نفى الأديب والمفكر الدكتور يوسف زيدان، إعجابه بما فعلته إيران خلال مواجهتها مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه يكره الحرب «بكل أشكالها وأطرافها».
وكشف خلال لقاء ببرنامج «مساء الياسمين» مع الإعلامية ياسمين الخطيب، المذاع عبر فضائية «الشمس»، قائلا: «أشعر بألم شديد جدًا من الحرب، تماما مثلما كنت أتألم حقا وصدقا أيام الصواريخ ما كانت تتبادل بين العراق وإيران، وكنت أخشى على تراث البلدين وعلى المخطوطات في طهران، والمكتبات في العراق».
وتابع: «كنت أشعر بألم شديد، والآن أشعر بألم مماثل، مقرون بشيء من التقزز، لأن المسألة أصبحت هزلية ومفضوحة جدًا».
وعلق على إعلان التوصل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قائلا: «الحرب لم تتوقف، هي أُوقِفت، ومن أوقفها يستطيع أن يعيدها».
وأرجع استمرارية الصراع إلى وجود شروطه التي تتمثل في وجود دولتين دينيتين «إسرائيل- إيران»، معقبا: «من الطبيعي أن يصطدمان ببعضهما؛ لأن منطق الصراع الديني لا يعترف بأساسه الأول الطمع، إنما يعلي الشعارات الدينية في المطلق، مثلما كانت تقول حماس في الماضي، صراعنا مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، بمعني لا غزة ولا الضفة، لكن هو صراع وجود، ولابد حد مننا يفني الآخر».
واستحضر حكمة الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى لوصف الطبيعة المدمرة للحرب، «وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ»، محذرا من أن ويلاتها ستنتج أجيالا قادمة تحمل بذور الثأر والعنف الذي «يكتسب القداسة».
وتابع: «العتو الإسرائيلي في غزة لن ينتهي بمجرد توقف القصف؛ لأن مأساة الطفل الذي يشاهد مقتل إخوته ستغذي فيه الرغبة في الثأر، وتكتمل دورة العنف التي لا تتوقف».