استمعت نيابة طلخا الجزئية بمحافظة الدقهلية، لأقوال الزوجة الناجية من مذبحة زوجها الجمعة قبل الماضية، والتي أسفرت عن قيام الزوج بقتل أطفاله الثلاثة بمدينة نبروة التابعة لمحافظة الدقهلية.
قالت الزوجة الناجية، أمام المستشار أحمد النجدي، رئيس نيابة طلخا الجزئية، إن خلافات مستمرة بينها وبين زوجها "عصام.ا"، على إثرها عقدت العزم على الانفصال عنه رغم تعلقها الشديد بأبناءه الثلاثة، والتي عملت على تربيتهم بعد وفاة زوجته الأولى خلال وضعها طفلها الأخير، وأن الزوج كان يعمل سائق شاحنة ويتوجه بها خارج البلاد، إلا أنه في الآونة الأخيرة توترت العلاقة فيما بينهما وتركت منزل الزوجية.
وعن يوم الواقعة، أضافت: "تواصل معي أكثر من مرة هاتفيًا وطلب مني العودة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل وبدأ في تهديدي بإنهاء حياتي وحياة الأولاد إذا لم أعاود الحضور للمنزل".
وتابعت: "مكنتش مصدقة واعتبرت كلامه تهديد، وجه ليا المحل في التاسعة من مساء يوم الواقعة وحاول إثنائي للعدول عن قرار الانفصال، ورفضت، ليبدأ في محاولات سحبي إلى (سندرة)، وهي مكان علوي في المحل بداعي طلب مناقشته في بعض الأمور ولا يريد أحد من المارة رؤيتهما".
واستطردت: "صعدت معه واستل سكينا وسدد لي بعض الطعنات وتركني غارقة في دمائي وغادر، وخرجت إلى الشارع ولا أدري ما حدث بعد ذلك".
وعن وفاة الأطفال، قالت: "لم أعلم بوفاة الأطفال إلا بعد أكثر من أسبوع من مكوثي بالمستشفى، واكتشفت أنه أقدم على الانتحار بعد جريمته".
وتمكنت الفرق الطبية بمستشفى الطوارئ الجامعي بالمنصورة في محافظة الدقهلية، من إنقاذ حياة "نجوى ال."، ٣٨ عاما، صاحبة محل أدوات منزلية والناجية الوحيدة من واقعة قيام أب بمحاولة التخلص منها وإنهاء حياة أطفاله الثلاثة بمدينة نبروه، ثم التخلص من حياته بإلقاء نفسه أمام قطار بنطاق مركز طلخا.
وأجرت الناجية الوحيدة من الواقعة عدة عمليات جراحية وخضوعها بالعناية المركزة حتى استطاعت التحدث والإدلاء بأقوالها، بحضور ممثلي النيابة العامة.
وكان اللواء صلاح الدين هلال، مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطارا من اللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، في 18 سبتمبر الجاري، بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة نبروه بوقوع حادث قيام شخص بقتل عدد من الأطفال وطعن زوجته.
انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة نبروه الى مكان البلاغ، وبالفحص تبين أن الجريمة وقعت داخل شقة بمنطقة خلف مدرسة الصنائع بدائرة مركز نبروه، ووجود جثامين الأطفال (مريم ـ معاذ ـ محمد) تتراوح أعمارهم من ٥ إلى ١٠ سنوات، وبهم آثار خنق وطعن، فضلا عن الزوجة وتدعي "نجوى"، والتي نقلت إلى المستشفى متأثرة بإصابتها بـ16 طعنة داخل محل خاص بها.
وبسؤال الأهالي، اتهموا والدهم ويدعى "عصام ال."، 35 عاما، بأنه وراء ارتكاب الواقعة ويعيش رفقة الأطفال أبناءه بعد وفاة زوجته الأولى خلال وضعها مولودها الأخير وزواجه من السيدة المصابة، والتي عملت على تربية الأبناء ونتيجة للخلافات الزوجية أقدم على التخلص منهم.
تم نقل جثامين الأطفال الثلاثة إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، والمصابة إلى مستشفى الطوارئ الجامعي لتلقي العلاج، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، التي أمرت بدفن الجثامين عقب انتهاء الطب الشرعي من أعمال التشريح.