ذكرى العدوان الثلاثي.. لماذا تحالفت القوى العظمي ضد مصر؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 5:22 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

ذكرى العدوان الثلاثي.. لماذا تحالفت القوى العظمي ضد مصر؟

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 11:33 ص | آخر تحديث: الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 11:33 ص

تحل يوم 29 أكتوبر ذكرى العدوان الثلاثي على مصر حين واجهت تحالف القوى الاستعمارية العظمي في العالم ممثلة ببريطانيا وفرنسا وحليفتهم بالشرق الأوسط دولة الاحتلال الإسرائيلي، في حرب هدفت كسر الارادة المصرية ودورها في توحيد الشعوب العربية لتخليصها من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأراضي الفلسطينية؛ لتشتعل ملحمة من الصمود على أراضي سيناء وبور سعيد سطرها الشعب المصري جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة.

وتسرد "الشروق" أهم الأسباب التي دفعت القوى الاستعمارية لغزو مصر خلال العدوان الثلاثي، والتي تتمحور حول الدور المصري بدعم المقاومة الفلسطينية والثورة الجزائرية ومشروع الوحدة العربية بجانب تأميم قناة السويس، وذلك نقلا عن كتب: حرب العصابات في فلسطين لصبحي ياسين، الدبلوماسية لهينري كيسنجر، الدعم السوفييتي الخارجي لمارشال جولدمان.

إشعال شرارة المقاومة في غزة

قامت الدولة المصرية بدور محوري في إنشاء حركة مقاومة فلسطينية منظمة لتنطلق من قطاع غزة موقعة خسائر فادحة بمجتمع المستوطنين الإسرائيلي حيث أسست مصر عام 1955 الكتيبة 141 فدائيين بقيادة ضابط المخابرات المصري العقيد مصطفى حافظ، وضمت 1000 مقاوم فلسطيني مقسمين على معسكرين بعد تدريبهم داخل الأراضي المصرية ليفتتحوا معارك المقاومة بـ180 عملية فدائية بين أغسطس 1955 وأبريل 1956.

وصعدت مصر من دعمها للمقاومة بإرسال فدائيين عبر الضفة الغربية بإشراف الملحق العسكري المصري بالأردن الضابط صلاح مصطفى لتكون عمليات الضفة أقرب للعمق الإسرائيلي وبلغت حصيلة الجبهتين في غزة والضفة 250 إسرائيليا بين قتيل وجريح.

دعم الثورة الجزائرية على الفرنسيين

لعبت مصر قبيل العدوان الثلاثي دورا محوريا في دعم الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي حيث أرسلت على الجانب العسكري شحنات سلاح لجبهة التحرير الجزائرية بلغ سعر أولى شحناتها 8000 جنيه بحسب الكاتب محمد حسنين هيكل، فيما بلغ حجم إحدى الشحنات 2000 بندقية و80 مدفع هاون وفقا للسلطات الفرنسية بالجزائر.

وعلى الجانب الإعلامي أتاحت مصر إذاعة صوت العرب لنقل جرائم الاستعمار بحق الجزائريين وإيصال القضية الجزائرية للعالم؛ وأغضبت تلك السياسات الحكومة الفرنسية والتي شاركت بالعدوان الثلاثي بسبب الجزائر في المقام الأول وفقا لأرشيف محادثات الرئيس الأمريكي دوايد أيزنهاور مع وزير خارجيته.

بينما هاجم الناطق باسم وزير الدفاع الفرنسي الرئيس المصري جمال عبد الناصر في مؤتمر عسكري مشبها ناصر بهتلر بسبب دوره في الجزائر.

الوحدة العربية وزلزلة العرش البريطاني

وجهت مصر ضربتين لحلف بغداد الذي تؤيده بريطانيا أولاهما ببدء محادثات مع المملكة العربية السعودية تشمل تحالف عسكري مستقبلي، وكانت الصفعة التالية عبر نشاط إذاعة صوت العرب بتشجيع الشعب الأردني على مظاهرات ضد القيادة البريطانية للجيش الأردني؛ ليضطر الملك حسين أمام شدة الاحتجاجات لعزل القائد البريطاني جون غلوب في خطوة جعلت رئيس وزراء بريطانيا أنطوني إيدن يعلق قائلا: "أصبح ناصر عدونا الذي لن يرتاح حتى يدمر جميع أصدقاءئا ويقضي على نفوذنا بالشرق الأوسط لذلك يجب تدميره".

تأميم القناة وإحراج القوى العظمى

أدى تراكم العديد من الأحداث إلى اتخاذ خطوة تأميم قناة السويس، وكانت البداية مع الاختراقات الإسرائيلية للحدود المصرية بداية الخمسينيات لتطلب مصر الإمداد بالسلاح من بريطانيا وأمريكا وفق اتفاقيات التسليح لكن قوبلت تلك الطلبات بالرفض؛ لتتجه مصر إلى الاتحاد السوفييتي لاستيراد السلاح بصفقة عرفت بصفقة الأسلحة التشيكية شملت 100 طائرة مقاتلة و250 دبابة ومئات المدافع.

أدت هذه الخطوة إلى شن أمريكا وفرنسا حربا اقتصادية ضد مصر عرفت بعملية أوميجا وتضمنت تعطيل أي قروض مصرية خاصة بمشروع بناء السد العالي لتتجه الإدارة المصرية نحو فكرة تأميم القناة والاستفادة من عوائدها ليتم التأميم في يوليو 1956 وإعلان ذلك بخطاب شعبي ألقاه الرئيس جمال عبد الناصر.

وسببت هذه الخطوة خسائر اقتصادية لبريطانيا وفرنسا بجانب الضربة المعنوية الناتجة عن القرار بحق الدولتين وهما من بين القوى العظمى في حينها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك