زياد الرحباني.. شهادات حول فكره الموسيقي: عبقرية موسيقية ونقد ساخر ومواقف إنسانية لا تُنسى - بوابة الشروق
الأحد 27 يوليه 2025 8:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

زياد الرحباني.. شهادات حول فكره الموسيقي: عبقرية موسيقية ونقد ساخر ومواقف إنسانية لا تُنسى

مصطفى الجداوي
نشر في: الأحد 27 يوليه 2025 - 6:20 م | آخر تحديث: الأحد 27 يوليه 2025 - 6:20 م

تبقى للموسيقار الراحل زياد الرحبانى مكانة فنية خاصة فى عيون الموسيقيين والنقاد، وهم فى شهاداتهم لـ«الشروق» كشفوا أبعادا فنية وإنسانية فى رحلة الفنان الكبير بحكم سنوات جمعتهم فى منطقة الإبداع.

- سليم سحاب: استخدم الموسيقى والمسرح للتعبير عن قضايا لبنان

قال المايسترو سليم سحاب، إن زياد رحبانى كان رائدًا فى دمج الموسيقى الشرقية التقليدية، خاصة اللبنانية، مع أنماط غربية مثل الجاز والبلوز وهذا المزيج أعطى أعماله نكهة فريدة وجديدة، وجعلها تعكس تناقضات الهوية اللبنانية.
وأضاف «سحاب»، أنه على عكس المسرحيات الغنائية التقليدية التى قد تكون فيها الأغانى مجرد فواصل أو إضافة، كانت الموسيقى فى مسرحيات زياد الرحبانى جزءا أساسيا من النسيج الدرامى، تخدم القصة وتعمق المعانى وتعكس الحالة النفسية للشخصيات والوضع العام.
وأوضح أن زياد رحبانى قد استخدم الموسيقى والمسرح للتعبير عن قضايا لبنان المعاصرة، مثل الحرب الأهلية، الفساد، الطائفية، والظلم الاجتماعى. كانت موسيقاه تعكس هموم الشارع اللبنانى وتطلعاته، وغالبًا ما كانت تحمل نقدًا لاذعًا للواقع.
وأكد سليم سحاب، أن زياد رحبانى حرص على استخدام اللهجة اللبنانية العامية فى أغانيه وحوارات مسرحياته، مما أضاف أصالة وقربًا للجمهور، وجعل أعماله جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية اللبنانية، ففكر زياد رحبانى الموسيقى فى المسرح مثل ثورة فنية جمعت بين الموسيقى المبتكرة، والنقد الاجتماعى اللاذع.


- يحيى خليل: استطاع الوصول لخلطة بين الموسيقى العربية والجاز

خسرنا شخصية لا تعوض .. هكذا قال الموسيقار يحيى خليل، عن زياد رحبانى، مشيرا أن حبه واحترامه للراحل زياد رحبانى قد بدأ منذ سنوات طويلة، بل وحبه أيضا لعائلته كلها أبيه وأمه وعمه، «ثم انا من زمان احب هذا الشخص حتى عندما كنت اعيش فى امريكا، قلت انه هيكسر الدنيا وانا شايف ان زياد رحبانى لم يأخذ حقه بالشكل الكافى».
وأضاف «خليل»، أن زياد رحبانى كان من أوائل الناس التى استطاعت أن تصنع مزيكا فيها الطعم العالمى، فقد قدم أغنية «كيفك انت» وهى عبارة عن مزج بين الموسيقى العربية وموسيقى الجاز، فهذا المزج لا يستطيع أحد أن يقدمه. وأكد «خليل» أن أكتر ما يميز زياد رحبانى، أنه استطاع الوصول لخلطة بين الموسيقى العربية وموسيقى الجاز وهذه خلطة وصلها من زمان وعمل بها أغانى جميلة، وقدم أغانى لأمه فيروز مبهرة، بالإضافة إلى أنه عازف بيانو ماهر. وكشف «خليل» أن زياد كان يريد أن يجتمع معه فى عمل فنى، ولكن فى هذه الفترة كان يحيى خليل متواجدا فى أمريكا. وأشار إلى أن زياد أفكاره كانت جميلة، وهو رجل موهوب وفنان موهوب وعازف بيانو موهوب ومؤلف موهوب، وكل الاعمال التى قدمها لأمه جميلة جدا، وهو أيضا عازف جاز ممتاز، وهذه الموهبة منحته فرصة أن يؤسس الفرقة الموسيقية الخاصة به فى لبنان، هو عاش الحالة الموسيقية واستطاع أن يجعل الناس تعيش هذه الحالة وتحبها.


