مخرجة ومؤلف المسلسل الوثائقي يا غايب يكشفان لـ الشروق كواليس رحلة فضل شاكر من النجومية للعزلة - بوابة الشروق
الأحد 25 مايو 2025 12:24 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مخرجة ومؤلف المسلسل الوثائقي يا غايب يكشفان لـ الشروق كواليس رحلة فضل شاكر من النجومية للعزلة

حوار- إسراء زكريا:
نشر في: السبت 24 مايو 2025 - 7:32 م | آخر تحديث: السبت 24 مايو 2025 - 7:32 م

• فاطمة رشا شحادة: جردنا العمل من السياسة والدين.. وتعاملنا مع القصة كدراما إنسانية
• فضل شاكر صوّر مشاهده بمساعدة ابنه.. وشارك عن بعد فى السرد والتفاصيل
• اختيار الممثلين والتصوير فى تركيا بدلا من لبنان أبرز الصعوبات التى واجهتنا أثناء التنفيذ

فى ظل الجدل الدائم حول شخصيته ومسيرته، يأتى مسلسل «يا غايب» ليعيد فتح ملف الفنان اللبنانى فضل شاكر، ولكن هذه المرة من زاوية إنسانية وفنية، لا سياسية ولا دينية. العمل، الذى يحمل توقيع المخرجة فاطمة رشا شحادة فى أولى تجاربها مع الدراما الوثائقية، وتكليف جورج هزيم، يقدم شهادة من قلب القصة فى ٩ حلقات، حيث يروى فضل شاكر بنفسه تحولاته، قراراته، وآراءه التى تسببت فى تغيير مسار حياته من قمة النجومية إلى العزلة خلف الأضواء.

وفى حديثها لـ«الشروق»، كشفت المخرجة فاطمة رشا شحادة عن كواليس العمل، ودوافعها، والتحديات التى واجهتها فى صناعة دراما توثيقية تحاكى الواقع دون أن تسقط فى فخ الأحكام.

وإلى نص الحوار:

< ما الذى دفعك لتقديم مسلسل وثائقى عن فضل شاكر بالتحديد؟

ــــ فى الحقيقة لم يكن اختيارى الشخصى، بل جاءت المبادرة من الشركة المنتجة التى تواصلت معى لتولى مهمة الإخراج. هذه الشركة سبق أن قدمت أعمالا وثائقية درامية بارزة، مثل «مسيرتى» لجورج وسوف، و«الهدف» لسعيد العويران.

- كيف بدأت فكرة المسلسل؟ وهل راودك التردد نظرا لحساسية الموضوع؟

ـــــ الفكرة انطلقت من شركة الإنتاج، حيث اجتمع ثلاثة كتاب مع عائلة فضل شاكر، وتمكنوا من الوصول إليه، وجمع معلومات دقيقة لكتابة النص. وبالفعل، لم يكن قرارا سهلا، فالموضوع شائك، لكننا كنا ملتزمين بسرد القصة من منظور إنسانى فقط.

< كم استغرق تنفيذ العمل؟

ــــــ استغرق العمل على السيناريو نحو سنة، تلاه تصوير مكثف لمدة ٢٤ يوما فى تركيا، ثم عام كامل من مرحلة ما بعد الإنتاج، نظرا لتعدد الخطوط الدرامية فى المسلسل، ما استلزم تنسيقا دقيقا لربط الأحداث بطريقة تجذب المشاهد وتحفزه على متابعة كل حلقة بشغف.

< لماذا وقع الاختيار على أغنية «يا غايب» لتكون عنوانا للوثائقى؟

ـــــ أغنية «يا غايب» كانت علامة فارقة فى مسيرة فضل شاكر الفنية، وقد شكلت انطلاقته الحقيقية عربيا، كما أنها تعكس وضعه الحالى، كفنان غائب عن المشهد منذ سنوات لكنه حاضر فى الذاكرة.

