يعد الخرف أحد أكثر الأمراض انتشارًا بين كبار السن في الآونة الأخيرة، حيث يوجد حوالي 944 ألف شخص مصاب به في المملكة المتحدة، وحوالي 7 ملايين في الولايات المتحدة، كما يوجد عدة أنواع منه، لكن "الزهايمر" أكثرها شيوعًا، إذ يصيب حوالي 6 من كل 10 أشخاص يتم تشخيصهم بهذه الحالة.
ورغم أنه لا يخلو بحث أو دراسة من الحديث عن الخرف أو الزهايمر، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتوصل العلماء أو الأطباء إلى أسباب هذا المرض الغامض، أو علاجه، لكن بين الحين والآخر تخلص بعض الأبحاث للربط بين الزهايمر وأحد الممارسات الخاطئة، آخرها أبحاث نشرت خلصت إلى أن الشعور بضيق الوقت، بجانب الإصابة بالسمنة، من أهم مسببات الخرف، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويسلط التقرير التالي الضوء على هذه الأبحاث، فما العلاقة بين ضيق الوقت والخرف؟
أشار تقرير جديد، نُشر في المجلة الطبية "لانسيت" ، إلى أن الأشخاص ذوي الدخول المنخفضة ممن تضطرهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى العمل طوال اليوم، ويشكون من ضيق الوقت، يعانون من "عدم المساواة الزمنية" مع الأشخاص الأعلى دخلًا، ما يجعلهم عرضة للخرف أكثر من غيرهم.
وعرف الباحثون "عدم المساواة الزمنية" بأنها عدم وجود وقت كافٍ للنوم المريح، أو لبناء علاقات اجتماعية بسبب العمل لساعات مكثفة، أو الاعتماد على الشاشات، والتي ينبعث منها الضوء الأزرق الذي يؤثر بدوره على الساعة البيولوجية للجسم، بجانب عدم وجود وقت للاسترخاء، ما يؤثر سلبًا بمرور الزمن على صحة الدماغ.
* التقدم التكنولوجي يساهم في ضيق الوقت
وأضاف الخبراء، في تقرير المجلة الطبية "لانسيت"، أنه على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي يعد بالكفاءة والمرونة، بجانب الإيقاع السريع، فإن العديد من الأفراد يعانون من شعور مزمن بضيق الوقت، إلى جانب افتقارهم لمساحة صغيرة للراحة أو التأمل أو الاعتناء بأنفسهم.
وأشاروا إلى أن الضغط المستمر على الأداء والنشاط الدائم يُسهم في زيادة العبء المعرفي، واضطراب النوم، إلى جانب الإرهاق العاطفي، والتوتر المزمن، وفقدان الشغف.
* لماذا تسبب السمنة الخرف؟
حذر الخبراء، من أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض صحية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وكذلك السرطان؛ ما يؤدي إلى تدهور الإدراك.
كما اكتشف باحثون أميركيون أيضًا أن المستويات الأعلى من جزيئات تخزين الدهون الصغيرة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، تجعلهم أكثر عرضة لبروتين سام واحد، وهو الأميلويد، وتؤدي التكتلات الكبيرة لهذا البروتين، إلى جانب بروتين تاو إلى تشكيل لويحات وتشابكات تنتشر في الدماغ، وتسبب تلفها، ومن ثم حدوث الزهايمر.
* التشخيص المبكر للخرف يساعد المريض
على الرغم من عدم وجود علاج للخرف، فإن التشخيص المبكر يساعد على وضع خطط علاجية تناسب كل شخص، ويمكن الأطباء من وصف الأدوية والعلاجات التي تساعد الشخص على التعايش مع المرض بأقل قدر من الاضطرابات.
* كيف يمكن الوقاية من الخرف؟
وبحسب جمعية الزهايمر الخيرية، فإن نحو 40% من حالات الخرف قد يكون من الممكن الوقاية منها، فيما حدد باحثون عدة طرق يمكن من خلالها للناس تعزيز صحة أدمغتهم، وتشمل الحفاظ على نشاط العقل من خلال تعلم مهارات جديدة أو لغات أو حل الألغاز والألعاب، بجانب الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة، وتخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية اليومية، وتناول نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة.
وجد الباحثون سابقًا أن ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة إلى القوية تخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 41%.
ويحدد الخبراء بعض التمارين البسيطة التي تجعل القلب ينبض بسرعة وترفع معدل التنفس ما يمكننا من التحدث وليس الغناء، مثل المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجات.
* التمارين عالية الكثافة (HITT) تخفض خطر الإصابة بالخرف
وأشار بعض العلماء إلى أن التمارين الرياضية عالية الكثافة (HITT) قد تكون أفضل من التمارين الهوائية للوقاية من الخرف، لأنها تجبر الدم على الوصول إلى المخ بكميات أكبر.
ويعتمد برنامج HITT، على ممارسة فترات قصيرة من التمارين المكثفة بنسبة 80% من الجهد، يتبعها فترة نقاهة للسماح لمعدل ضربات القلب بالانخفاض مرة أخرى.
وكثيرا ما تتضمن تمارين سريعة مثل تمرين البوربي، وتمارين تسلق الجبال، وتمارين القفز، إلى جانب تمارين الكيتلبل، والجري على جهاز المشي.
ومن الأفضل تجنب التمارين الرياضية عالية الكثافة قبل النوم، حيث وجدت إحدى الدراسات أنها تقلل من النوم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
واقترح باحثون آخرون، أن السن المثالي لزيادة التمارين الرياضية للوقاية من الخرف هو ما بين 45 و65 عاماً.