سيندي ماكين: نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي
حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى درجة كارثية، قائلة إن هناك "نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي".
وأشارت في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأمريكية، أن المعونات الإنسانية الوافدة إلى قطاع غزة لا تفي بالحاجة الفعلية، ووصفتها بأنها "نقطة في بحر" مقارنةً بحجم الاحتياجات.
وقالت ماكين إن "هناك نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، وقد يكونون على شفا المجاعة".
وأضافت مديرة البرنامج الأممي: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد هؤلاء الناس يموتون جوعًا دون أي تدخل دبلوماسي من الخارج لمساعدتنا (في توزيع المساعدات)".
وحذرت من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى "كارثة" إنسانية يصعب تداركها.
ولفتت ماكين إلى أن "عدد الشاحنات التي تدخل غزة ما زال محدودا جدا، فخلال الهدنة السابقة كان يدخل إلى القطاع نحو 600 شاحنة يوميا، بينما تراجعت الآن إلى حوالي 100 شاحنة يوميا، وهو معدل لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية".
وأكدت أن الوكالة تسعى لزيادة وتيرة إيصال المساعدات "على نطاق واسع" وتغطية كافة مناطق القطاع، مستنكرة التضييق الجاري في فتح المعابر وغلق الطرق الذي يعيق توزيع الغذاء والدواء.
ورفضت ماكين ما تردد من اتهامات إسرائيلية حول سرقة حركة حماس المساعدات الإنسانية.
وقالت ردا على ذلك: "لا يوجد أبدا دليل على ذلك.. هؤلاء الناس يركضون نحو شاحنات برنامج الأغذية العالمي وهم يائسون بحثا عن الطعام".
وأكدت أن أي حوادث نهب محدودة تعود ببساطة إلى مستويات الجوع المدقع للسكان، وليس إلى عمليات منظمة.
وأضافت أنها تواصل توزيع المساعدات والدعم لتشغيل المخابز في غزة دون توقف، وتجري ذلك "مع أي طرف" يضمن إيصال المساعدات بسلام وأمان.
ونبّهت ماكين أيضا إلى مخاطر تسييس المساعدات الغذائية، مشدّدة على أن "الطعام ليس مسألة سياسية".
وأوضحت أن ربط الأزمة الإنسانية بحسابات سياسية يُفقد الإغاثة أولويتها الإنسانية الحقيقية، ودعت إلى ألا تتحول أزمة الغذاء في غزة إلى ورقة في المناورات السياسية.
وطالبت في ختام حديثها المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والضغط من أجل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة وجعلها منتظمة، محذرة من "أننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي ونشاهد هؤلاء الناس يموتون جوعًا» دون تحرّك دولي جاد".
ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.