بينما كان الدوري الإيطالي، أو ما يُعرف بـ”الكالتشيو”، يوصف في الماضي بـ”جنة كرة القدم” بفضل هيمنة أنديته الكبرى على أوروبا وقدرتها على جذب أبرز النجوم، بات اليوم يعيش واقعًا مختلفًا، جعله في مرمى الانتقادات.
فمنذ تتويج إنتر ميلان بدوري أبطال أوروبا عام 2010، غابت الأندية الإيطالية عن منصات التتويج القارية، في وقتٍ صعد فيه الدوري الإنجليزي ليحتكر صفة “الأقوى عالميًا”، مع استمرار الصراع الأزلي بين برشلونة وريال مدريد في إسبانيا على خطف الأضواء.
الأزمة لم تقتصر على الجانب الفني فحسب، بل امتدت إلى الجانب المالي، إذ تراجعت مداخيل الأندية الإيطالية بشكل جعلها غير قادرة على منافسة أندية إنجلترا وإسبانيا في صفقات الشباب الواعدين من أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وبدلًا من الاستثمار في المستقبل، باتت تميل إلى استقطاب النجوم المخضرمين الباحثين عن “محطة أخيرة” قبل الاعتزال.
أمثلة ذلك كثيرة: ميلان ضم الكرواتي لوكا مودريتش (39 عامًا)، ونابولي جلب البلجيكي كيفن دي بروين (34 عامًا)، بينما لا يزال إنتر ميلان، وصيف دوري الأبطال الموسم الماضي، يعتمد على عناصر متقدمة في العمر مثل أتشيربي (37 عامًا) وميختاريان (36 عامًا).
لتصبح النتيجة أن الكالتشيو هو الدوري الأعلى متوسطًا لأعمار لاعبيه بين الدوريات الأوروبية الكبرى، ما يفتح باب التساؤلات:
هل ينجح الرهان على الخبرة في إعادة الهيبة للأندية الإيطالية؟
أم أن العودة إلى بريق الماضي لن تتحقق إلا عبر استقطاب المواهب الشابة وصناعة جيل جديد يعيد “جنة كرة القدم” إلى الحياة؟.
وهكذا يقف الكالتشيو اليوم على مفترق طرق، إما أن يظل ملاذًا للنجوم المخضرمين الباحثين عن أضواء أخيرة قبل الاعتزال، أو أن ينهض من كبوته باستثمار جريء في جيل جديد من المواهب يعيد للدوري الإيطالي مكانته كـ”جنة كرة القدم”.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل يشهد المستقبل القريب صحوة تعيد المجد المفقود، أم يواصل الكالتشيو انزلاقه نحو الهامش في سباق الدوريات الكبرى؟