< كيف حاولت الموازنة بين الجانب الفنى والجانب الإنسانى فى تناول شخصية فضل شاكر؟

ــــ لا يمكن تقديم فنان أو شخصية عامة دون الغوص فى أبعادها الإنسانية. فكان من الضرورى بالنسبة لنا أن نفهم الإنسان قبل الفنان، وأن نكشف سبب التحول الكبير فى حياته من نجم جماهيرى إلى شخص مثير للجدل.

< وكيف تعاملت مع الأبعاد السياسية والدينية المرتبطة بقصته؟

ـــــ جردنا العمل من أى أبعاد سياسية أو دينية. تعاملنا مع القصة كعمل درامى فقط، وتركنا المجال لفضل شاكر أن يروى تجربته من وجهة نظره الخاصة.

< ما الأسلوب الإخراجى الذى اعتمدته لسرد الأحداث؟

ــــــ اعتمدت على السرد الزمنى المتداخل. لم يكن بالإمكان تناول أى قرار اتخذه فضل شاكر دون العودة إلى ماضيه، فالتشابك الزمنى سمح لنا بفهم الدوافع والخلفيات التى أوصلته إلى مواقفه الحالية.

< وماذا عن الصعوبات التى واجهتك فى العمل؟

ـــــ أولا، اختيار ممثلين يملكون الجرأة والقدرة على خوض هذه المغامرة كان تحديا صعبا، ومن حسن حظى أن جميع من شاركوا فى العمل كانوا فنانين بارعين استطاعوا إعطاء الشخصيات أبعادها الحقيقية.

ثانيا، قرار التصوير فى تركيا بدلا من لبنان؛ بسبب بدء الحرب على غزة والتوتر الأمنى مع إسرائيل، فكان من الأفضل لوجستيا أن نعمل فى بيئة آمنة. وبالرغم من أنها كانت أرضا جديدة علينا، فقد تمكنا من إيجاد ديكورات ومواقع تحاكى البيئة اللبنانية بمساعدة مهندس الديكور نصر طوق، الذى بذل جهدا كبيرا فى البحث واتخاذ القرارات النهائية.

ثالثا، الحصول على المواد الأرشيفية لم يكن سهلا، وعانينا من نقصها؛ نظرا لضعف ثقافة التوثيق الدقيق فى العالم العربى.

< هل تعرضت لأى ضغط من جهة بعينها خلال التصوير؟

ـــــ لا، لم أتعرض لأى ضغط من أى جهة، وتعاملت مع الموضوع بمنطق درامى وفنى بحت بعيدا عن أى اعتبارات خارجية.

< كيف كانت ردود الفعل على العمل بعد طرحه؟

ــــ ردود الفعل كانت إيجابية للغاية. الجمهور أحب الطريقة التى سردنا بها القصة، وتفاعل مع البعد الإنسانى. شعرنا أننا أجبنا عن فضول الناس، ووضحنا ما كان غامضا فى حياة فضل شاكر.

< وما رأيك فى عرضه على منصة إلكترونية؟

ــــ عرض العمل على منصة إلكترونية ساهم فى وصوله لجمهور واسع، ليس فقط فى العالم العربى، بل أيضا فى أوروبا وأمريكا، وهو ما لم يكن ليتحقق عبر شاشة تلفزيون محلية.

< هل ترين أن الوثائقى ساهم فى تغيير النظرة العامة تجاه فضل شاكر؟

ـــــ المسلسل لا يسعى لتغيير النظرة بل لفتح باب الحوار. قد يغير البعض رأيه، وقد لا يفعل، لكن على الأقل سيسمع القصة من الطرف المعنى بها.

< هناك من يعتبر العمل محاولة لتبرئة فضل شاكر.. ما تعليقك؟

ــــ هذا ليس صحيحا، فالمسلسل لا يبرئ فضل شاكر، بل يظهره وهو يعترف بأخطائه وقراراته الانفعالية التى أضرت به وبمن حوله. نحن فقط منحناه منبرا ليروى قصته، وتركنا الحكم للجمهور.

< صادف توقيت عرض المسلسل إعادة تداول خبر براءته من تهم سياسية.. هل كان ذلك مقصودا؟

ـــــ تزامن عرض المسلسل مع تجدد الحديث عن براءة فضل شاكر من تهمة قتال الجيش اللبنانى هو محض مصادفة. فالمحكمة العسكرية برأته منذ عام 2018، لكن الإعلام لم يسلط الضوء عليها حينها.

< كيف كان التواصل مع فضل شاكر أثناء فترة التحضير؟

ـــــ عن طريق ابنه محمد، الذى حرص على التواجد خلال التصوير فى تركيا. وكان وسيطا بيننا وبين والده؛ لإمدادنا بأى تفاصيل دقيقة نحتاجها، سواء عن طفولته أو حياته العائلية. فضل نفسه كان متعاونا، وشارك فى تصوير مشاهده بمساعدة نجله، وتابعنا معه العمل عن بعد، وكان الأمر أسهل مما توقعنا.

< هل تدخل فى اختيار أبطال العمل؟

ــــ لم يتدخل فى الاختيار، لكنه اطلع على الأسماء بعد ترشيحها. ولم يبد أى اعتراض من جانبه أو من عائلته، خصوصا أن جميع الشخصيات حقيقية باستثناء الصحفية «مايا» التى أضفناها كعنصر روائى.

< ظهور فضل شاكر خلال الأحداث أثار دهشة البعض.. فكيف تم ذلك؟

ـــــ فى البداية قررنا أن يكون ظهوره محدودا، لكن بعد التصوير شعرنا أن حضوره مهم لدعم مصداقية السرد، خصوصا أن لديه قدرة على الحكى بإحساس وشفافية جذبا الجمهور.

< ما الرسالة التى تودين إيصالها من خلال «يا غايب»؟

ـــــ أن الحديث عن القضايا الشائكة هو الخطوة الأولى لفهمها. كثيرون حكموا على فضل شاكر دون معرفة تفاصيل ما مر به. المسلسل يمنحه هذه الفرصة، والمشاهد يملك القرار النهائى.

< كيف أثر هذا العمل على مسيرتك المهنية؟

ـــــ أرى أنه تجربة ثرية ومهمة جدا، خاصة أنه أول عمل درامى وثائقى لى. التحدى فى التنقل بين حقب زمنية مختلفة والتعامل مع شخصيات واقعية أعطانى دفعة قوية كمخرجة.

• وجورج هزيم: المسلسل لا يهدف إلى كسب التعاطف بل لكشف الحقيقة دون تزييف أو انحياز

ومن جانبه، أعرب المؤلف جورج هزيم عن سعادته بالمشاركة فى كتابة مسلسل «يا غايب» إلى جانب نور مجبر وناى عزار، موضحا فى حديثه لـ«الشروق» أنه تحمس للعمل على هذا الوثائقى؛ نظرا لإعجابه بالفنان فضل شاكر، واهتمامه الخاص بالأعمال الوثائقية التى تتناول شخصيات مثيرة للجدل، لما تحمله من أبعاد إنسانية معقدة تستحق التعمق والاستكشاف. وأضاف أن هذا المشروع يمثل أيضا فرصة لتجديد تعاونه مع الشركة المنتجة، التى سبق أن عمل معها فى مسلسل «الهدف»، الذى تناول المسيرة الرياضية للنجم السعودى السابق سعيد العويران.

< فى البداية.. هل كنت تتوقع أن يثير الوثائقى جدلا واسعا قبل عرضه؟

ــــ كنا ندرك تماما حساسية الموضوع، خاصة فى لبنان، لكن لم نتوقع حجم العراقيل والضغوط التى واجهناها خلال مراحل التصوير والإنتاج. التحدى الحقيقى لم يكن فى القصة، بل فى الإصرار على إنجازها. وهنا يعود الفضل لشركة الإنتاج التى تحملت مسئولية تأمين بدائل عملية لتنفيذ المشروع رغم كل العوائق.

< إلى أى مدى تأثرتم بدعوات المقاطعة التى سبقت طرحه؟

ــــ لم تؤثر فينا. كنا نعلم أن ثمة انقساما طبيعيا. فضل شاكر له جمهور عريض، ووجهنا العمل لمن يريد سماع القصة لا من يرفضها مسبقا.

< لوحظ توظيف أسماء أغنيات شهيرة لفضل شاكر كعناوين للحلقات.. ما الهدف من ذلك؟

ـــــ كان ذلك توجها مقصودا ضمن الرؤية الفنية للوثائقى. كل أغنية اختيرت لتكون عنوانا لحلقة، عكست جانبا من حالة فضل شاكر فى تلك المرحلة. هذه الأغانى لم تكن فقط جزءا من أرشيفه، بل من سيرته الذاتية أيضا.

< ما أبرز التحديات التى واجهتكم أثناء الكتابة؟

ــــ التحدى الأكبر تمثل فى محاولة فهم التحول الجذرى الذى طرأ على شخصية فضل شاكر. لم يكن الأمر قرارا لحظيا، بل جاء نتيجة تراكمات تعود إلى طفولته الموجعة، وإحساسه الدائم بالظلم، وبحثه المستمر عن الانتماء، وافتقاده لأبسط الحقوق الإنسانية. هذه الخلفيات ساعدتنا على تفسير كثير من التناقضات التى ظهرت فى مسيرته.

< وكيف تعاملتم مع ذلك؟

ــــ اخترنا الشجاعة منذ البداية. لم نكتب لنرضى أحدا أو نكسب تعاطفا. سردنا القصة كما هى، بعين إنسانية، دون أى أحكام مسبقة

< وماذا عن أصعب المشاهد؟

ـــــ القصة كلها محملة بالألم، لكن أصعب مشهد بالنسبة لى هو الذى تخيلنا فيه كيف اختاره والداه من بين إخوته لإرساله إلى دار الأيتام. لحظة قاسية اختزلت شعورا بالغا بالمفاضلة والخذلان، رافقه طوال حياته.

< وكيف جمعتم المادة الأرشيفية؟

ـــــ العديد من الجهات رفضت التعاون معنا، لأن الموضوع متعلق بفضل شاكر. حاولنا تعويض ذلك بأرشيف بديل، لكن كان من الممكن أن نثرى العمل أكثر لو حظينا بدعم أو تجاوب أكبر.

< هل تم التواصل مع فضل شاكر أو أحد أفراد أسرته خلال الإعداد؟

ــــ لم نتمكن من لقاء فضل شاكر شخصيا، لكننا أجرينا مقابلات مع زوجته وأبنائه، ووجدنا لديهم شفافية كبيرة ورغبة واضحة فى مشاركة التفاصيل دون تحفظ. لقد منحونا ثقة حملتنا مسئولية مضاعفة فى نقل الرواية كما عاشوها.

< هناك من يرى أن المسلسل الوثائقى يعد بمثابة محاولة للدفاع عن فضل شاكر.. ما تعليقك؟

ــــ إطلاقا، لم يكن الهدف من العمل تبرئة أحد أو الدفاع عن أى طرف. ما سعينا إليه من خلال الوثائقى هو منح فضل شاكر مساحة لرواية قصته بصوته، ليتمكن الجمهور من فهم السياقات التى دفعته لاتخاذ قراراته المصيرية. ركزنا على التعمق فى نقطة التحول التى غيرت مسار حياته بشكل جذرى، وطرحنا الأسئلة التى لطالما راودت محبيه: ماذا حدث؟ ولماذا؟ كما حرصنا على إظهار كيف يمكن للظروف السياسية والاجتماعية المعقدة أن تؤثر على خيارات الإنسان، خصوصا فى مناطق تعانى من صراعات مستمرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك