جوليا روبرتس.. رمز الصدق على الشاشة ودليل للبهجة في أكثر لحظات دراما الحياة - بوابة الشروق
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

جوليا روبرتس.. رمز الصدق على الشاشة ودليل للبهجة في أكثر لحظات دراما الحياة

خالد محمود
نشر في: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 8:21 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 8:21 م

تحتفل هوليوود والعالم اليوم، بعيد ميلاد واحدة من أكثر نجمات السينما العالمية سحرًا وتأثيرًا، جوليا روبرتس، تلك الممثلة التى لا يمكن اختصارها فى ملامحها الجميلة أو ابتسامتها الأسطورية، بل فى حضورها الإنسانى والفنى الذى جعلها رمزًا خالدًا للصدق على الشاشة للتوج بالأوسكار وثلاث جوائز جولدن جلوب، وأربع جوائز نقابة ممثلى الشاشة.
منذ ظهورها فى أواخر الثمانينيات، فرضت جوليا روبرتس نفسها كظاهرة فنية تجمع بين الجاذبية والبراعة الدرامية. فقد استطاعت أن تُجسد المرأة العصرية القوية والهشة فى آن واحد، لتصبح أيقونة نسائية فى السينما الأمريكية والعالمية.
وجودها فى أى عمل فنى هو بمثابة ضمانة للصدق والجمال، إذ تمتلك تلك القدرة النادرة على تحويل الأدوار البسيطة إلى شخصيات نابضة بالحياة، تجمع بين العفوية والعمق، والمرح والحزن.
ما يميز جوليا عن غيرها من نجمات جيلها هو الصدق الإنسانى الذى يمر عبر أدائها. فهى لا تؤدى الدور، بل تعيشه حتى يشعر المشاهد أنه يراها لا تمثل بل تتنفس الشخصية.
كما أنها تمتلك كاريزما فريدة تجمع بين النعومة والقوة، وتتمتع بقدرة على إضفاء البهجة حتى فى أكثر اللحظات درامية.
ابتسامتها الشهيرة أصبحت رمزًا عالميًا للأمل والجمال الطبيعى، لكنها فى الوقت ذاته لم تعتمد عليها فقط، بل طورت أدواتها التمثيلية لتصبح من القلائل اللواتى جمعن بين جمال الصورة وعمق الأداء.

إيرين.. توجها على عرش الأداء

رغم أن مسيرتها حافلة بالأدوار الخالدة، يبقى فيلم «إيرين بروكوفيتش» (Erin Brockovich) عام 2000 هو التتويج الحقيقى لموهبتها ودورها الأهم والأكثر نضجًا فنيًا، ففيه قدمت شخصية الأم المكافحة التى تتصدى لشركة تسببت فى تسميم مياه الشرب، بأسلوب صادق ومؤثر.. امرأة بسيطة تقاتل من أجل العدالة، وقد أدت الشخصية بواقعية مؤثرة جعلت الجمهور يصدق كل انفعال وكل نظرة.
ذلك الأداء منحها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وكرسها كواحدة من أعظم ممثلات جيلها، قادرة على أن تحول قصة إنسانية إلى ملحمة من الإصرار والأمل.
وفى مسيرة جوليا روبرتس أعمال أخرى ملهمة منها:

امرأة جميلة

الفيلم الذى جعل منها نجمة العالم الأولى، حيث جسدت دور «فيفيان وارد» الفتاة البسيطة التى تقع فى حب رجل أعمال ثرى.
قدمت جوليا أداءً يجمع بين البراءة والجاذبية، جعل الشخصية رمزًا فى الثقافة الشعبية، وفتح أمامها أبواب المجد العالمى.
وكذلك فيلم (زفاف أعز أصدقائى). My Best Friend’s Wedding عام 1997، أحد أنجح أفلام الكوميديا الرومانسية فى التسعينيات، جسدت فيه جوليا شخصية «جوليان» التى تكتشف حبها لصديقها المقرب فى وقت متأخر.
الفيلم أظهر جانبها الكوميدى والإنسانى ببراعة، وأثبت أنها قادرة على أن تُضحك الجمهور وتبكيه فى اللحظة نفسها.
وفيلم (نوتينج هيل) Notting Hill عام، 1999 فى هذا الفيلم الساحر، لعبت دور نجمة سينمائية تقع فى حب بائع كتب بسيط (هيو جرانت).
مزجت جوليا بين الواقعية والرومانسية، وعبّرت بصدق عن صعوبة العيش تحت أضواء الشهرة، فى دور قريب جدًا من حياتها الواقعية.

أغسطس.. مقاطعة أوسيدج

عام 2013 فيلم درامى عميق جمعها بالممثلة الكبيرة ميريل ستريب، وفيه قدمت جوليا أداءً ناضجًا ومعقدًا فى دور الابنة التى تعود إلى بيت العائلة وسط صراعات مؤلمة.
نال الدور ترشيحًا جديدًا للأوسكار وأكد قدرتها على الغوص فى الشخصيات المركبة.
واذا توقفنا عند مفرداتها كممثلة، فنجد فى مقدمتها الصدق: أساس أدائها، فلا تصنع مشاعرها بل تولدها من داخل الشخصية، ثم الذكاء الفنى، فهى تعرف كيف تختار أدوارها بحيث تضيف إلى رصيدها الفنى لا مجرد شهرتها.
وكذلك البساطة والحضور، حيث تمتلك قدرة على جعل المعقد يبدو طبيعيًا وسهلًا.
واجهت جوليا روبرتس صعوبات ثقتها بنفسها فى بداية مسيرتها المهنية، قائلة: «لا أعتقد أننى دخلت مسيرتى المهنية بثقة كبيرة». واجهت انتقادات فى بداياتها، وتعلمت أن تُعرف نفسها بما تطمح أن تكون، وليس فقط بعملها. تؤكد روبرتس أن الأمر كان يتعلق ببناء شخصية قوية قبل التركيز على مسيرتها المهنية، معتبرة التحديات المبكرة دروسًا قيمة فى المرونة وقبول الذات. تؤمن بأن انعدام الثقة بالنفس قد يكون مُعيقًا، وهى الآن ترى فى عقباتها السابقة فرصًا للنمو، مُتأملة فى أهمية التحمل والاعتماد على الذات فى صناعة الترفيه المُتطلبة.

إشادات بجوليا روبرتس

وفى شهادات سينمائية عن جوليا قالت الممثلة كاميرون دياز: «لطالما كنت من أشد المعجبين بجوليا روبرتس. بدونها كيف سيكون العالم؟» هذه الكلمات تؤكد أن حضورها فى السينما لا يُرى فقط كممثلة، بل كمرجعية فى النجومية والأدوار النسائية.
وقال سام إسماعيل (مخرج فيلم «اترك العالم خلفك»): «إنها شريكة رائعة.. تحب الحديث عن القصة والشخصية والموضوع.. لقد جلبت كل ذلك إلى أرض الواقع، وكذلك فى موقع التصوير، من دواعى سرورى العمل معها. أعنى، إنها تجلب طاقة عظيمة للعمل كل يوم.
بينما وصف لوكا جوانتدينيو مخرج فيلم «بعد الصيد» جوليا بأنها مذهلة.. صديقة وأم، تهتم بالناس فى موقع التصوير، تعرف كل فرد من أفراد الطاقم بالاسم.. الحقيقة القيام بأى شىء مع جوليا أمر لا يصدق.
وأشار الممثل إيثان هوك عن تجربتها فى فيلم «اترك العالم خلفك»: «إنها قوة دافعة واضحة.. وقد استخدمت هذه القوة بلطف».
النجمة سالى فيلد ذكرت عن تجربة «ماجنوليا فولاذية»: «كنا جميعًا ندعم جوليا، لأنها كانت طفلتنا.. وكانت رائعة».
فيما تقول جوليا روبرتس فى شهاداتها عن الحب والحياة والموهبة والفن «أعظم إحساسى يأتى من تجربة الأداء فى الفيلم.. عندما أحصل على تجربة رائعة، يصبح ذلك فيلمًا مثاليًا»، وقالت «حب ما تفعله هو سر كل شىء» و«الحب الحقيقى لا يأتى إليك، بل يجب أن يكون بداخلك»، و«أنت تعلم أن هذا هو الحب عندما يكون كل ما تريده هو أن يكون هذا الشخص سعيدًا، حتى لو لم تكن جزءًا من سعادته».
أثبتت جوليا روبرتس أن العمل الجاد والتفانى يقودان إلى النجاح. كما برهنت على إمكانية الحفاظ على التواضع واللطف رغم الشهرة والثروة.
كما أن صمودها فى وجه الشدائد واستعدادها للمخاطرة كانا مصدر إلهام، إذ أثبتا إمكانية التغلب على العقبات وتحقيق النجاح.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك