ضربة الشمس.. خطر صيفي يتطلب وعيا وإسعافا سريعا - بوابة الشروق
الأربعاء 30 يوليه 2025 12:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ضربة الشمس.. خطر صيفي يتطلب وعيا وإسعافا سريعا

رنا عادل
نشر في: الثلاثاء 29 يوليه 2025 - 11:44 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 29 يوليه 2025 - 11:44 ص

مع اشتداد حرارة الصيف وتكرار موجات الحر القاسية تزداد حالات الإصابة بضربات الشمس، التي تُعد من أخطر الإصابات المرتبطة بالطقس الحار، خصوصًا لدى الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.. فضربة الشمس ليست مجرد شعور بالإرهاق، بل هي حالة طبية طارئة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة ووعي.

وأوضحت د. أمنية عبدالعزيز الصالحية استشاري الحميات، في تصريحات لـ"الشروق"، أن ضربة الشمس تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم نتيجة التعرض المباشر لفترة طويلة لأشعة الشمس؛ مما يُفقد الجسم قدرته على التبريد الطبيعي عبر التعرق، والسبب في ذلك يعود إلى اضطراب يصيب مركز تنظيم الحرارة في المخ، وهو ما يؤدي إلى خلل في توازن الجسم الحراري، وبالتالي تتأثر الوظائف الحيوية مثل القلب والكلى والدماغ.

وأشارت د. أمنية، إلى أن هناك فئات مهنية تكون أكثر عرضة للإصابة، منها عمال البناء والمزارعون ورعاة الماشية، والرياضيون الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا في أجواء حارة، وتزداد خطورة الإصابة لدى الأطفال؛ بسبب عدم اكتمال نمو نظامهم الحراري، وكبار السن بسبب ضعف أجهزة الجسم، ومرضى السكري وأمراض القلب الذين يصعب على أجسامهم التكيف مع التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.

- الأعراض

أكدت د. أمنية، أن الأعراض تبدأ تدريجيًا لكن قد تتطور بسرعة، وتشمل الشعور بالإرهاق العام والدوخة، والصداع الشديد، وتسارع في ضربات القلب والتنفس، مع انخفاض واضح في كمية البول كعلامة على الجفاف، وترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير قد تتجاوز 40 درجة مئوية، ويصبح الجلد محمرًا وساخنًا وأحيانًا جافًا؛ بسبب توقف التعرق.

وتابعت: "في الحالات الشديدة، قد تظهر علامات أكثر خطورة مثل اضطراب الوعي، وتشوش ذهني، وتشنجات عضلية، أو حتى فقدان للوعي ونوبات تشبه الصرع"، مؤكدة أن الإسعافات الأولية قد تُحدث فرقًا حاسمًا في إنقاذ حياة المصاب.

- خطوات سريعة

وأوصت باتباع خطوات سريعة، تبدأ بنقل المصاب فورًا إلى مكان مظلل أو مكيف، وإزالة الملابس الزائدة لتسهيل تبخر الحرارة، ثم تبريد الجسم باستخدام كمادات باردة أو رش ماء فاتر مع تشغيل مروحة إن توفرت، ورفع القدمين قليلاً لتحفيز الدورة الدموية، والتنبه لعدم إعطاء المصاب أي سوائل إذا كان فاقدًا للوعي أو غير قادر على البلع، مع ضرورة طلب الإسعاف فورًا إذا لم تتحسن الحالة خلال نصف ساعة أو ظهرت علامات خطيرة.

وأضافت أن الحالة تصبح طارئة عندما لا تنخفض حرارة الجسم رغم التبريد، أو إذا تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية، أو ظهرت مؤشرات مثل فقدان الوعي، والتشنجات، أو صعوبة في التنفس، في هذه الحالات، التأخر في التدخل قد يؤدي إلى فشل في وظائف القلب أو الكلى أو الكبد، أو حتى الوفاة.

في ختام حديثها، أكدت د. أمنية عبدالعزيز استشاري الحميات، أن التوعية المجتمعية أصبحت ضرورة قصوى في ظل التغير المناخي والارتفاع المستمر في درجات الحرارة، داعية إلى نشر ثقافة الوقاية داخل البيوت والمدارس وأماكن العمل، لا سيما في المناطق المكشوفة والريفية، مع التركيز على حماية الفئات الأضعف من هذا الخطر الصامت، قائلة: "كل دقيقة قد تُحدث فارقًا، والوقاية تبدأ بالوعي، والاستجابة السريعة قد تُنقذ حياة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك