أنا سيدة فى الثانية والثلاثين من عمرى. حامل للمرة الثانية إذ فى المرة الأولى عانيت من متاعب جمة نتيجة إصابتى بتسمم الحمل الذى أودى بحياة جنينى فى الشهر الثامن. أنا الآن فى شهرى الخامس وأشعر بخوف شديد كلما مرت أسابيع الحمل. هل من الممكن أن يتكرر ما حدث؟ وبماذا تنحصونى لتفادى نفس المصير هذه المرة؟
إلهام - بريد إلكترونى
حمدا لله على سلامتك التى نتمنى أن تلازمك هذه المرة إن شاء الله. تسمم الحمل أو «الإكلاسيا» هى مجموعة أعراض تصيب السيدة الحامل خاصة فى الحمل الأول خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. لا أحد يعرف السبب الحقيقى لتسمم الحمل لكن حدوثه فى المرة الأولى لا يعنى الوقاية منه فى المرة اللاحقة. كما أن نسبة حدوثه أعلى فى الحامل المصابة بسكر الدم أو أمراض الجهاز البولى والكلى المرتبطة بعدوى ميكروبية.
تبدأ أعراض تسمم الحمل فى الإعلان عن نفسها ببطء شديد متمثلا فى تورم بسيط فى القدمين مستمر لا ينحسر بالراحة كالتورم الذى ينشأ من أعباء الحمل فى بداياته. يبدأ ضغط الدم فى الارتفاع تدريجيا مع وجود آثار للزلال فى تحليل البول.
يقل الدم الوارد للكلى فتبدأ وظائفها فى الاختلال مما يزيد نسبة الزلال فى البول ونسبة حامض البوليك فى الدم وفجأة تتدهور الأحوال التى تنذر بأخطار جمة على الأم والجنين معا. منها وفاة الجنين داخل الرحم أو انفصال المشيمة وحدوث نزيف للأم حاد وتسمى كل تلك الأعراض ما قبل الإكلاسيا فإذا تبعتها التشنجات العصبية أو الغيبوة كانت مرحلة الإكلاسيا.
علاج تسمم الحمل إذا ما وصل إلى تلك المراحل يتطلب رعاية فائقة وخدمة طبية على مستوى مكثف. والعلاج الأمثل هو إنهاء الحمل بصورة تحمى الأم وجنينها فإذا أمكن الاحتفاظ بالحمل إلى الأسبوع السابع أو الثامن والثلاثين فى ظروف صحية جيدة يولد الطفل كامل النمو أما إذا تهددت حياة الأم والجنين فإنهاء الحمل فى حينه أمر واجب ونقل الطفل المبتسر إلى الحضانة هو الأمل فى إنقاذه.
نتمنى لك تمام العافية وننصح بمتابعة الحمل بدقة مع طبيب متخصص إلى جانب قياس ضغط الدم بانتظام وملاحظة أى أعراض مما سبق وصفه إلى جانب فحص الصدى الصوتى المتكرر.