- رنا نجار: مُنظّر سياسى واقعى واشتهر بآرائه المنحازة للمهمشين

الناقدة اللبنانية رنا نجار، ذكرت أن زياد الرحبانى بالنسبة لثلاثة أجيال هو مجدد موسيقى ومناضل وكاتب ومؤلف وناقد، فهو حالة ولا يختصر بعبارة فنان عبقرى فقط، هو رفيق التظاهرات والحب وخيبات الأمل، فهو الذى حفر فى لاوعينا نحن جيل الثمانينيات والتسعينيات روح النقد والصورة والخروج من جلباب أبينا وعائلاتنا، فهو ذاك الساخر اللاذع الذى انتقد تجارب أبيه عاصى الكبير وعمّه منصور فى مسرحياته وفى أغانيه التى ألفها لأمّه.
وأضافت أن زياد هو أول من كتب تأليفا موسيقيا لمسلسل إذاعى وتلفزيونى، اسمه وطريقته الساخرة فى الفن والعبثية فى الحياة شكّلا ظاهرة وأساسا لأجيال من الفنانين الذين إما قلّدوه وإما تأثروا به، فقد كان قادرا على الابتكار والتجديد متأثرا فى بداياته بتجربة محمد عبد الوهاب الرائد فى التجديد وبتجربة أبيه خصوصا فيما يتعلق بالدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية.
وأوضحت أن زياد منظّر سياسى واقعى وارتبطت شهرته وجماهيريته بميوله السياسية اليسارية المنحازة للمهمشين والفقراء والمظلومين، المنحازة للقضية الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلى.


- نصير شمة: تجربة مختلفة.. وكان شخصية متمردة بوعى

اعتبر الفنان العراقى نصير شمة، أن زياد رحبانى صاحب تجربة مختلفة، أولا عن الأغنية اللبنانية، وثانيا عن مشروع الرحبانية، وهذا ليس سهلا أن يولد مع الإنسان مشروع شخصى وأسلوب خاص به، فقد تأثر كثيرا بعالم الجاز وعكسه بلطافة شديدة على الأغنية التى تشبه شخصيته وتشبه مواقفه فى الحياة. وأكد نصير أن زياد كان صاحب شخصية متمردة على كل الأشياء، ولكن كان متمردا بوعى.
وتابع أن الوطن العربى انشغل برحيل زياد رحبانى، لأنهم يحترمونه كموسيقى ويحترمونه كمفكر ويحترموه كشخص، اشتغل على الجاز كثيرا ولكن لا يقتصر دوره فقط على أنه استطاع من خلال الجاز أن يؤسس لبناء موسيقى يشبه الجاز، بل بالعكس عمل على كثير من الأعمال الغنائية التى غنتها السيدة العظيمة فيروز والدته أو التى غناها الآخرون من الأصوات العربية، فتجربته مع كل فنان من الذين عملوا معه وغنوا أعماله كانت تجربة متفردة وجديدة فى سجلهم وكذلك فى سجله، فهو من الموسيقيين المتفردين والكبار من طينة الكبار ليس لأنه ابن عاصى وابن فيروز وعمه منصور الرحبانى لكنه أيضا تشرب من كل هؤلاء.


- عمرو سليم: أضاف شكلا مختلفا عن منصور وعاصى وإلياس فى الموسيقى

الموسيقار عمرو سليم، قال إن زياد الرحبانى كان متطورا وقدم أعمالا لفيروز مختلفة عن فيروز قبل زياد، ففكرة خلط المزيكا الغربية الصميمة القريبة من الجاز بالغناء الفيروزى كان فكر زياد، مشيرا إلى أنه كان يحب له أغانى عديدة منها: «البوسطة» و«وحدون» و«عندى ثقة فيك».
وأضاف عمرو سليم، أن زياد أضاف شكل مختلف عن منصور وعاصى وإلياس، قهو قدم شيئا مختلفا، وأعتبر أنه قدم الكثير من الأعمال الجيدة المختلفة تماما عن الرحبانية، وبها إضافة غربية بعض الشىء «وضع تاتش غربي»، مشيرا إلى أن هناك البعض يرون أن هذا الأمر عظيم والبعض يرون أنه ابتعاد عن سكة فيروز الأصلية أو كأنه يغير جلد فيروز، لكن التيمة التى كان يقدمها كانت رائعة، وبالتأكيد زياد استطاع أن ينقل فيروز إلى مكانة أخرى. وأوضح عمرو سليم، أن المناخ الذى تربى فيه زياد كان مناخا متحضرا موسيقيا، وأهله كلهم شاطرين وقدموا حالة وحاجة فى الموسيقى الشرقية فهو كان فى بيئة من المفترض أن يخرج منها مميزا، بالإضافة إلى أنه كان يريد أن يقدم شيئا مختلفا، ونجاحه مع فيروز فرق معه بالتأكيد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك