دراسات واستثمارات.. كيف ترسم مصر خارطة جديدة للزراعة في أفريقيا؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 7:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

دراسات واستثمارات.. كيف ترسم مصر خارطة جديدة للزراعة في أفريقيا؟

السيد علاء
نشر في: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 3:03 م | آخر تحديث: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 3:03 م

• سعد موسى: الزراعة تدرس فتح الباب أمام القطاع الخاص المصري للاستثمار في الزراعة بأفريقيا للسلع الاستراتيجية

• تجارب "مصرية هندية" جديدة لمواجهة التغيرات المناخية بتحويل مخلفات جوز الهند لتربة زراعية قادرة على مضاعفة الإنتاج

• المملكة العربية السعودية مهتمة بمجالات التدريب الزراعي والبيطري في مصر واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل ذات الإنتاجية العالية

قال نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والمشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، الدكتور سعد موسى، إن هناك دراسة لتشجيع الاستثمار المصري بدول القارة الإفريقية، والبحث عن آليات التنفيذ الملائمة لفتح المجال أمام رجال الأعمال المصريين لاستصلاح وزراعة الأراضي في أفريقيا.

وأضاف موسى، لـ"الشروق"، أن الدراسة تتضمن بحث فرص الاستثمار الزراعي في عد من دول القارة الافريقية من بينها أوغندا وتنزانيا وسيراليون، والتي تتميز بأرض خصبة ووفرة في المياه، وستكون خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من سلع أساسية وهامة، ومحاصيل استراتيجية منها القمح والذرة والأرز، باعتبارها إحدى القضايا الاستراتيجية المرتبطة بالأمن الغذائي لمصر وتلك الدول على السواء.

وأشار، إلى اهتمام وزير الزراعة، علاء فاروق، بالتنسيق المستمر مع البرلمان المصري بغرفتيه النواب والشيوخ، لتعزيز استراتيجية التعاون مع دول القارة الإفريقية، والتي انتهت بقيام السادة اعضاء لجنة الشؤون الافريقية وأعضاء لجنة الزراعة بالبرلمان، مع عدد من قيادات الوزارة لدراسة أطر فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار الزراعي في أفريقيا.

وأوضح موسى أن هذه المناقشات تستهدف وضع إطار تنفيذي يساعد المستثمرين المصريين على التوسع خارجيًا، من خلال الحصول على مساحات زراعية في بعض الدول الأفريقية التي تمتلك مقومات طبيعية هائلة.

ولفت موسى، إلى أن مصر تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من القمح والذرة من الخارج، وهو ما يجعل التوسع الزراعي في أفريقيا أحد البدائل المهمة لتقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.

وأكد أن التوجه نحو أفريقيا لا يقتصر على المحاصيل فقط، بل يشمل مجالات أخرى مثل التعاون في تصدير المعدات الزراعية والأمصال واللقاحات البيطرية المنتجة في مصر، حيث طور القطاع الخاص المصري بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية خطوط إنتاج جديدة لصناعة وانتاج اللقاحات البيطرية وأصبحت مصر تصدر تلك المنتجات بالفعل إلى عدد من الدول الأفريقية والعربية.

وكشف أن مصر صدّرت نحو ١.٤ مليار جرعة من الأمصال واللقاحات البيطرية، إلى اكثر من 40 دولة، خلال العام الماضي، بقيمة بلغت نحو 14 مليون دولار، وأنه مستهدف زيادة حجم الصادرات خلال العام الجاري بحوالي 15 إلى 20%.

كما لفت إلى أن هذا التوجه ينسجم مع رؤية الدولة في إشراك القطاع الخاص المصري بفاعلية، حيث يجري تشجيع رجال الأعمال على الدخول في مشروعات زراعية مشتركة بالقارة، مع توفير الدعم الحكومي عبر القنوات الرسمية.

وقال إن لجان الزراعة والشؤون الأفريقية في البرلمانين تلعب دورًا محوريًا في هذا الملف، حيث يتم التنسيق بين الحكومة والنواب لإشراك جميع الأطراف في صياغة رؤية متكاملة تضمن استدامة الاستثمار.

وأوضح أن هذا النهج يعكس فلسفة جديدة تتبناها الحكومة ووزارة الزراعة، تقوم على إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني والبرلمان، وليس الاعتماد على الحكومة فقط، بما يخلق بيئة عمل متوازنة وشفافة.

وأشار موسى إلى أن التحركات المصرية لا تقتصر على القارة الأفريقية، بل تتكامل مع جهود وزارة الزراعة في الانفتاح على الشراكات العربية والدولية، من خلال اللقاءات الثنائية التي تُعقد على هامش المؤتمرات والاجتماعات الدولية.

وكشف عن لقاء ثنائي عُقد مؤخرًا بين وزير الزراعة، علاء فاروق، ووفد سعودي، على هامش الاجتماعات مجموعة العشرين المعنية بالزراعة بجنوب أفريقيا، حيث جرى بحث فرص التعاون والاستثمار المشترك في القطاع الزراعي.

وأوضح أن الوزير استعرض خلال اللقاء حجم التطور الكبير الذي شهده القطاع الزراعي المصري بدعم القيادة السياسية، سواء في مشروعات التوسع الأفقي أو في مشروعات البنية التحتية الزراعية والري والتخزين وخلافه.

وأكد موسى أن هذه الإنجازات شملت تطوير مشروعات الري والصرف، وزيادة الرقعة الزراعية، وإدخال تقنيات حديثة في قطاع الزراعة ، مما رفع كفاءة القطاع وساهم في تعزيز الأمن الغذائي داخليًا وإقليميًا من خلال تصدير منتجاتنا الزراعية المنافسة في الاسواق العالمية، حيث صدرت مصر بأكثر من 10 مليار دولار في عام 2024 منتجات زراعية خام ومصنعة لدول العالم.

وأضاف أن الوفد السعودي أبدى اهتمامًا خاصًا بمجالات التدريب الزراعي والبيطري، إلى جانب تبادل الخبرات في التكنولوجيا الحديثة واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل ذات الإنتاجية العالية.

كما تطرق إلى مباحثات أخرى جرت مع وفد هندي يتكون من كبرى شركات الزراعة في الهند، الاسبوع الماضي، والذي طرح تجربة مبتكرة في الاستفادة من مخلفات جوز الهند وتحويلها إلى تربة طبيعية خصبة تحتفظ بالمياه تحت جذور النباتات وتُستخدم كبديل جيد في الزراعة، وهي تقنية وصفها بأنها تمثل فرصة واعدة يمكن تطبيقها في مصر للتحول إلى الزراعة العضوية، بعد إجراء التقييمات العلمية اللازمة داخل مركز البحوث الزراعية وبالتعاون مع القطاع الخاص المصري.

ولفت إلى أن هذه التجربة تندرج ضمن مفهوم الزراعة المستدامة، الذي تعمل مصر على التوسع فيه لمواجهة التغيرات المناخية وترشيد استهلاك الموارد المائية.

كما نوّه إلى أن اللقاءات الثنائية التي أصبحت احد الأدوات الرئيسية والفعالة التي تعتمد عليها وزارة الزراعة لفتح قنوات تواصل جديدة مع شركاء التنمية، والاستفادة من المنصات الإقليمية والدولية للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.

وأشار أيضًا إلى أن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو" د. شو دنيو أكد دعمه الكامل لمصر في جهودها لتحقيق الأمن الغذائي داخل القارة الأفريقية، وأشاد بتجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم هذا القطاع الهام لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

وتابع: مندوب إنجلترا لدى جنوب أفريقيا أشار خلال اللقاء الثنائي الذي تم مع وزير الزراعة على هامش اجتماعات مجموعة العشرين بجنوب أفريقيا، إلى مشكلة المياه في مصر، ودعم بلاده لمصر في هذا المجال في ضوء أهمية مياه النيل لقطاع الزراعة في مصر ، فضلاً عن تشجيع رجال الأعمال البريطانيين للاستثمار فى قطاع الزراعة في مصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك