أدان عمر عوض، أمين عام حزب الجيل الديمقراطي في الإسكندرية، التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قال فيها: "أخذنا من الخليج وصرفنا على إيران وعلى العرب إعادة إعمار إسرائيل"، مؤكدًا أن هذه التصريحات مرفوضة وبها استعلاء سياسي لا يليق بدولة تدّعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأكد "عوض" في بيان صحفي، اليوم الجمعة، أن هذا التصريح يعكس الرؤية الأمريكية الحقيقية تجاه المنطقة العربية، ويُظهر كيف يُنظر إلى الدول العربية ليس كشركاء، وإنما كممولين لمشاريع تخدم أجندات ومصالح قوى خارجية على رأسها إسرائيل، متسائلًا: "كيف يمكن للعرب أن يثقوا في من يرى فيهم خزائن مالية فقط؟".
وأضاف "عوض" أن مصر كانت وما زالت تقف بقوة ضد محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، وضد كل ما يُطرح من خطط تصفوية للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القاهرة رفضت – ولا تزال ترفض – كافة الضغوط والمساومات والإغراءات المالية التي تهدف إلى تمرير صفقات مشبوهة أو حلول تهدف لتفريغ الأراضي الفلسطينية من أهلها وتوطينهم في دول أخرى.
وشدد "عوض" على أن مصر بقيادتها السياسية الواعية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تقبل المساومة على الثوابت الوطنية والقومية، ورفضت كل أشكال الابتزاز السياسي والمالي من أجل تمرير مخططات تضر بمصالح الشعب الفلسطيني وتهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وتابع "عوض" قائلًا: "لقد حذّرت مصر مرارًا من محاولات تفكيك الدول من الداخل وتغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة لخدمة مصالح الكيان الصهيوني. وموقفها من القضية الفلسطينية نابع من إيمانها العميق بعدالتها، ورفضها الكامل لأي حل لا يعيد الحقوق إلى أصحابها، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وطالب "عوض" جميع الدول العربية بأن تتخذ موقفًا موحدًا وقويًا يتماهى مع الرؤية المصرية، لمواجهة هذه التصريحات الاستفزازية والخطيرة، والرد عليها بشكل عملي من خلال إعادة ترتيب البيت العربي وتوحيد الصفوف وتقديم الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع.
واختتم "عوض" حديثه قائلاً: "ما قاله ترامب ليس زلة لسان، بل هو تعبير واضح عن منهج سياسي قائم على الاستغلال والهيمنة، وهو ما يجب أن نواجهه جميعًا، كعرب، بوعي وإرادة وعزة نفس. إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، ولن تُغفر المساومات على كرامة الأمة وحقوقها الثابتة".