قالت شبكة أطباء السودان إن اللاجئين السودانيين بمعسكر «قاقا» بتشاد يعانون من أوضاع إنسانية كارثية؛ بسبب نقص الغذاء والدواء مع تفشي الأمراض، نتيجة تجاهل المنظمات الدولية والإنسانية للاجئين بالمعسكر وعدم توفير الغذاء الكافي لهم.
ونوهت في بيان عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صباح السبت، أن 13 شخصًا توفوا بسبب الجوع خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي يهدد مصير الآلاف من السودانيين بالمعسكر.
وناشدت شبكة أطباء السودان المنظمات الأممية والدولية الاضطلاع بدورها كمسئولة مباشرة من المعسكرات عن توفير الغذاء العاجل للاجئين السودانيين بمعسكر «قاقا» الذي يحتضن 21 ألف لاجئ سوداني، لوقف عمليات النزوح مرة أخرى للمجهول بحثا عن الغذاء والدواء.
وأعربت الشبكة عن بالغ أسفها لتردي أوضاع اللاجئين السودانيين بدولة تشاد، وتأسفها للتجاهل الدولي للمهجرين السودانيين، مؤكدة بأن ما يحدث هو فضح للمنظمات التي تتعذر بالمعابر لإيصال المساعدات، في ظل معاناة الآلاف من السودانيين بالمعسكرات بدولة تشاد.
والثلاثاء الماضي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في شرق تشاد، في ظل التدفق الهائل للاجئين والعائدين من السودان المجاور، والنقص الحاد في التمويل.
وبحسب العاملين في المجال الإنساني، سجل وصول أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني و39 ألف عائد تشادي في ولايتي إنيدي الشرقية ووادي فيرا شرقي البلاد، منذ تصاعد العنف في شمال دارفور خلال الشهر الماضي.
ويضاف هذا العدد الجديد إلى ما يقرب من مليون شخص لجأوا إلى ولايات شرق تشاد منذ اندلاع الأزمة السودانية أبريل 2023، وهو ما عزاه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى «سياسة الباب المفتوح السخية» التي انتهجتها الحكومة التشادية.
ونقلا عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، صرح دوجاريك للصحفيين في نيويورك، بأن القدرة الاستيعابية الحالية لمواقع الاستقبال «غير كافية إلى حد كبير لتلبية حجم الاحتياجات»، مضيفا أن معظم الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية.
وقال: «يستضيف موقع تيني للعبور، الذي يتسع لـ 500 شخص، ما يقرب من 20 ألف شخص - منتشرين في جميع أنحاء الموقع، وينامون في العراء في انتظار نقلهم بعيدا عن المنطقة الحدودية».
ومنذ منتصف أبريل، قدم شركاء الأمم المتحدة مساعدات طارئة، شملت بناء مئات الملاجئ العائلية، وتوزيع الطعام على أكثر من ستة آلاف شخص، وتوفير الأدوية لتغطية احتياجات 20 ألف شخص.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن سكان المنطقة بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى، والحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة، والرعاية الصحية، وخدمات الحماية للناجين من العنف، «ومن الواضح أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يحتاجون أيضا إلى العلاج المناسب».
وحتى اليوم، لم تمول خطة الاستجابة الإنسانية لتشاد البالغة قيمتها 1.4 مليار دولار إلا بنسبة 7%، أي ما يعادل 99 مليون دولار فقط.