قال الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم، السبت، إن على الحكومة اللبنانية أن تضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها وأن تسعى لتحقيقها، معتبرا أنه "لا سيادة ما دامت إسرائيل تحتل شبرا واحدا من الأرض".
واتهم قاسم في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال إسرائيل سلفه حسن نصر الله، الولايات المتحدة بأنها "تريد أن تنهي لبنان وتجعله ملحقا بالكيان الإسرائيلي".
وأضاف: "على الحكومة أن تضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها، وأن تسعى لتحقيقها، ولا سيادة وطنية ما دامت إسرائيل تحتل شبرًا واحدًا من الأرض وتعتدي علينا ليل نهار"
وأردف: "السيادة الوطنية هي بمنع إسرائيل من البقاء في لبنان، ونشر الجيش اللبناني إلى الحدود، ومنع إسرائيل من العدوان أو الاحتلال بأي طريقة من الطرق."
وتابع: "لبنان واحد لجميع أبنائه. نحن نحرص على الوحدة الوطنية الداخلية، لكن هناك عنوان أساس، وهو أن نكون في خندق واحد في مواجهة العدو الإسرائيلي. ونحن حاضرون ونعمل من أجل نهضة لبنان في كل المجالات."
وشدد قاسم على أنه "يجب أن يكون لبنان قويا، والمقاومة أساس في قوته، نترجم الاستفادة منها في استراتيجية الأمن الوطني" .
ودعا إلى "تطبيق اتفاق الطائف الذي دعا إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب بـ "انتخاب مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي وباستحداث مجلس للشيوخ تمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية"، وفق ما ينص عليه اتفاق الطائف.
قاسم انتقد الموقف الأمريكي الذي جاء على لسان مبعوث واشنطن توم باراك خلال لقاء متلفز معه قبل أيام، والذي ذكر فيه أن بلاده "تريد تسليح الجيش اللبناني ليقاتل حزب الله".
وأضاف: "أقول لأولئك الذين يعتبرون أننا نُحلّل خطأ أن يسمعوا ماذا قالت أمريكا بوضوح، بلسان باراك، المبعوث الأمريكي إلى لبنان الذي قال: إن إسرائيل لديها خمس نقاط ولن تنسحب منها، وإذا رغبت الحكومة اللبنانية في إعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح بأنها ستقوم بنزع سلاح حزب الله".
ورأى أن قول باراك "لا نريد تسليح الجيش ليقاتلوا إسرائيل" يعني أن واشنطن تريد تسليح الجيش "ليقاتل حزب الله".
وشدد قاسم على أن ذلك يكشف أن الولايات المتحدة "تريد نزع قوة الحزب، يعني نزع قوة لبنان، وإسرائيل لن تنسحب".
وأكد أن "نزع السلاح يعني نزع القوة، تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها (..) لن نسمح بنزع السلاح، لأننا في معركة وجودية".
ومطلع سبتمبر الجاري، أقرت الحكومة اللبنانية خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، ورحبت بها، وقررت الإبقاء على مضمونها والمداولات بشأنها "سرية".
وفي 5 أغسطس المنصرم، أقر مجلس الوزراء "حصر السلاح" بما فيه سلاح "حزب الله" بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال الشهر نفسه، وتنفيذها قبل نهاية عام 2025، لكن الأمين العام لحزب الله أكد في أكثر من مناسبة، أن الحزب لن يسلم سلاحه حتى "رحيل الاحتلال الإسرائيلي".
كما شدد قاسم على "رفض أي مشروع يصب في خدمة إسرائيل ولو أُلقي عليه اللبوس الوطني" وبيّن أنه "أصبح واضحًا أن لبنان نفّذ ما عليه من القرار 1701"، مطالبا إسرائيل بالتنفيذ من جانبها.
ورأى أن "الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تحقيق الأولويات الأربع جنبا إلى جنب: إيقاف العدوان، وانسحاب إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى، وإطلاق عجلة الإعمار".
قاسم دعا إلى "عدم الخضوع للتهديدات بالعدوان"، بل مواجهته "بالدفاع لا بالاستسلام".
كما دعا إلى "عدم الخضوع للتهديد بالحرمان من المساعدات، بل مواجهته بالاعتماد على إمكاناتنا، وبمواجهة الفساد في الداخل".
وجدد قاسم مطالبة الحكومة بالتراجع عن قرار نزع السلاح، وقال: "ارتكبتم خطيئة في الحكومة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، صحّحوا هذه الخطيئة، حتى تستطيعوا العمل بشكل وحدوي".
وقال: "يريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، نحن نشد على أيدي الجيش اللبناني لمواجهة العدو الحقيقي، والوقوف إلى جانب أهله وشعبه، ونحن معه دائمًا إن شاء الله".
وأكد قاسم مجددا أن "قضية فلسطين هي القضية المركزية، والعدو الإسرائيلي هو الخطر المركزي على الجميع".
وزاد: "اليوم تحصل الإبادة في فلسطين من أجل إنهاء القضية الفلسطينية، تمهيدا لإنهاء كل المنطقة"، مشيدا بـ "الشجاعة العظيمة والثبات الكبير للشعب الفلسطيني".
ودعا إلى "التكاتف والتعاون، أنظمة وشعوبًا ومقاومة" في وجه إسرائيل.
واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن تغتال صفي الدين في 3 أكتوبر من العام نفسه.
وفي أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلا و613 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.