قالت السلطات المحلية الأوكرانية، إن روسيا شنت هجوما ضخما بالطائرات المسيرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، بما في ذلك ضربة نادرة في وسط المدينة، صباح اليوم الخميس؛ مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 48 آخرين.
ويعد هذا أول هجوم روسي كبير مشترك بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف منذ أسابيع، في الوقت الذي تواجه فيه جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات صعوبات في تحقيق تقدم.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني، أن روسيا شنت هجمات في أنحاء البلاد، خلال الليل، باستخدام 598 طائرة مسيرة هجومية وخداعية و31 صاروخا من طرازات مختلفة، مما يجعلها واحدة من أكبر الهجمات الجوية منذ اندلاع الحرب.
وقال سلاح الجو، إن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت وحيدت 563 طائرة مسيرة معادية وطرازات أخرى خداعية و26 صاروخا في جميع أنحاء البلاد.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمنكو، استنادا إلى معلومات أولية، إن من بين القتلى طفلين، متوقعا ارتفاع الحصيلة.
وأضاف كليمنكو، أن فرق الإنقاذ تعمل في الموقع لانتشال أشخاص عالقين تحت الأنقاض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور عبر منصة "إكس" بعد الهجوم، إن "روسيا تختار الصواريخ الباليستية بدلا من طاولة المفاوضات.. نتوقع ردا من جميع من دعوا إلى السلام في العالم، لكنهم الآن يلتزمون الصمت بدلا من اتخاذ مواقف مبدئية".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، إسقاط 102 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، معظمها في جنوب غرب البلاد.
وذكر مسئولون محليون، أن هجوما بطائرات مسيرة أسفر عن اندلاع حريق بمصفاة أفيبسكي النفطية في منطقة كراسنودار، فيما تم الإبلاغ عن حريق ثان في مصفاة نوفوكويبيشيفسك بمنطقة سامارا.
وشنت طائرات مسيرة أوكرانية، خلال الأسابيع الأخيرة، هجمات بشكل متكرر استهدفت مصافي النفط وغيرها من البنى التحتية النفطية، في محاولة لإضعاف الاقتصاد الحربي الروسي؛ مما أسفر عن نفاد الوقود من محطات الوقود في بعض المناطق الروسية وارتفاع الأسعار.
وقال رئيس إدارة مدينة كييف تيمور تكاتشينكو، إن روسيا أطلقت طائرات مسيرة خداعية وصواريخ كروز وصواريخ باليستية.
وأضاف أن 20 موقعا على الأقل في سبع مناطق من كييف تعرضت للقصف، وأن نحو 100 مبنى تضرر، من بينها مركز تسوق في وسط المدينة، كما تحطمت آلاف النوافذ.
واستهدفت الهجمات الروسية وسط كييف، في واحدة من المرات القليلة التي وصلت فيها الهجمات الروسية إلى قلب العاصمة الأوكرانية منذ بدء الحرب.
وقام السكان، بإزالة الزجاج المتناثر والركام من المباني المتضررة.
وقال دبلوماسيون كبار في الاتحاد الأوروبي، إن البعثة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في كييف تضررت جراء الهجوم.
وأدانت المفوضة الأوروبية لشئون التوسع مارتا كوس، الهجوم ووصفته بأنه "دليل واضح على أن روسيا ترفض السلام وتختار الإرهاب"، وذلك في منشور عبر منصة "إكس" يظهر نوافذ وأبوابا محطمة في مقر البعثة.
وقالت صوفيا أكيلينا، البالغة من العمر 21 عاما، إن منزلها تضرر.
وأضافت صوفيا: "لم يحدث من قبل أن هاجموا بهذه المسافة القريبة. ولم تسفر المفاوضات عن أي شيء حتى الآن، وللأسف يعاني الأشخاص".
وتصاعد دخان من عمود منهار لمبنى سكني من 5 طوابق في حي دارنيتسكي، بعدما تعرض لضربة مباشرة.
وانتشرت في الأجواء رائحة نفاذة من المواد المحترقة بينما كان رجال الإطفاء يعملون على احتواء الحريق.
وباشر رجال الطوارئ عمليات بحث عن ناجين، وانتشلوا جثثا من تحت الأنقاض. ووقفت حشود من السكان في مكان قريب بانتظار انتشال أقاربهم من تحت الركام، من بينهم رجل كان ينتظر معلومات عن زوجته وابنه.
ووضعت جثث في أكياس سوداء إلى جانب المبنى.
وقال سكان الحي، إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي للقصف.
وأعلنت شركة السكك الحديدية الوطنية الأوكرانية أوكرزاليزنيتسيا، وقوع أضرار في بنيتها التحتية في منطقتي فينيتسا وكييف، مما تسبب في تأخيرات واضطرار القطارات إلى استخدام مسارات بديلة.
ويعد هجوم اليوم الخميس أول هجوم روسي كبير مشترك بالطائرات المسيرة والصواريخ يستهدف كييف منذ اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في وقت سابق من أغسطس الجاري لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورغم أن الجهود الدبلوماسية، لإنهاء الحرب بدت وكأنها اكتسبت زخما بعد ذلك الاجتماع بفترة وجيزة، لم تظهر سوى تفاصيل قليلة بشأن الخطوات المقبلة.