عدم الاستقرار يفاقم تحديات معالجة الأزمة.. ماذا جاء في تقرير المخدرات العالمي؟ - بوابة الشروق
الجمعة 27 يونيو 2025 1:22 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

عدم الاستقرار يفاقم تحديات معالجة الأزمة.. ماذا جاء في تقرير المخدرات العالمي؟

مروة محمد
نشر في: الخميس 26 يونيو 2025 - 3:52 م | آخر تحديث: الخميس 26 يونيو 2025 - 3:52 م

كشف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره العالمي للمخدرات 2025 الصادر اليوم أن حقبة جديدة من عدم الاستقرار العالمي قد فاقمت التحديات في معالجة مشكلة المخدرات العالمية، وتمكين جماعات الجريمة المنظمة، ودفع استخدام المخدرات والمؤثرات العقلية إلى مستويات قياسية.

وقالت غادة والي، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: يكشف هذا الإصدار من تقرير المخدرات العالمي أن جماعات الجريمة المنظمة المتورطة في الاتجار بالمخدرات لا تزال قادرة على التكيف، إذ تستغل الأزمات العالمية وتستهدف الفئات السكانية الأكثر هشاشة.

وأضافت والي: من الضروري أن نستثمر في الوقاية ونعالج الأسباب الجذرية لتجارة المخدرات والمؤثرات العقلية على امتداد جميع مراحل سلسلة التوريد غير المشروعة. كما يتعين علينا تعزيز استجابتنا من خلال توظيف التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز التعاون عبر الحدود، وتوفير سبل عيش بديلة، واتخاذ إجراءات قضائية تستهدف الجهات الفاعلة الرئيسية التي تُدير هذه الشبكات.

وأوضحت أنه من خلال نهج شامل ومُنسق، يمكن تفكيك المنظمات الإجرامية، وترسيخ الأمن العالمي، وحماية المجتمعات.

**عدد مستخدمي المخدرات والمؤثرات العقلية

وبلغ عدد مستخدمي المخدرات والمؤثرات العقلية (باستثناء الكحول والتبغ) 316 مليون شخص عام 2023، أي ما يُعادل 6% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا، مقارنة بنحو 5.2% عام 2013.

ويظل القنب الأكثر انتشارًا، إذ بلغ عدد مستخدميه 244 مليونًا، يليه الأفيونيات (61 مليونًا)، والأمفيتامينات (30.7 مليونًا)، والكوكايين (25 مليونًا)، والإكستاسي (21 مليونًا).

وحذر التقرير من أن تزايد أعداد الفئات الجديدة من الأشخاص الأكثر هشاشة، ممن يفرون من الأزمات والاضطرابات والنزاعات، قد يؤدي إلى ارتفاع هذه الأرقام مستقبلاً.

ويتضمن التقرير فصولًا خاصة حول الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة وتأثير المخدرات والمؤثرات العقلية على صحة مستخدمي المخدرات وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية إلى جانب أعراض آثار المخدرات على البيئة في أوروبا.

**سوق الكوكايين العالمي يحطم أرقامه القياسية

وسجلت معدلات إنتاج الكوكايين وضبطياته واستخدامه مستويات قياسية جديدة في عام 2023، ما يجعله أسرع أسواق المخدرات غير المشروعة نموًا على مستوى العالم. فقد شهد الإنتاج غير المشروع قفزة كبيرة ليبلغ 3,708 أطنان، بزيادة تقارب 34% مقارنة بعام 2022، بينما حققت ضبطيات الكوكايين العالمية رقمًا قياسيًا بلغ 2,275 طنًا، بارتفاع قدره 68% خلال الفترة من 2019 إلى 2023.

كما ارتفع عدد مستخدمي الكوكايين من 17 مليونًا في عام 2013 إلى 25 مليونًا في عام 2023.

وأشار التقرير إلى أن تجار الكوكايين يتوسعون في أسواق جديدة بآسيا وأفريقيا، فالعنف الشرس والمنافسة التي تميز تجارة الكوكايين غير المشروعة، والتي كانت محصورة سابقًا في أمريكا اللاتينية، تنتشر الآن في أوروبا الغربية مع تزايد نفوذ جماعات الجريمة المنظمة من غرب البلقان على هذا السوق.

**سوق المخدرات الصناعية يستمر في التوسع

وبسبب عوامل مثل انخفاض تكاليف التشغيل وانخفاض مخاطر الكشف، يستمر سوق المخدرات الصناعية في التوسع عالميًا، حيث تهيمن عليه منشطات من نوع الأمفيتامين مثل ميثامفيتامين (كريستال) والأمفيتامين (بما في ذلك "كبتاجون").

وبلغت مضبوطات منشطات من نوع الأمفيتامين مستوى قياسيًا في عام 2023، وشكلت ما يقرب من نصف إجمالي المضبوطات العالمية من المخدرات الصناعية، تليها المواد الأفيونية الصناعية، بما في ذلك الفنتانيل.

ورغم تفاوت التقديرات، فإن تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية تُدر مئات المليارات من الدولارات سنويًا. وتواصل الجماعات الإجرامية تطوير أساليبها، سواء من خلال تكثيف الإنتاج، أو ابتكار طرق جديدة لإخفاء المخدرات كيميائيًا، أو توظيف التكنولوجيا لإخفاء اتصالاتها وتعزيز توزيعها.

ورغم قدرتها على التكيف، فإن تفكيك الشبكات الإجرامية يظل ممكنًا، لكنه يتطلب فهمًا أعمق لأهداف هذه الجماعات وهياكلها.

**أثر استخدام المخدرات والمؤثرات العقلية

وأشار التقرير إلى أن اضطرابات استخدام المخدرات تُكبِّد بالفعل الأفراد والمجتمعات والنُّظم الصحية تكاليف باهظة، مُحذرا من أن تراجع التعاون متعدد الأطراف وتحول أولويات تخصيص الموارد من شأنه أن يُفاقم من حدة هذه المشكلة.

وأوضح التقرير أن تكلفة الإخفاق في معالجة اضطرابات استخدام المخدرات باهظة، إذ أودت هذه الاضطرابات بحياة نحو نصف مليون شخص، وتسببت بفقدان 28 مليون سنة من سنوات الحياة الصحية بسبب الإعاقة والوفيات المبكرة خلال عام 2021.

وكشفت التقديرات أن شخصًا واحدًا فقط من بين كل 12 شخصًا يعاني من اضطرابات استخدام المخدرات والمؤثرات العقلية، تلقى أي شكل من أشكال العلاج في عام 2023.

**كيف تؤثر المخدرات على البيئة

وخلص التقرير إلى أن استخدام المخدرات، وزراعتها والاتجار بها، والسياسات المُتخذة لمعالجة اقتصادات المخدرات غير المشروعة، جميعها تؤثر على البيئة في أوروبا.

وتشمل العواقب المحتملة لزراعة/إنتاج المخدرات إزالة الغابات، وغير ذلك من التغييرات في استخدام الأراضي، بالإضافة إلى تلوث الهواء والتربة والمياه، وهو ما قد يكون بالغ الأهمية على المستوى المحلي.

وشهد عدد مختبرات المخدرات السرية التي تم تفكيكها في أوروبا ارتفاعًا ملحوظًا بين عامي 2013 و2023. وتنتج هذه العمليات كميات كبيرة من النفايات، ما يترتب عليه تكاليف باهظة لعمليات التنظيف واستعادة النظم البيئية المتضررة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك