اكتشفت هذا الأسبوع فقط وأثناء امتحان الثانوية العامة أن ابنى الوحيد يتناول عقار الريتالين بانتظام منذ أكثر من شهرين وقد «أهداه» له أعز أصدقائه الذى يستخدمه أيضا لتنشيط الحالة الذهنية والقدرة على الاستيعاب والسهر. أقنعه صديقه أنه من الامفيتامينات وهى «النوع المركز من الفيتامينات»! أرجوكم أن تجيبونى أولا: هل أجبره على عدم تناوله الآن وباق من الامتحانات أسبوعين؟ أم أتركه حتى ينتهى من امتحاناته؟ هل حقا هو فيتامين؟ هل تدلينى على طبيب أمراض عصبية ونفسية يتقى الله؟
أم معذبة حائرة
الامفيتامينات مجموعة من الأدوية لها تأثير بالفعل منشط على الجهاز العصبى المركزى لكنه تأثير يجب أن يكون مسحوبا بدقة فلا يمكن استعمالها إلا تحت إشراف طبيب متخصص. لا علاقة لها البتة بالفيتامينات.
من المعروف أن تلك المجموعة من الأدوية بالفعل يلجأ إليها الطلبة لدفع النوم والإحساس بالنشاط فى العالم كله رغم العلم بخطورته.
من أنواع الامفيتامينات المعروفة والتى تستخدم بالفعل فى علاج أمراض مختلفة مثل فرط النشاط والحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال حيث يستخدم الريتالين. أيضا بعض مركبات الأفدرين التى تستخدم فى حالات حساسية الصدر لكن هذا لا يعنى على الإطلاق تناولها بدون إشراف طبى.
فور تعاطيها سواء فى شكل أقراص أو حقن يزول الإحساس بالتعب ويسرى شعور بالهدوء النفسى والبهجة فتزداد قدرة الإنسان على العمل سواء الذهنى أو اليدوى (لدى الطلبة أو العمال).
حينما ينتهى مفعولها ينحسر ذلك الإحساس الإيجابى ليحل محله آخر سلبى إحساس بالتعب والخمول والرغبة فى النوم، إذا ما خلد الإنسان للنوم يأتيه نوم ثقيل ملىء بالكوابيس أو الأحلام أما الأهم فهو الشعور بالاكتئاب والكآبة الذى غالبا ما يلازمه شعور عميق بالحزن المبهم بلا سبب وتهيج حركى بمعنى الحركة المستمرة بدون هدف وربما تطور الأمر للتفكير فى الانتحار.
أعراض الانسحاب تلك تظهر فى اليوم الثانى أو الثالث لذا أجد نفسى مضطرة لأن أنصحك بالانتظار حتى نهاية الامتحانات. نعم أدلك بمشيئة الله على طبيب يتقى الله سبحانه ويباشره دون أجر إلا الثواب.