قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن القرار الحقيقي والقيادة الفعلية لحماس كانا بيد الجناح العسكري للحركة.
وأضاف الدويري، خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج «الجلسة سرية»، على قناة «القاهرة الإخبارية»: «بعد الانقلاب في غزة، نُقلت المفاوضات إلى القاهرة، وكان من المهم جدًا أن تأتي الشخصية الرئيسية صاحبة القرار، والتي تمثّل الجناح العسكري، للمشاركة في التفاوض، وكانت هذه الشخصية هي أحمد الجعبري، الذي وافق على الحضور وفق خطة تم الاتفاق عليها».
وأوضح أنه كُلف بإجراء لقاء تمهيدي مع الجعبري في معبر رفح، على أن يعود لاحقًا للمشاركة في جولة تفاوض جديدة، قائلًا إنه تحرك بعدها بالفعل من القاهرة إلى رفح مرورًا بالإسماعيلية والعريش.
واستدرك قائلًا: «أقول للتاريخ، وعلى مسئوليتي، إنني كنت أشعر أنني أدخل منطقة حكم ذاتي حين أصل إلى العريش وما بعدها، بعد انقلاب حماس في غزة ببداية 2007، لم تكن الدولة تفرض سيطرة كاملة، كانت الأنفاق والعصابات هي من تحكم هذه المنطقة».
وأكد أن «ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي لاحقًا عبر العملية الشاملة، بالقضاء على الأنفاق والإرهاب في سيناء، لم يكن مجرد تطور لافت، بل كان نقلة نوعية تُكتب في كتب التاريخ».
وفي سياق متصل، روى وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، تفاصيل دقيقة من كواليس نقل مفاوضات صفقة شاليط إلى القاهرة، وتحديدًا ما دار خلال التنسيق لدخول أحمد الجعبري إلى مصر عبر معبر رفح.
وأكمل: «ذهبت إلى معبر رفح انتظارًا للجعبري في الموعد المتفق عليه، فجاءني مرافقه وأخبرني أن أبو محمد (في إشارة للجعبري) قرر عدم الحضور، سألته عن السبب، فقال: خايف يتم قصفه».
وواصل: «قال لي إن الجعبري يخشى أن تستهدفه إسرائيل وهو في معبر رفح، قلت له: هذا لن يحدث أبدًا، إسرائيل لا تجرؤ على المساس بأي فلسطيني على الأراضي المصرية، وهذا أمر مستحيل».
وتابع: «تواصلت مع القاهرة فورًا، وتم الاتفاق على أن يأتي الجعبري معي ويدخل إلى القاهرة في نفس اليوم، كان موجودًا في مكان قريب من المعبر داخل غزة، فجاء وركب السيارة برفقتي، وكان معه مروان عيسى».
وكشف الدويري موقفًا إنسانيًا من الرحلة، قائلاً: «لاحظت أن الجعبري ينظر يمينًا ويسارًا من نافذة السيارة باستغراب، فسألته عن السبب، فقال: دي أول مرة أخرج من غزة، أول مرة خرجت كنت رايح السجن الإسرائيلي لمدة 13 سنة. لكن أول مرة أشوف سيناء».
وأكد الدويري أن مصر وفّرت حماية كاملة للقيادات الفلسطينية التي شاركت في المفاوضات، مضيفًا: «كل قيادات حماس التي دخلت مصر كانت تحت تأمين كامل، سواء في الإقامة أو التحركات أو التنقلات، دون أي استثناء، كنا مطمئنين، لكن في الوقت ذاته كنا حذرين للغاية، لأن إسرائيل لا يُؤمَن جانبها، والاغتيالات جزء من استراتيجيتها».
وأشار إلى أن الجعبري، لم يكن يقيم في فندق واحد طوال فترة إقامته، بل كان يتم نقله لأماكن مختلفة ضمن خطة تأمين مشددة لضمان سلامته.