• فنانون شباب لا يكتفون بالإرث العائلى ويتطلعون لإثبات الذات ووضع بصماتهم فى تاريخ الفن المصرى
مع كل موسم درامى جديد، تتسع دائرة الوجوه الشابة التى تقتحم ساحة التمثيل، ومن بينها تبرز أسماء أبناء فنانين تركوا بصمتهم فى تاريخ الفن المصرى، هؤلاء الشباب لا يرغبون فى الاكتفاء بالإرث العائلى، بل يسعون إلى إثبات الذات، وتقديم موهبتهم للجمهور بعيدا عن ظلال الواسطة أو المقارنات.
فى هذا التقرير، نستعرض شهادات عدد من هؤلاء الشباب عن طموحاتهم وخطواتهم الفنية الأولى.
- يوسف وائل نور: اسم عائلتى مسئولية.. وأسعى لتقديم مسيرة مستقلة تحمل بصمتى الخاصة
قال الفنان الشاب يوسف وائل نور، نجل النجم الراحل وائل نور والفنانة أميرة العايدى، إن انتماءه إلى أسرة فنية لم يكن هو الدافع الحقيقى وراء دخوله عالم التمثيل، بل كان حافزا يحمله مسئولية أكبر، تتطلب منه تأهيلا جادا وجهدا متواصلا.
وأوضح يوسف أنه نشأ وسط أجواء الفن والتصوير منذ طفولته، ما ساعده على فهم طبيعة المجال مبكرا، لكنه فى المقابل وضع على عاتقه عبئا نفسيا يتمثل فى الحفاظ على اسم العائلة وتاريخها الفنى.
وأضاف: «وجودى فى بيت فنى لم يكن ميزة أركن إليها، بل تحد أردت أن أتجاوزه، فحرصت منذ بدايتى على أن أقدم نفسى كممثل له كيان مستقل، لا يعتمد فقط على إرث والده أو شهرة والدته».
وتابع: «حين تنتمى إلى عائلة معروفة فى الوسط الفنى، تصبح التوقعات المحيطة بك مضاعفة، ولذلك اخترت أن أتحرك بحذر وبخطوات محسوبة، محاولا التوازن بين الطموح والتواضع».
أما عن خططه المستقبلية، أكد يوسف أن هدفه ليس مجرد الظهور أو السعى وراء الأضواء، بل تقديم أدوار متنوعة تظهر قدرته على التجديد والتنوع، مشيرا إلى أنه يطمح لبناء مشوار فنى يحمل بصمته، مستلهما من تجربة والده، ولكن بطريقته الخاصة.
وكان الفنان يوسف وائل نور قد شارك فى عدد من الأعمال الدرامية، أبرزها «كلبش، وجمال الحريم، وضربة معلم، ودايما عامر، وضرب نار، والحلانجى، وفات الميعاد»، كما خاض تجربة مسرحية ناجحة من خلال عرض «ميوزيكال سكول».
- ميران أحمد عبد الوارث: لم أدخل الفن بالواسطة.. والموهبة هى التى فتحت لى الطريق
صرحت الفنانة الشابة ميران عبد الوارث، ابنة الفنان الراحل أحمد عبد الوارث، أن دخولها عالم التمثيل لم يكن مخططا له، بل جاء بمحض الصدفة خلال دراستها الجامعية، حيث بدأت ملامح شغفها بالفن تتشكل تدريجيا بطريقة غير متوقعة.
ونفت ميران أن تكون قد استعانت باسم والدها لاقتحام المجال الفنى، مشيرة إلى أن والدها كان قد رحل قبل أن تخطو أولى خطواتها التمثيلية.
وأضافت أنها لم تكن ترى نفسها فى هذا المجال أثناء حياته، بل كانت تشعر أن التمثيل بعيد تماما عن اهتماماتها، لكن بعد وفاته بدأت تلاحظ تشابها كبيرا بينها وبينه، سواء فى ردود الأفعال أو التعبير، وكأن موهبته انتقلت إليها دون أن تشعر.
وشددت على أن مشوارها الفنى قائم بالكامل على مجهودها الشخصىئ، موضحة: «لم يساعدنى أحد فى دخول المجال، ولم أعتمد على الواسطة، بدأت طريقى من خلال اختبارات وتجارب أداء مثل أى شخص آخر، وأنا مؤمنة بأن الموهبة هى الأساس الحقيقى للنجاح، وليس الاسم أو الشهرة».
وعن تطلعاتها الفنية، أكدت ميران أنها تبحث دائما عن الأدوار التى تحمل تحديا وتمثل خروجا عن المألوف، مشيرة إلى أنها تميل إلى الشخصيات ذات الأبعاد المعقدة، وترى أن خوض تجارب جديدة هو ما يصقل موهبة الفنان ويمنحه مساحة حقيقية للتطور.
وكانت الفنانة ميران عبد الوارث قد شاركت فى عدد من الأعمال الدرامية، من بينها «كلبش، وريفو، وبينا ميعاد، والمعلم، وأثينا»، إلى جانب تجربتين سينمائيتين فى فيلمى «عمر أفندى» و«رحلة 404».
- أحمد عصام السيد: بدأت من خلف الكاميرا.. ووجدت نفسى فى التمثيل
كشف الفنان الشاب أحمد عصام السيد، نجل المخرج المسرحى عصام السيد والفنانة حنان يوسف، أن رحلته مع الفن لم تبدأ من أمام الكاميرا، بل من خلفها، حيث خاض تجارب فى الإخراج والكتابة، قبل أن يجد فى التمثيل المساحة التى تعكس شخصيته وتعبر عن ذاته.
