عيون جائعة في جسد هزيل.. كيف يحارب أطفال غزة المجاعة في صمت؟‬ - بوابة الشروق
الإثنين 25 أغسطس 2025 4:02 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

عيون جائعة في جسد هزيل.. كيف يحارب أطفال غزة المجاعة في صمت؟‬

سلمي محمد مراد
نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 10:20 ص | آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 10:20 ص

في صورة لا يمكن لعقل أن يتخيلها، وعالم أبعد ما يكون عن مفهوم الإنسانية، فحتى قصص الرعب التي تُحكي لم تفعل ذات مرة وصورت مشهدًا واحدًا مما نراه في غزة الآن.

فكيف لعقل بشري أن يتصور يومًا مشهدًا لتعذيب طفل وقتله بالبطيء؟! كيف نتخيل أن أناس حقيقيون يفعلون هذا ويجوعون أمعاء الصغار ويستخدموها كسلاح حرب؟.

وبينما نتابع تلك المأساة من أماكننا الآمنة، لا يفصل بيننا وبين أطفال غزة سوى حظ جغرافي، منحنا ماءً نظيفًا، وثلاجة عامرة بالطعام، وبيتًا بلا طائرات مسيّرة تحلّق فوقه.

-غزة رسميًا منطقة مجاعة


وأعلن خبراء الأمم المتحدة، أن مجاعة من صنع الإنسان بالكامل تحدث في أكبر مدينة في غزة والمناطق المحيطة بها وسط ظروف متدهورة تهدد بزيادة هائلة في عدد الوفيات في جميع أنحاء المنطقة المدمرة.

ووجد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي منظمة معترف بها عالميًا تصنف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، أن 3 عتبات رئيسية للمجاعة قد تم بلوغها، مما يشير إلى تصعيد كبير للأزمة الإنسانية في غزة.

-صغار من المهد إلى الجوع وصولًا للموت

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، خلال 22 شهرًا من الحرب في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 62 ألف شخص، من بينهم 18 ألف طفل، وفي المتوسط، ويستشهد 91 شخصًا يوميًا، من بينهم 28 طفلًا على الأقل، أي بمعدل طفل يُستشهد كل 52 دقيقة.
وبحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، والتي تحققت منها منظمة الصحة العالمية، ارتفعت أيضا الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والجوع في غزة بشكل حاد، وبحسب ما ذكرته الوزارة يوم الأربعاء الماضي، نُسبت 89 حالة وفاة إلى سوء التغذية أو الجوع، معظمهم أطفال دون سن 18 عامًا، وفي الأيام العشرين الأولى من أغسطس، سُجلت 133 حالة وفاة، من بينها 25 حالة وفاة لأطفال دون سن ال 18.

-شهادات من أطفال غزة الجائعين

نشرت بس بي سي في 20 أغسطس الجاري، قصة الطفلة جني عياد، التي تقول والدتها، إن المجاعة التي يمر بها قطاع غزة حقيقية لدرجة الرعب، وتتساءل "كيف لها أن تقدر على الأسعار المرتفعة جداً لأبسط السلع، وأن توفر قوت يومها وأبنائها؟.

وتعتمد بشكل أساسي على "المؤسسات الخيرية"، وتقول: "إذا لم تتوافر التكية لا نأكل، بالكاد أستطيع أن أوفر لأبنائي قطعة خبز مع دقة (أكلة شعبية في القطاع هي مزيج من البهارات والأعشاب والمكونات المجففة) أو صحن عدس على مدار اليوم".

وتعود الأم بالذاكرة لما قبل الحرب، وتصف كيف كانت جنى تتمتع بـحالة صحية جيدة للغاية، لكن بسبب سوء التغذية وضعها الصحي تدهور وفقدت الكثير من وزنها حتى صارت هيكلاً عظميًا، وترتب على ذلك مضاعفات صحية خطيرة، وتتطلب إمكانيات علاجية ليست متوفرة في القطاع.

-صور من المعاناة اليومية

وبحسب اليونيسيف عرضت صورة للطفل يزن البالغ من العمر عامين، وعيناه الواسعتان مثقلتان بالإرهاق، وجسده النحيل تظهر عليه علامات الجوع الحاد، حيث يعاني من سوء تغذية حاد، وتقول والدته نعيمة: "لم نحصل على دقيق أو أي مساعدات غذائية منذ شهرين".

-الجوع ينهش أجساد الصغار ويغير ملامحهم

وفي أجنحة مستشفى ناصر جنوب غزة، ترقد الطفلة هدى التي تبلغ من العمر 12 عامًا، مثل كثير من الضحايا الأطفال الذين يعانين من أزمة الجوع التي تجتاح غزة، والتي تتنقل بين المستشفى والآخر منذ أواخر شهر مايو.

وبحسب ABC NEWS ، قالت والدتها، سمية أبو النجا "36 عامًا": إن سوء التغذية الشديد الذي تعاني منه هدى أدى إلى إصابتها بفقر الدم، وكان وزن ابنتها قبل إصابتها بسوء التغذية 35 كيلوجرامًا، والآن أصبح 19 كيلوجراماً، وبدأت تفقد شعرها، وتغير لونه.

وقالت طبيبة هدى، فداء النادي، "إن هدى تحتاج إلى العلاج خارج غزة، نظرًا لخطورة حالتها، ورتبنا لها تحويلًا لتلقي العلاج في الخارج، ولكن حتى الآن، لم تتح لها فرصة مغادرة غزة لتلقي العلاج".

-كيف يمكن للأطفال تلقي العلاج خارج غزة؟

ولكي تتمكن من مغادرة غزة، يتعين على هدى وجنى وغيرهم من النازحين لأسباب طبية أن تمر بعملية شاقة، حيث يجب على الأطباء والمرضى التقدم بطلب إحالة، والحصول على موافقة لجنة تابعة لوزارة الصحة عليها، وإرسالها إلى منظمة الصحة العالمية، التي يتعين عليها بعد ذلك إيجاد دولة مضيفة لعلاجهم، وفي النهاية، يجب عليهم الحصول على إذن من إسرائيل للمغادرة، ولا يمكن للمرضى سوى انتظار هذه العملية ويأملون أن يُسمح لهم ومرافقيهم بالخروج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك