تحقيق يكشف تفاصيل استغلال إسرائيل خدمات مايكروسوفت للتجسس على الفلسطينيين - بوابة الشروق
الأربعاء 1 أكتوبر 2025 2:12 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

تحقيق يكشف تفاصيل استغلال إسرائيل خدمات مايكروسوفت للتجسس على الفلسطينيين

محمد فوزي
نشر في: الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 3:25 م | آخر تحديث: الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 3:25 م

الخدمات السحابية للشركة وتقنيات الذكاء الاصطناعي دعمت مشروع تجسس لتخزين وتحليل ملايين المكالمات الهاتفية في غزة والضفة الغربية

 

أثير خلال الأيام الماضية، تساءول حول كيف استغلت إسرائيل خدمات مايكروسوفت في التجسس على الفلسطينيين، مع استمرار حرب الإبادة على غزة، حيث أعلنت الشركة عن إيقاف وصول وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى بعض خدماتها للحوسبة السحابية، مُشيرة إلى أنها وجدت أدلة تدعم ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية بشأن استخدام جيش الاحتلال تلك الخدمات للتجسس على المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وأوضح براد سميث رئيس الشركة، في منشور على مدونته، أن الوحدة 8200 خالفت شروط الاستخدام الخاصة بالشركة، لذا تم إيقاف وصولها إلى خدمات "أزور السحابية".

وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية في تحقيق استقصائي، أغسطس الماضي، أن الوحدة 8200 -وهي أبرز ذراع استخباراتية لجيش الاحتلال- استغلت الخدمات السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي من شركة مايكروسوفت في مشروع تجسسي ضخم لتخزين وتحليل ملايين المكالمات الهاتفية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وبحسب الجارديان، فإن مايكروسوفت خصصت لإسرائيل منطقة معزولة داخل منصة Azure لتخزين وتسجيل مليون مكالمة في الساعة، وهو ما ساهم في التحضير لغارات جوية وعمليات عسكرية، ورغم أن إسرائيل تسيطر على البنية التحتية للاتصالات الفلسطينية منذ فترة طويلة، فإن هذه الطريقة الجديدة تستهدف تسجيل محادثات عدد كبير من المدنيين العاديين.

ورغم أن شركة مايكروسوفت اعترفت، بنهاية الأسبوع الماضي، باستغلال الإسرائيليين لخدمات الحوسبة السحابية بشكل سئ، إلا أنها نفت وجود أي دور للشركة في عمليات التجسس، وقالت إن إسرائيل كانت تخزن هذه البيانات على الحوسبة السحابية فقط.

ويقول الدكتور أسامة عبدالرؤوف عميد كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية، إن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لخدمات الحوسبة السحابية التابعة لمايكروسوفت لتخزين بيانات استخباراتية، وهو أمر غير منطقي، ويُعد "أكذوبة" على حد وصفه.

وأضاف عبدالرؤوف، خلال تصريحاته لـ"الشروق"، أن خدمات الحوسبة السحابية تنقسم إلى نوعين، خدمات عامة، مثل التي تقدمها مايكروسوفت وجوجل وأمازون، ويمكن لأي جهة أن تصل لها بكل سهولة، مهما بلغت درجة الأمن السيبراني، بينما يوجد خدمات حوسبية خاصة تنشأها الشركات والهيئات الكُبرى لنفسها لتحافظ على أمن معلوماتها، حتى وإن كانت التكلفة باهظة.

وأوضح أنه من المنطقي جدا، أن يُنشئ جيش الاحتلال الإسرائيلي مراكز بيانات خاصة به، لتخزين المعلومات الهامة بالنسبة له، ولا يلجأ لخدمات مايكروسوفت.

ويرى عبدالرؤوف أن جيش الاحتلال استغل خدمات الحوسبة السحابية لمايكروسوفت في الوصول إلى خدمات الاتصال التي يستخدمها الفلسطينيون، وهو ما مكنها من سرقة هذه البيانات، والتجسس على أماكن تواجد المدنيين.

وأشار إلى أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى هذه الخوادم، بإحدى الطريقتين، إما أن تكون اخترقت الحوسبة السحابية العامة لمايكروسوفت، وهو أمر في غاية السهولة، على حد تعبيره، وإما أن تكون الشركة الأمريكية سهلت عليها عملية الوصول.

ولفت إلى أن إعلان مايكروسوفت عن إيقاف بعض خدماتها للجيش الإسرائيلي، لا يُحد عمليات التجسس بنسبة كبيرة، متابعا: "المشكلة تكمن في الأساس عند الجانب الفلسطيني، حيث يستخدمون خدمات حوسبية عامة، متاحة للجميع".

واستطرد: "الدولة المصرية خاطبت منذ 4 سنوات، جميع الهيئات والشركات الكبرى، بضرورة إنشاء خدمات حوسبية خاصة لتسجيل البيانات  الهامة، أو الاشتراك في خدمات الشركة المصرية للاتصالات"، لافتا إلى أن الحكومة تعلم جيدا خطورة استخدام الخدمات الحوسبية العامة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك