مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، تزداد حاجة الجسم إلى الطاقة للحفاظ على حرارته الداخلية؛ مما يؤدي إلى تغيرات واضحة في النظام الغذائي والعادات اليومية.

وفي تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أكدت الدكتورة نسمة علي السرساوي، أخصائية الصحة العامة والتغذية، والهيلث كوتش المعتمدة من الاتحاد الدولي للكوتشينغ (ICF)، أن الجسم في هذا الوقت يحتاج إلى أطعمة تمنحه الدفء وتقوّي المناعة في الوقت نفسه.

- احتياجات الجسم تتبدّل مع برودة الطقس

أوضحت "السرساوي"، أن فصل الشتاء يرفع احتياج الجسم للسعرات الحرارية والمغذيات، خصوصًا تلك التي تدعم جهاز المناعة، مثل فيتامين C الموجود في الموالح والفلفل الألوان والكيوي، وفيتامين D الذي يمكن الحصول عليه من الأسماك الدهنية وصفار البيض؛ لتعويض نقص التعرض لأشعة الشمس.

وتنصح بالإكثار من الأطعمة الدافئة الغنية بالألياف والبروتين مثل الشوربة، والعدس، والشوفان، مع ضرورة تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة التي تسبب الخمول وتضعف المناعة.

- لماذا نشعر بجوع أكبر في الشتاء؟

أشارت أخصائية الصحة العامة والتغذي، إلى أن زيادة الشهية في الشتاء ناتجة عن تفاعل بين الجسم والمزاج؛ فالجسم يفرز هرمونات ترفع الإحساس بالجوع لتوليد الدفء.

وقالت إن قلة التعرض للشمس تؤدي إلى انخفاض هرمون "السيروتونين" المسئول عن تحسين المزاج، ما يدفع الكثيرين إلى تناول "أطعمة الراحة" مثل النشويات والحلويات.

وأضافت: "الجوع في الشتاء لا يكون دائمًا احتياجًا جسديًا، بل يكون أحيانًا وسيلة للتدفئة وتحسين الحالة النفسية."

- الأيض يزيد قليلًا لكن الوزن قد يرتفع

أوضحت "السرساوي"، أن عملية الأيض (التمثيل الغذائي) قد تنشط قليلًا في الطقس البارد بنسبة تتراوح بين 5 و10%، إلا أن هذا التأثير يظل محدودًا مقارنة بزيادة كميات الطعام التي يتناولها كثير من الناس، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن إذا لم يتم الحفاظ على التوازن بين الأكل والحركة.

- أسباب زيادة الوزن في الشتاء

وترى أن زيادة الوزن خلال الشتاء ترجع إلى عدة أسباب، من بينها قلة النشاط البدني بسبب برودة الطقس، والإقبال على الأطعمة الدسمة والمشروبات الساخنة المحلاة، إضافة إلى اضطرابات النوم الناتجة عن قلة التعرض للشمس، والتي تؤثر بدورها على هرمونات الجوع والشبع.

وللوقاية من هذه الزيادة، تنصح بتناول وجبات مشبعة بالبروتين والألياف مثل العدس والشوربة الغنية بالخضروات، وممارسة رياضة خفيفة داخل المنزل أو في أماكن مغلقة، وتقليل السكر في المشروبات الشتوية، مع الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة.

- قلة الحركة والجوع الزائف

وأوضحت الخبيرة، أن العلاقة بين قلة الحركة وزيادة الأكل تشكّل حلقة مغلقة، فقلة النشاط تؤدي إلى انخفاض معدل الحرق والشعور بالخمول، مما يدفع الشخص إلى البحث عن الطعام كمصدر للطاقة أو لتحسين المزاج.

وأكدت أن كسر هذه الحلقة يبدأ بخطوات بسيطة مثل المشي اليومي لمدة 15 دقيقة، واتباع نظام غذائي متوازن دون حرمان.

- الدفء الحقيقي يبدأ من الطبق المتوازن

وقالت الدكتورة نسمة، إن الغذاء المتوازن هو خط الدفاع الأول ضد أمراض الشتاء، موصية ببدء اليوم بوجبة دافئة مثل الشوفان أو شوربة العدس، والحرص على تناول فيتامينات C وD والزنك لدعم المناعة، مع استخدام الثوم والبصل والبهارات الطبيعية في الطعام.

كما تنصح بالحفاظ على الترطيب الجيد وشرب الماء بانتظام، والنوم الكافي، والتعرض لأشعة الشمس ولو لعشر دقائق يوميًا.

وفي ختام حديتها، أكدت أن الشتاء ليس عدوًا للصحة أو الرشاقة، بل فصل يحتاج إلى وعي غذائي أكبر؛ لأن الدفء الحقيقي يبدأ من طبق متوازن ونمط حياة صحي