أثارت تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها ممثلة إيرانية حائزة على جوائز، نقاشا حادا حول العدالة الاجتماعية في إيران.
وأجرت فريبا نادري يوم الخميس الماضي محادثة استمرت ساعة على برنامج "بامب" على يوتيوب، وهو محجوب في إيران. تحدثت مع المضيف أمير حسين غياثي عن عملها وكذلك عن حياتها الخاصة، بينما أشار هو مرارا إلى وضعها الاجتماعي المتميز.
وتتركز الانتقادات حول مقطع علقت فيه الممثلة المعروفة، مازحة ولكن بازدراء، على المنطقة التي يعيش فيها أحد زملائها.
وقالت نادري، التي فازت بجائزة سيمرج المرموقة لأفضل ممثلة في مهرجان الفجر السينمائي الدولي في وقت سابق من هذا العام: "بالنسبة لنا.. لم يعد ذلك يعتبر حيا عصريا".
وأثارت تصريحاتها عاصفة من الغضب في غضون أيام. وشُوهد الفيديو على يوتيوب الآن ما يقرب من مليون مرة.
وأعرب المحافظون والليبراليون على حد سواء عن استيائهم من التصريحات، التي تعرضت لانتقادات واسعة بوصفها "غطرسة طبقية" نظرا للأزمة الاقتصادية الحادة في إيران.
وقامت نادري منذ ذلك الحين بتعطيل خاصية التعليقات على حسابها على إنستجرام، الذي يتابعه حوالي 2ر2 مليون شخص.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) في تعليق: "لقد استخدمت لا شعوريا لغة تعتبر في الثقافة الحضرية اليوم تعبيرا عن التمييز والتفوق". وأضافت أن كلمات نادري تعكس "عقلية الأثرياء الجدد" - وهي طريقة تفكير تتميز بالحاجة إلى التميز والثراء المتباهي.
كما كان هناك انتقاد واسع النطاق عبر الإنترنت. وكتبت باحثة في مجال الاتصالات على إنستجرام أن نادري ليست هي الهدف الحقيقي. وأضافت: "هي مجرد مرآة. المشكلة هي الصورة التي تعكسها عن انقسام عميق".
وتابعت: "مقابلتها هي تحذير جاد - تحذير بأن ألم المجتمع، إذا تم التغاضي عنه، سيتحول إلى غضب".
وتعاني إيران من أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات، تفاقمت بسبب التوترات العسكرية والعقوبات الدولية والعزلة السياسية.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع معدلات التضخم وتوقعات اقتصادية قاتمة ونقص في الفرص. وتتقلص الطبقة الوسطى الإيرانية المتعلمة جيداً والتي كانت مدفوعة بالاستهلاك بشكل مطرد، حيث ينزلق الكثيرون إلى ظروف محفوفة بالمخاطر .