بين الاحتفال والخطر.. كيف يمكن لمرضى الضغط الاستمتاع بحلوى المولد؟ - بوابة الشروق
الخميس 28 أغسطس 2025 10:21 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمبارة الأهلي وبيراميدز ؟

بين الاحتفال والخطر.. كيف يمكن لمرضى الضغط الاستمتاع بحلوى المولد؟

سوزان سعيد
نشر في: الخميس 28 أغسطس 2025 - 11:54 ص | آخر تحديث: الخميس 28 أغسطس 2025 - 11:54 ص

ينتظر المسلمون حلول ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي توافق يوم الخميس المقبل 4 سبتمبر، والثاني عشر من ربيع الأول، لا سيما أن تلك المناسبة تحتل مكانة كبرى في نفوس المسلمين بشتى بقاع الأرض والمصريين بصفة خاصة، إذ إنهم يعبرون عن احتفالهم بمولد النبي، من خلال إقامة السرادق والاحتفالات التي تتضمن الأناشيد التي يمتدح منشدوها خصال النبي الكريمة.

وتُعتبر "حلاوة المولد"، تلك العادة المتوارثة منذ عهد الفاطميين، جزءًا لا يتجزأ من احتفال الشعب المصري بمولد النبي، إذ تتسابق الأسر لشرائها بالكميات والأحجام التي تتناسب مع ميزانيتهم.

وتتنوع أصنافها بين الأنواع السلسة والمتماسكة، لكنها تجتمع في احتوائها على كميات كبيرة من السكر والمكسرات والدهون داخل كل قطعة، ما يتطلب الحذر من الشخص الذي يعاني من أحد الأمراض المزمنة، وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم، والذي عُرِف وفقًا لمنظمة الصحة العالمية بأنه ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية بشكل مفرط (140/90 مم زئبق أو أكثر).

فلماذا تُعد حلاوة المولد خطرًا على مرضى ارتفاع ضغط الدم؟ وكيف لمن يعاني من هذا المرض أن يستمتع بتناول حلاوة المولد مع الحفاظ على انتظام ضغط دمه دون حدوث مضاعفات؟ نستعرض في التقرير التالي الإجابة عن كل تلك الأسئلة، وذلك على النحو التالي:

* لماذا تُعد حلاوة المولد مضرة لمرضى ارتفاع ضغط الدم؟

السكر

تحتوي معظم أصناف حلاوة المولد على كمية كبيرة من السكر الذي يتكون من نوعين رئيسيين: "الجلوكوز والفركتوز، ويُستقلَب الجلوكوز بواسطة الخلايا لتوفير الطاقة، بينما يُعالَج الفركتوز في الكبد فقط"، وفقًا لموقع "Vinemec Library of Medicine".

وعند استهلاك كمية كبيرة من الفركتوز (مثل المشروبات المحلاة والأطعمة المصنعة)، يحدث خلل في استقلاب الفركتوز، وتتحول الكميات الزائدة منه إلى دهون بواسطة الكبد، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم.

فيما تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يرفع ضغط الدم الانقباضي (وهو الرقم العلوي في قراءة الضغط) بمقدار 6.9 ملم زئبق، وضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي في قراءة الضغط) بمقدار 5.6 ملم زئبق.

* الدهون المشبعة

بالرغم من أن معظم أصناف حلاوة المولد تعتمد بشكل أساسي على وجود المكسرات مثل السمسم والفول السوداني والحمص، والتي تُعد مصادر غنية بالدهون الصحية، إلا أن بعض الأصناف الأخرى قد تُصنَع من الدهون المشبعة مثل "اللديدة"، كما أن حلاوة المولد تحتوي على السكريات المضافة، والكربوهيدرات المكررة، وجميعها مواد تُسبب ارتفاع الدهون الثلاثية، ومن ثم ارتفاع ضغط الدم.

ووفقًا لموقع "Blood Pressure UK"، تُعد الدهون غنية جدًا بالطاقة، وأي دهون لا يستخدمها الجسم تُخزَّن على شكل دهون، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة الوزن، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ويؤدي تناول الكثير من الدهون، وخاصةً الدهون المشبعة، إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وهي مادة دهنية يُنتجها الكبد من الدهون التي نتناولها.

ورغم احتياج الجسم إلى كمية معينة من الكوليسترول، إلا أن زيادة هذه النسبة تؤدي إلى تراكمها على جدران الشرايين، مما يجعلها أضيق، وبالتالي يقل تدفق الدم عبرها، ويرتفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى حدوث تصلب الشرايين، الذي يزيد بدوره من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وحال كان الإنسان يعاني من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول معًا، فإن ذلك يُسرّع عملية تصلب الشرايين، ويزيد من مخاطر الإصابة به؛ لذا فإن تقليل استهلاكك للدهون يساعد على خفض مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

* الكربوهيدرات المكررة

تُعرف الكربوهيدرات المكررة بأنها التي مرت بعملية معالجة تمت خلالها إزالة الألياف والعناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن، مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، الحبوب السكرية، والمخبوزات، وفقًا لموقع "WebTeb".

وتُهضم الكربوهيدرات المكررة بسرعة، نظرًا لافتقارها للألياف؛ مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم ثم اختفائها، مما يسبب زيادة الوزن، والشعور بالجوع، واضطرابات المزاج.

وتحتوي "حلاوة المولد" على نسبة عالية من الكربوهيدرات المكررة (السكريات البسيطة) مثل السكر والنشا، ووفقًا لموقع "National Library of Medicine".

وأشارت دراسة إلى أن استهلاك الكربوهيدرات المكررة "منخفضة الجودة"، مثل الأرز المكرر أو المعكرونة أو السكريات، يرفع من نسبة السكر في الدم، ويؤثر سلبًا على اتساع الأوعية الدموية مثل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.

وعلى العكس من ذلك، فإن استهلاك الكربوهيدرات المعقدة "عالية الجودة"، مثل الحبوب الكاملة أو البقوليات أو الفواكه، يقلل من خطر الإصابة بزيادة ضغط الدم.

* أفضل قطع حلوى لمريض ارتفاع الضغط

ورغم مخاطر تناول حلاوة المولد لمريض ارتفاع ضغط الدم، إلا أن الخبر الجيد هو أن تناول بعض الأصناف باعتدال يُعتبر مفيدًا.

ونصح الدكتور حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز، مرضى ارتفاع ضغط الدم بتناول الحمصية، لأنها تحتوي على السكر والنشا، مضيفًا أن الحمص يحتوي على نسبة بروتين حوالي 19%، ونسبة قليلة من الزيت حوالي 4.5%، وهو غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ويساعد على الوقاية من الإسهال وخفض ضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى خفض مستويات الكوليسترول بسبب محتواه من الألياف، وفقا لصفحة المركز القومي للبحوث على "فيسبوك".

من جانبها لفتت الدكتورة إسراء عمران، استشاري طب الأسرة والتغذية العلاجية، إلى أن تناول السمسمية مفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم، لاحتوائها على بذور السمسم، والتي تُعد مصدرًا جيدًا للمغنيسيوم، الذي يساعد بدوره على استرخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، وبالتالي يُخفض ضغط الدم.

وأوصت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري التغذية والمناعة ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، مرضى الضغط بتناول قطعة واحدة فقط من حلوى المولد في اليوم الواحد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك