معبودة الجماهير - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 9:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معبودة الجماهير

نشر فى : الجمعة 1 أكتوبر 2021 - 8:00 م | آخر تحديث : الجمعة 1 أكتوبر 2021 - 8:00 م
الموضوع الذى نطرحه اليوم لم يتكرر فى السينما المصرية كثيرا، ولكن من حق الكاتب مصطفى أمين أن يودع اسمه على عناوين فيلم معبودة الجماهير الذى عرض 1967، فقد خلت أفيشات الفيلم فى الشوارع وعناوين الفيلم على الشاشة من اسم المؤلف الذى كان مسجونا بأمر من النظام السياسى فى تلك الفترة، الذى رأى أن المؤلف كان جسوسا وبالتالى تم رفع اسمه من عناوين الفيلم، وحتى الآن ورغم تبرئة المؤلف فى زمن أنور السادات فإن النسخ المعروضة فى التليفزيون أو اليوتيوب تخلو تماما من المؤلف، ولا أعرف كيف يمكن رد اعتبار الكاتب الذى لعله لم يسعَ إلى ذلك بعد تبرئته، ولكن هذا أمر مهم لأنه يعيد للكاتب حقه باعتبار أننا أمام فيلم له مكانته فى تاريخ السينما.
أذكر أن الفيلم بدأ تصويره عام 1963 وتوقف العمل به فترة طويلة حتى قيل إن عبدالحليم حافظ استكمل الفيلم وهو مريض وعرض فى عام النكسة، وأذكر أن المجلات الفنية كانت تتبارى فى نشر كلمات أغنيات الفيلم كسبق صحفى، وأذكر أننى قرأت الرواية المنشورة فى أواخر الخمسينيات وهى عمل قصصى، كما أن مصطفى أمين لم يكن بعيدا عن القصة السينمائية فهو مؤلف فيلم فاطمة، كما أنه نشر أثناء فترة سجنه عددا من الروايات فى مجلة الشبكة اللبنانية ثم صدرت فيما بعد فى كتب ومنها «سنة أولى حب»، وأيضا رواية «لا».
فيلم معبودة الجماهير من إخراج وإنتاج حلمى رفلة الذى قدم أفلاما عديدة لـ عبدالحليم حافظ، وفكرة الرواية والفيلم الرئيسية سبق أن شاهدناها فى فيلم ورد الغرام للمخرج بركات حين تتخفى امرأة بهدف التآمر وتذهب إلى حبيبته فى منزلها وتؤكد لها أنها زوجة خطيبها ما يفسد العلاقة تماما وهى المحور الرئيسى فى أكثر من فيلم مصرى، ولا أعرف كيف تأثر المخرج والكاتب بفكرة ساذجة ليعيد تقديمها فى فيلم ضخم.
الغريب أن عبدالحليم حافظ قد ذكر فى أحد أحاديثه التليفزيونية بعد حرب 67 أن هناك شيئين يندم عليهما فى مسيرته الفنية، الشىء الثانى أنه شتم الأمريكان أثناء عدوان يونيو؛ حيث إنه غنى أغنية ضد الأمريكان قال فيها ولا يهمك يا ريس من الأمريكان يا ريس.
أما الشىء الأول فكان بسبب موافقته على عمل بطولة فيلم فتى أحلامى إخراج حلمى رفلة المأخوذ عن مسرحية للكاتب البريطانى أوسكار وايلد، وذلك أمر غريب بالنسبة لـ عبدالحليم؛ حيث إن رفلة هو أول من اكتشفه سينمائيا وقدمه فى فيلم ليالى الحب كما أنتج له أكثر من عمل، لم يندم عبدالحليم على معبودة الجماهير باعتبار أن ضخامة الإنتاج تعوض سذاجة القصة، لكن اعترض على عمل مأخوذ من إحدى روائع المسرح العالمى وذلك أمر يحتاج نقاشا.
هذا وإن المحطات التليفزيونية تقطع منه بعض الأحداث والمقاطع خاصة المقطع الأخير فى أغنية جبار التى تستغرق على الشاشة ثلاثة عشرة دقيقة هذا تاريخ يجب أن يعرفه الناس وأن يشهده التأريخ السينمائى، وعليه يجب أن نذكر أن الفيلم الثانى الذى لم يذكر اسم مؤلفه على عناوينه وهو على قيد الحياة هو فيلم أقاصيص العشاق الذى كتبه وحيد حامد والذى أخرجه سعيد مرزوق؛ حيث دب خلاف حاد بين الطرفين وطلب المؤلف رفع اسمه نهائيا من عناوين الفيلم حتى الآن الفيلم شبه يتيم.
التعليقات