القارئ المجهول - سيد محمود - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القارئ المجهول

نشر فى : الثلاثاء 1 مارس 2022 - 8:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 1 مارس 2022 - 11:56 م

دعتنى الصديقة العزيزة الكاتبة ميسون صقر القاسمى مع مجموعة من المبدعين والنقاد للقاء على شرف السيدة أسماء المطوع مؤسسة صالون «الملتقى الأدبى» الذى يعد أحد أشهر أندية القراءة فى العالم العربى وأقدمها، حيث تأسس فى العام 1998 وبفضل عمق تأثيره فى المجتمع الإماراتى نالت المطوع تقديرا دوليا وأصبحت مستشارا لدى منظمة اليونسكو، كما نالت جائزة مؤسسة العويس الثقافية التى تحتفل اليوم بتوزيع جوائز دورتها الجديدة.
وخلال اللقاء مع المطوع طرحت العديد من الأفكار المهمة التى تقع فى إطار ما يسمى بـ«سياسات الأدب» وركز المشاركون على تحولات اتجاهات القراءة فى العالم العربى، وكيف ساهمت هذه الأندية فى تغيير ذائقة القراء ودفعت باتجاه التحرر من القراءات النخبوية التى كانت تحصر تلقى الأعمال الابداعية فى دوائر محدودة.
قالت المطوع عن الملتقى، إنّها استهلمت الفكرة من تجارب رأتها فى الغرب وقررت تأسيس الملتقى لتأكيد حضور اللغة العربية فى الفضاء العام داخل الإمارات بعد أن لاحظت تراجع حضورها وابتكرت فكرة دعوة سيدات من مختلف الجنسيات العربية بأعمار متفاوتة وثقافات متنوعة من بين سيدات الإمارات والمقيمات فيها للنقاش حول رواية أدبية باعتبار أن الرواية من أكثر الاجناس الأدبية تشويقا.
ورأت المطوع أن تأصيل عادة القراءة فى المجتمع الإماراتى كان لابد أن يبدأ من الأم التى تلعب دورا تربويا يفوق بقية الأدوار واشارت الى أن عضوات الملتقى يجتمعن لمرتين فى الشهر للحوار حول إحدى الروايات الرائجة، وأكدت مؤسسة الملتقى ان هذا الحوار يستهدف التحفيز على القراءة وليس أكثر من ذلك، ولفتت إلى التجربة عبر السنوات نضجت بحيث باتت ذائقة عضوات الملتقى أفضل خصوصا أن الفكرة تطورت فى اتجاه مناقشة مؤلفى هذه الاعمال الابداعية ونقادها وبالتالى بات الملتقى أكثر تنظيما وفاعلية، ونوهت المطوع إلى الملتقى كان رائدا وتوالت بعده أندية وملتقيات شبيهة ما ساعد على النظر للقراءة كفعل حضارى عام فى المجتمع الإماراتى خاصة بعد أن شرعت الدولة «قانونا للقراءة» عزّز من دور القراءة وتأثيرها فى الوعى والانفتاح على الآخر وعلى الحضارات الأخرى.
ما قالته المطوع أثار شهية الحضور للتساؤل عما نتج عن شيوع أندية القراءة ومجموعات القراءة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى حين أبدى البعض تحفظات واضحة حول دورها، إذ تؤدى فى أحيان كثيرة لترويج أعمال متوسطة القيمة فى مقابل استبعاد الأعمال رفيعة المستوى إلا أن المفاجأة الحقيقية أن بعض الأصدقاء والصديقات من المبدعين أمثال مى خالد ومنصورة عز الدين وطارق إمام تحدثوا بحماس عن الرواج الذى خلقته هذه المنتديات والتى ارتقت بتوزيع الكتب وسمحت بحوارات مفتوحة بين الكاتب وقارئه واشاد الناشر شريف بكر بتحولات اتجاهات القراءة التى فتحت أسواقا جديدة للكتاب خارج حدوده، وتناول طارق امام فكرة تراجع تأثير الناقد بمفهومه القديم لصالح سلطة «مراجع الكتب» الذى يقدم «الريفيو القصير» عبر مختلف الوسائط الالكترونية وهذا المراجع يسحب خلفه مئات القراء وهى مهمة يعجز عنها النقد التقليدى.
وقال الروائى الكبير محمد المنسى قنديل إن المبدع بحاجة الى توازن بين دور الناقد الذى يضئ عمله وبين دور القارئ الذى يساعد فى انتشار دائرة متابعيه.
وتمسك المفكر نبيل عبدالفتاح بفكرته حول مخاطر التأثير السلبى الذى تخلقه أندية القراءة داعيا لتنظيم ورش نقدية تؤهل أعضاءها على نحو يسمح لهم بتقييم موضوعى منصف.
والأمر المؤكد أن كل هذه الافكار تستحق نقاشات مطولة وبحوثا ميدانية تعتمد على بيانات واستقصاءات معيارية واضحة إلا أنها تؤكد ما انتهت إليه الباحثة المرموقة شيرين أبوالنجا فى كتابها المهم «المثقف الانتقالى» مؤكدة على دور جديد يلعبه هذا القارئ الذى لم يعد مجهولا.