحفظ مواقع التراث العالمي، بخالص الشكر والتقدير لكل أجهزة الدولة التي شاركت في العمل على صدور هذا القرار.

كما توجه بالشكر إلى الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، متمنيا له كل التوفيق والسداد في انتخابات مدير عام منظمة اليونسكو، والذي كان له دور كبير خلال فترة قيادته لوزارة السياحة والآثار، وقائد فريق عمل هذا الإنجاز الضخم الذي يعد إشادة وشهادة في حق الدولة بكل مؤسساتها ومجهوداتها الدولية والمحلية، وتقدم بخالص الشكر لجميع من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير.

وأكد "فودة"، أن هذا التعاون البنّاء يعكس الإرادة الوطنية في الحفاظ على التراث المصري بكل روافده، ويُعد نموذجاً رفيعاً لتكامل الجهود فى صون الهوية الحضارية المصرية.

كما هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تقديراً لدوره وجهود الكنيسة في نجاح هذا المشروع.

وجرى خلال اجتماعات الدورة الـ47 للجنة التراث العالمي والمنعقدة بمقر منظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025.

وأشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع «أبو مينا» الأثري، والتي من أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، الذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة.

وكانت منطقة «أبو مينا» تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، إذ أدى التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، مما أثّر سلباً على البنية الأثرية، والذي نتج عنه إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2001، قبل أن تبدأ مصر في العمل على مشروع إنقاذ منطقة «أبو مينا» الأثرية منذ نحو 15 عاماً، وتم الانتهاء منه فعلياً.

فيما اختقت تجمعات المياه من المنطقة تماماً، وذلك بعد إنشاء نحو مائة بئر لتجميع المياه الجوفية بعمق 7 أمتار، وطردها عبر مضخات إلى مجارٍ مائية منخفضة بجوار المنطقة الأثرية.

كما أشاد تقرير بعثة الرصد التفاعلي المشتركة، بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في تنفيذ التوصيات المطلوبة كل من قبل في هذا الإطار.

وأكد التقرير، أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر (DSOCR) قد تحققت بالكامل.

واعتمدت لجنة التراث العالمي قرار رفع موقع «أبو مينا» من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مهنئة الدولة المصرية على هذا الإنجاز المهم الذي يعكس التزامها بحماية وصون تراثها الثقافي، وفقاً للمعايير الدولية.

وتعد منطقة دير «أبو مينا»، أحد أبرز المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الاستثنائية، إذ كانت تُعد المحطة الثانية للحج المسيحي بعد مدينة المقدس، وقد تم إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979، تقديراً لأهميته الدينية والمعمارية للأثر.

فيما تم البدء الفعلي لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية عام 2019 بقيادة الدكتور خالد العناني، وزير الآثار السابق، بعد الانتهاء من جميع الدراسات اللازمة لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية.

كما تم تشغيله تجريبياً في منتصف شهر نوفمبر 2021، وافتتحه الدكتور خالد العناني عام 2022، فضلا عن تنفيذ أعمال ترميم شاملة للعناصر المعمارية المتبقية بالدير، في خطوة مهمة أسهمت بشكل مباشر في استيفاء متطلبات رفع الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

وبُنيت مدينة أبو مينا المسيحيّة القديمة على قبر الشهيد السكندري "مارمينا" المتوفّى عام 296 الميلادي، وحافظت على ما فيها من كنيسة وبيت عماد وبازيليك ومؤسسات عامة وشوارع وأديرة ومنازل ومشاغل، وتعرف بالمنطقة الأثرية.

ورغم أن بقايا المدينة لا تعبر بشكل كامل عن هويتها وأهميتها التاريخية، فإن ثمة شواهد أثرية لا تزال محفوظة بشكل جيد رغم تعرضها سابقاً لخطر الانهيار على غرار قبر مارمينا والمعمودية، ويجرى العمل على وضع خطة للترويج السياحي لاجتذاب الزوار.

كما يتم الترويج حالياً لمنطقة «أبو مينا» السياحية والأثرية لاستقبال الوفود ووضع علامات إرشادية جديدة على الطرق المؤدية إلى الدير من مدينة الإسكندرية.

وتعمل أجهزة الدولة على إنشاء بنية تحتية قوية لاستيعاب أفواج السياحة الدينية القبطية على غرار الفنادق، وتمهيد الطرق وتوسعتها، وإنشاء مبانٍ خدمية.

ويعد دير مارمينا العجائبي الذي يجاور المنطقة الأثرية التاريخية أحد مقدمي الدعم اللوجيستي للموقع، إذ تبلغ مساحة المنطقة الأثرية نحو ألف فدان.

وتتكون المنطقة من بقايا الأسوار الخارجية والبوابتين الشمالية والغربية، وبعض الشوارع المحاطة بصفوف من الأعمدة التي كانت تحمل أسقفاً، وتوجد بها منازل وحمامات واستراحات خاصة بالزوّار المتوافدين على المنطقة.
وأظهرت الحفائر مبانٍ يتكون منها المجمع المعماري الضخم لـ«أبو مينا»، وهي البازيليكا الكبرى، وكنيسة المدفن، والمعمودية، ودور الضيافة، والحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، والحمام الشمالي، والبازيليكا الشمالية، والكنيسة الشرقية، والكنيسة الغربية.

ويمثل موقع «أبو مينا» الذي تم تسجيله في سجلات الآثار المصرية عام 1956، وسجلات الآثار العالمية عام 1979 باليونسكو، شكلاً فريداً من نوعه في الفترة التي كانت فيها الإسكندرية عاصمة لمصر، ومركزاً للعلم والفنون.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك