صوتت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأربعاء ضد مشروعي قانون تقدم بهما السيناتور المستقل بيرني ساندرز لمنع بعض مبيعات الأسلحة لإسرائيل في ظل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وصوت 27 عضوا ديمقراطيا لصالح مشروع قانون يمنع بيع بنادق M16 لإسرائيل، قدمه السيناتور اليهودي بيرني ساندرز، في خطوة تعتبر الأعلى من حيث عدد المشرعين المعارضين لتوجيه شحنات الأسلحة لإسرائيل.
وجاء هذا التصويت بعد أشهر من تصويت مماثل في أبريل الماضي، حيث أيّد 15 ديمقراطيا فقط وقف شحنات الأسلحة لإسرائيل، مما يُظهر تزايدا في المعارضة داخل الحزب الديمقراطي.
ونصّ أحد مشروعي القرار على حظر صفقة أسلحة بقيمة 676 مليون دولار، تشمل بيع 5000 قنبلة شديدة الانفجار من فئة 2000 رطل، و5000 وحدة توجيه للقنابل. أما المشروع الثاني، فكان من شأنه منع بيع عشرات الآلاف من البنادق الهجومية الآلية بالكامل لإسرائيل.
وفي نهاية جلسة التصويت، جاء القرار برفض المشروعين بأغلبية 70 صوتا مقابل 27، ما يعني فشلهما رسميا في المرور داخل مجلس الشيوخ.
وعقب التصويت، علق بيرني ساندرز على النتيجة بقوله: "بتصويت 27 ضد 70، أظهر الديمقراطيون في مجلس الشيوخ رغبتهم في التوقف عن إرسال شحنات الأسلحة إلى حكومة نتنياهو، التي تشن حربا مروعة وغير أخلاقية وغير قانونية ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف ساندرز أن الرأي العام الأمريكي يتغير، حيث لا يريد المواطنون إنفاق مليارات الدولارات لدعم سياسات تؤدي إلى تجويع الأطفال في غزة.
من جهته، انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيم ريش، مشروعي القانون، وقال: "دعونا نتذكر أن الصراع بين إسرائيل وحماس، والحاجة إلى المساعدة العسكرية لإسرائيل، هي خطأ حماس، ليس خطأ إسرائيل، ليس خطأ أمريكا، إنه خطأ حماس".
وأضاف: "لا يمكننا التهاون مع هؤلاء الإرهابيين الذين ارتكبوا الفظائع ضد إسرائيل، والذين تسببوا في هذه الفوضى في الشرق الأوسط، وعرضوا الأمن القومي الأمريكي للخطر مرارًا وتكرارا".
وأيد عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، ويب ديك دوربين، والسيناتور الديمقراطي تيم كين، مشروعي قانون ساندرز قبل التصويت، حيث أشار دوربين إلى عدم رضاه عن إجابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أسئلتهما حول الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال دوربين إن نتنياهو وصف صور الأطفال الجائعين بأنها "رواية أممية"، وذكر أن السماح للصحفيين الدوليين بدخول المنطقة "خطير للغاية".
وجاء التصويت في وقت تشهد فيه إسرائيل موجة غير مسبوقة من الانتقادات الدولية، شملت حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي خالف علنا هذا الأسبوع نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوجود أزمة جوع في غزة، ووصف الأوضاع هناك بأنها "حقيقية وتشير إلى مجاعة".