كشفت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الثلاثاء، عن ظروف قاسية يعيشها الأطفال المعتقلون في سجن مَجِدّو الإسرائيلي بينها الضرب والتجويع والحرمان من العلاج.

وأوضحت الهيئة (حكومية)، في بيان، أن "الأسرى الأطفال القابعين في سجن مجدّو (شمال إسرائيل)، ما زالوا يواجهون العديد من إجراءات إدارة السجون الانتقامية، مع ارتفاع وتيرة الهجمات القمعية على الأقسام، بالتزامن مع سوء الطعام، وغياب أدنى المقومات الإنسانية".

وتعتقل إسرائيل أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني، منهم 37 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، إضافة إلى 3577 معتقلًا إداريًّا (دون تهمة)، وفق بيان سابق لنادي الأسير الفلسطيني.

وأشارت الهيئة إلى أن "محامية الهيئة التقت بالمعتقل جهاد ماهر حجاز (15 عامًا)، من بلدة المزرعة الشرقية شرق رام الله، الذي تعرض قبل نحو شهر، للضرب على صدره من أحد السجانين، ما تسبب في أوجاع كبيرة وكسر في القفص الصدري".

ونقلت عن حجاز المعتقل منذ منتصف فبراير الماضي، قوله: "شعرت بأن العظم خرج من مكانه من شدة الضرب، ولم أتلق أي علاج ولا أعرف إذا التأم الكسر أم لا"، وفق البيان.

وذكرت الهيئة أن "المعتقل أوس محمد طه ذيب (19 عامًا ومعتقل منذ 30 سبتمبر 2024) من بلدة سلواد شرق رام الله، خسر ما يزيد على 30 كيلوغراما من وزنه بسبب سياسة التجويع التي يتعرض لها الأسرى كافة، إلى جانب إصابته بمرض سكابيوس دون تلقي أي علاج".

وأفاد المعتقل علي ذياب (18 عاما) من بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، لمحامية الهيئة، بأن "الطعام شحيح جدا وغير مشبع، وجميع الأسرى فقدوا عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم، وعادة نصوم كل الأيام بهدف تجميع وجبات الطعام الثلاثة حتى نتناولها مرة واحدة"، وفق ذات المصدر.

وفي 20 مايو الجاري، دعت حركة "فتح" إلى إرسال لجان تقصي حقائق دولية إلى السجون الإسرائيلية، في ظل ما وصفته بـ"محاولات تصفية" جسدية وانتهاكات غير مسبوقة بحق الأسرى الفلسطينيين.

كما وجّهت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى، نداء للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تطالبه بـ"تدخل دولي فوري" لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، في ظل تصاعد الأزمة الصحية في صفوفهم.

وجاء ذلك في بيان مشترك لكل من مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكوميين)، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة "استُشهد 69 معتقلا وهم فقط من تم الإعلان عن هوياتهم، إلى جانب العشرات من الشهداء الذين يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم وتحديدا من غزة، جراء الجرائم الممنهجة التي رصدتها المؤسسات على مدار الشهور الماضية، والتي تشكل امتدادا لجرائم تاريخية"، وفق البيان المشترك المذكور.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.