أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس أنها لن تترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في 2026، مما يترك المجال مفتوحا أمام إمكانية ترشحها للبيت الأبيض عام 2028.

وقالت هاريس في بيان أصدره مكتبها يوم الأربعاء: "على مدى الأشهر الستة الماضية، أمضيت وقتا في التفكير في هذه اللحظة في تاريخ أمتنا وأفضل طريقة بالنسبة لي لمواصلة القتال من أجل الشعب الأمريكي وتعزيز القيم والمُثُل التي أعتز بها".

وأضافت: "لقد فكرتُ مليا في طلب امتياز تولي منصب حاكم ولاية كاليفورنيا من سكانها، أحب هذه الولاية وشعبها ووعدها إنها موطني، ولكن بعد تفكير عميق قررت عدم الترشح لمنصب الحاكم في هذه الانتخابات".

ويمدد قرار هاريس التكهنات حول مستقبلها السياسي والتي بدأت بعد خسارتها الانتخابات الرئاسية العام الماضي أمام دونالد ترامب.

وأمضت هاريس أشهرا في التفكير سرا فيما إذا كانت ستترشح لمنصب حاكم الولاية أو ستجري ترشحا آخر للبيت الأبيض، أو ستنسحب تماما من الساحة السياسية بعد هزيمتها الساحقة أمام ترامب.

ولم تذكر هاريس ترامب بشكل مباشر في بيانها، لكنها قالت "سياساتنا وحكومتنا ومؤسساتنا فشلت في كثير من الأحيان في خدمة الشعب الأمريكي، مما أدى إلى هذه اللحظة من الأزمة".

وأردفت قائلة: "في الوقت الحالي لن تكون قيادتي وخدمتي العامة من خلال مناصب منتخبة، أتطلع للعودة إلى العمل والاستماع إلى الشعب الأمريكي، والمساعدة في انتخاب ديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد سيقاتلون بلا خوف، ومشاركة المزيد من التفاصيل حول خططي الخاصة في الأشهر المقبلة".

وأفادت بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون السلطة بيد الشعب،  ونحن الشعب يجب أن نستخدم قوتنا للنضال من أجل الحرية والفرص والإنصاف وكرامة الجميع، متابعة بالقول: "سأبقى في هذا النضال".

وكانت هاريس ستخوض المنافسة المزدحمة لخلافة الحاكم غافين نيوسوم الذي انتهت ولايته، كمرشحة أولى نظرا لشهرتها الواسعة وبراعتها في جمع التبرعات، وسجلها الحافل بالفوز في الانتخابات على مستوى الولاية.

وقبل أن تشغل منصب عضو مجلس الشيوخ ونائبة الرئيس الأمريكي، انتخبت المدعية العامة للولاية والمدعية العامة لمنطقة سان فرانسيسكو من يناير 2004 إلى يناير 2011.

لكن بعد سنوات قضتها في واشنطن على المسرحين الوطني والدولي، لم يكن من الواضح أبدا ما إذا كانت هاريس مهتمة بالعودة إلى عالم السياسة الأقل بريقا في مجلس النواب في ساكرامنتو.

سباق آخر للبيت الأبيض؟
خارج كاليفورنيا، اتسمت المسيرة السياسية لهاريس بأولويات تاريخية ولكنها اتسمت أيضا بخيبات الأمل.

سعت هاريس لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة لعام 2020، لكنها انسحبت من السباق قبل الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، مسجلة بذلك أول هزيمة لها في مسيرتها السياسية.

وبعد أن اختارها جو بايدن نائبة له، حققت هاريس إنجازا تاريخيا كأول امرأة سمراء أو من أصل جنوب آسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.

وفي عام 2024، أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة بعد انسحاب بايدن قبل أشهر من يوم الانتخابات ودعمه لها، وخسرت السباق أمام ترامب، الذي فاز في جميع الولايات المتأرجحة.

وتواجه هاريس بعض الشكوك إذا اختارت الترشح مرة أخرى للبيت الأبيض.

وسيتعين على هاريس إقناع الديمقراطيين على المستوى الوطني بأنها واجهة مستقبل الحزب، رغم خسارتها أمام ترامب خريف العام الماضي.

كما أنها تحمل عبء ارتباطها ببايدن الذي ينتقده الديمقراطيون بشكل متزايد لسعيه للفوز بولاية ثانية بدلا من التنحي.

ومن المتوقع أن تجذب المنافسة الرئاسية لعام 2028 عددا كبيرا من المرشحين وقد يشمل ذلك نيوسوم.

وسيتعين أيضا على أي مرشح توحيد الحزب الديمقراطي المنقسم ذي نسب التأييد المنخفضة، والذي يكافح لإبطاء أجندة ترامب في واشنطن.

وقرار هاريس بعدم الترشح لمنصب حاكم الولاية يبقي المنافسة على خلافة نيوسوم مفتوحة على مصراعيها، ويضم المتنافسون الديمقراطيون النائبة الأمريكية السابقة كاتي بورتر، وعمدة لوس أنجلوس السابق أنطونيو فيلارايغوسا، ووزير الصحة السابق في إدارة بايدن كزافييه بيسيرا، وعددا من شاغلي المناصب الحكومية.