وأوضح: «درست الإخراج ومارسته لسنوات، لكن شيئا بداخلى ظل يدفعنى نحو التمثيل، فقررت أن أشارك فى تجارب الأداء، وكل دور وصلت إليه كان نتيجة لمجهود حقيقى وليس استثناء أو مجاملة».
ورغم ارتباط اسمه بعائلة فنية بارزة، شدد أحمد على أن والده لم يتدخل يوما فى مسار اختياراته، ولم يسع لتقديمه على حساب الموهبة، قائلا: «من يعرف والدى يدرك جيدا أنه لا يملى أسماء على أحد، وأنا شخصيا لا أقبل أن يقال إننى دخلت المجال بالوراثة أو بالاسم فقط، فالنجاح بالنسبة لى لا معنى له إن لم يكن مستحقا».
وأكد أحمد أنه، رغم انشغاله الحالى بالتمثيل، لا ينوى التخلى عن شغفه الأول بالإخراج، بل يرى أن ما يعيشه أمام الكاميرا اليوم يثرى رؤيته كمخرج مستقبلى، مضيفا: «أتابع الكواليس عن قرب، أراقب طريقة تفكير كل مخرج أعمل معه، وأسجل التفاصيل، وأتمنى فى الوقت المناسب أن أقدم عملا أجمع فيه بين خبرتى التمثيلية ورؤيتى الإخراجية، ليعكس كل ما تعلمته فى الجانبين».
وكان الفنان أحمد عصام السيد قد شارك فى عدد من الأعمال السينمائية، من بينها «آل شنب، وسيكو سيكو، والشاطر»، إلى جانب تجربتين دراميتين من خلال مسلسلى «عايشة الدور» و«كتالوج».
- مريم أشرف زكى: اخترت الفن عن قناعة.. وأجتهد لأثبت نفسى بعيدا عن الألقاب
قالت الفنانة الشابة مريم أشرف ذكى، ابنة الفنان أشرف زكى والفنانة روجينا، إنها نشأت وسط أجواء فنية منذ طفولتها، حيث عايشت الكواليس، وشهدت كيف يصنع العمل الفنى، لكن قرار دخولها المجال جاء بعد تفكير طويل ودراسة.
وتابعت أنها لم تكن ترغب فى أن ينظر إليها كمجرد ابنة لعائلة فنية، بل كانت حريصة منذ البداية على أن يكون دخولها للفن قائما على الدراسة والاجتهاد، موضحة: «لم أدخل المجال اعتمادا على اسمى العائلى، بل درست التمثيل والإخراج، وعملت على تطوير نفسى حتى أكون مستعدة لخوض التجربة باحتراف، بعيدا عن أى ألقاب أو اعتبارات شخصية».
وتابعت: «أحب الكوميديا والدراما، وأشعر أن السينما تمنحنى المساحة الأكبر للتعبير عن ذاتى، ومع ذلك لا أستطيع أن أبتعد عن المسرح، فهو المكان الذى تتشكل فيه هوية الفنان وتصقل موهبته».
وأكدت أن والديها لم يفرضا عليها أى توجه فنى، بل تركا لها حرية الاختيار، مع تقديم النصيحة والدعم، مضيفة:
«كانا دوما يقولان لى إن النجاح الحقيقى لا يأتى إلا لمن يدرك قيمة الفن ويفهمه بعمق، وأنا أعمل كل يوم لأكون عند حسن ظنهما».
وكانت الفنانة مريم أشرف زكى قد شاركت فى عدد من الأعمال الدرامية، من بينها «ستهم، وسر إلهى، وقلع الحجر»، كما خاضت أولى بطولاتها المسرحية من خلال عرض «الصالون».
- عمر محمد رياض: الشهرة لا تصنع فنانا.. والنجاح لا يورث
قال الفنان الشاب عمر محمد رياض، نجل الفنان محمد رياض والفنانة رانيا ياسين، وحفيد الفنانين الكبيرين محمود ياسين وشهيرة، إن الانتماء إلى عائلة فنية لا يمهد له الطريق، بل يضع على عاتقه مسئولية إثبات نفسه بموهبته والتزامه المستمر.
وأوضح عمر أن والده لعب دورا مهما فى توجيهه، لكنه لم يدفعه يوما نحو الفن، بل شدد على أن النجاح الحقيقى يبدأ من نقطة وعى، وليس من شهرة عائلية.
وتابع: «الفن مهنة صعبة، ولذلك اخترت أن أبدأ بهدوء، وأتعلم على مهل، خصوصا من خلال العمل فى المسرح، حيث تتكون الشخصية الفنية الحقيقية».
ورغم ما يشاع عن «الفرص الموروثة»، أكد عمر أن اسمه لم يكن بابا مفتوحا، بل مرآة يقيم من خلالها الجمهور والنقاد خطواته الأولى.
وأضاف: «نشأتى فى عائلة فنية تجعل سقف التوقعات مرتفعا، وهذا لا يمنحنى أفضلية، بل يدفعنى إلى الحرص والتأنى فى كل ما أقدمه، فأنا لا أريد أن أكون مجرد امتداد، بل أن أبنى لنفسى هوية مستقلة».
وأشار عمر إلى أنه لا يطمح إلى أدوار البطولة، بل يركز على الأدوار التى تمنحه فرصة حقيقية للتعلم والتعبير عن موهبته، مؤكدا أن ما يشغله فى هذه المرحلة هو التجربة وتراكم الخبرات.
وكان الفنان عمر محمد رياض قد شارك فى عدد من الأعمال الدرامية، من بينها «نصيبى وقسمتك، والحلم، وقلع الحجر».