المولد النبوي.. قصة دعاء النبي في الطائف الذي صار ملاذا للمكروبين عبر العصور - بوابة الشروق
الإثنين 1 سبتمبر 2025 5:12 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

المولد النبوي.. قصة دعاء النبي في الطائف الذي صار ملاذا للمكروبين عبر العصور

سوزان سعيد
نشر في: الأحد 31 أغسطس 2025 - 6:39 م | آخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2025 - 7:17 م

تحل الخميس القادم 4 سبتمبر 2025 والذي يوافق يوم 12 من ربيع الأول 1447 هـ، ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي نتذكر فيه كيف مَنّ الله على الأمة الإسلامية بإرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليخرجها من الظلمات إلى النور، حتى أصبح عدد من يدينون بالإسلام اليوم نحو 2 مليار مسلم في المرتبة الثانية عالميًا بعد المسيحيين.

لكن لم يكن الأمر كذلك في بدايات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد لاقى صدودًا كبيرًا من قومه الذين بعث فيهم، كما التمس الدعم من القبائل المجاورة ولم يوفق، علاوة على ما طاله من الأذى الجسدي والمعنوي، ومن أشهر تلك القبائل قبيلة ثقيف بالطائف التي ألحق أهلها به أذى شديدًا، حتى دعا دعاءً بعد خذلانهم له يعد اليوم من أشهر الأدعية في تفريج الكروب، فماذا فعل أهل الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وبماذا دعا بعد لقائهم؟ يجيب التقرير التالي عن هذه الأسئلة وفقًا لكتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للكاتب محمد رضا.

أجواء ما قبل رحلة الطائف

توجّه الرسول إلى رحلة الطائف بعد بعثته بعشر سنوات، وعقب وفاة زوجته السيدة خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب في نفس العام، الذي عُرف بعام الحزن، ما يعكس ضيقه الشديد لفقده أبرز الداعمين لرسالته الوليدة. وبالفعل استغلت قريش هذه الأحداث لتزيد من التنكيل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه باعتبار أن سندَه قد رحل.

لذا فكر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة القبائل المجاورة لقريش إلى الإسلام وطلب نصرتها على قريش، ومن أبرزها قبيلة ثقيف بالطائف، وهي بلدة بالحجاز تبعد 65 ميلًا جنوب شرق مكة، عُرفت بجمال مناخها وخصوبة أراضيها وتنوع فواكهها وغناها بمصادر المياه العذبة.

خذلان أهل الطائف

ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ليدعو أشراف ثقيف بالطائف إلى الإسلام، طالبًا منهم النصرة على قريش، مصطحبًا مولاه زيد بن حارثة، فقال له أحدهم: "أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟"، فيما قال الآخر: "والله لا أكلمك أبدًا، فإن كنت رسولًا من الله فأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، وإن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك".

خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مجلس أشراف ثقيف يعتريه الهم والحزن، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن كبار أهل الطائف أمروا سفهاءهم وعبيدهم أن يتتبعوه بالسبّ والرمي بالحجارة حتى أدميت قدماه، فرفع دعاءً أصبح مرجعًا لكل مكروب ومهموم لصدقه وإخلاصه:

"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا رب المستضعفين إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني أم إلى غريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحلّ عليّ غضبك أو ينزل بي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".

يعكس هذا الدعاء حلم الرسول وصبره وعفوه، فلم يدعُ صلى الله عليه وسلم على أهل الطائف رغم ما ناله من أذى، بل اكتفى بالتضرع إلى الله عز وجل أن يفرج كربه، غير مبالٍ بالأذى ما دام الله راضيًا عنه، فصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك