أذنت النيابة العامة بدفن جثمان ناصر محمد، والد الأطفال الستة المتوفين، ابن قرية دلجا بمركز ديرمواس، بعد أن وافته المنية اليوم الجمعة متأثرًا بإصابته بتسمم داخل المستشفى الجامعي بأسيوط، عقب صراع استمر منذ يوم 12 من الشهر الجاري.
وسادت حالة من الحزن العميق أنحاء قرية دلجا، التي اتشحت بالسواد عقب الإعلان عن وفاة رب الأسرة، الذي فقد أطفاله الستة تباعًا بسبب التسمم، قبل أن يلحق بهم اليوم، لتتأكد مأساة الأسرة وفشل محاولات إنقاذهم.
ولا تزال النيابة العامة تُجري تحقيقاتها المكثفة لتحديد ملابسات الواقعة وظروفها الغامضة، في انتظار نتائج تقارير الطب الشرعي التي ستكشف حقيقة ما حدث.
وأعلن محمد علي، أحد أبناء قرية دلجا بمركز ديرمواس في محافظة المنيا، وفاة شقيقه ناصر محمد علي، والد الأطفال الستة المتوفين، داخل مستشفى أسيوط الجامعي، متأثرًا بإصابته بنفس أعراض التسمم التي أودت بحياة أبنائه منذ نحو 12 يومًا.
وكان الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بكلية طب المنيا، ورئيس اللجنة الاستشارية التي تابعت حالة الأطفال ووالدهم، صرح لـ"الشروق" في وقت سابق بأن فرص شفاء الأب كانت معدومة، موضحًا أنه أصيب بتسمم ناتج عن مبيد حشري نادر لا يتوفر له علاج طبي، إلا أن الفريق الطبي بذل ما في وسعه وفق مقتضيات الأمانة المهنية.
وشهدت قرية دلجا مأساة إنسانية قبل نحو أسبوعين، بعدما توفي ستة أطفال أشقاء من أسرة واحدة، نتيجة إصابتهم بأعراض تسمم حاد تمثلت في ارتفاع الحرارة والقيء والهذيان، تباعًا، وهم:
ريم ناصر (10 سنوات)، محمد ناصر (11 سنة)، عمر ناصر (7 سنوات)، أحمد ناصر (5 سنوات)، رحمة ناصر (12 سنة)، وآخرهن فرحة ناصر (14 سنة)، التي لحقت بإخوتها بعد نحو 10 أيام من وفاتهم، بينما كان والدهم يصارع الموت داخل المستشفى حتى إعلان وفاته اليوم.