هناك مرحلة من السينما المصرية تضع أسماء بعض الكُتاب المشاهير على الأفلام باعتبارهم مؤلفى روايات، ولم تكن هناك أى نصوص أدبية فى حياة هؤلاء الأدباء تؤكد أنهم الأصحاب الحقيقيون لهذه الأعمال، ومن أشهر تلك الأمثلة يوسف السباعى فى جميع مراحل حياته، فقد كان المنتجون يكتبون اسم السباعى كمؤلف أصيل للفيلم، رغم أننا نكتشف أن هذا النص مأخوذ عن أعمال عالمية، وهناك أسماء أخرى فى هذا المضمار مثل أمين يوسف غراب وتوفيق الحكيم، ومن هذه الأفلام «اللقاء الثانى» الذى كُتب أنه من تأليف يوسف السباعى فى الفيلم الذى أخرجه حسن الصيفى عام ١٩٦٧، والفيلم تنويعة أدبية أشبه بالروايات الدرجة الثانية المترجمة عن الأدب العالمى، وفى مسيرة السباعى فإنه ألّف فيلم «جميلة بوحيرد» إخراج يوسف شاهين عام ١٩٥٨ وكان من آخر أفلامه المؤلفة «امرأة بلا قيد» الذى اكتشفنا أنه مقتبس عن الرواية العالمية «كارمن» تأليف الفرنسى بروسبر مريميه، هذا الأمر يؤرق الكاتب بشدة وكل ما يستطيع فعله هو عمليات مقارنة صغيرة بين هذا الفيلم المصرى، وأفلام أخرى مقتبس أغلبها عن رواية ملك الحديد للكاتب الفرنسى جورج أونيه، والحكاية موجودة بشكل بارز فى الفيلم المصرى «ارحم دموعى» إخراج بركات.
تدور قصة «اللقاء الثانى» حول هدى الفتاة التى مات والدها ويقوم الدكتور رأفت برعاية أمها ويتقدم لخطبتها، إلا أن الفتاة قد وقعت فى غرام حسن وهو ضابط تجارى بحرى، يعرف أن أمها غير موافقة على اقترانه بها فيسافر إلى الخارج ويعود بعد عام ليجدها متزوجة ولا تزال تتذكره.
لقد عزف الفيلم عن موضوع اللقاء الثانى بين المحبين حيث تتغير المشاعر إلى العكس فحين يعود حسن بعد عام يجد أن هدى قد تحولت مشاعرها تماما تجاه زوجها الطبيب وهكذا تسير الحياه، بما يعنى أنه ليس هناك أى شىء مدهش والجدير بالذكر أنه بعد عشرين عاما من إنتاج الفيلم قدمت نهى حقى مجموعة قصصية إلى التليفزيون بنفس الاسم التى تم تحويلها إلى مجموعة من الحلقات الدرامية المنفصلة المتصلة كانت من بطولة محمود يس وبوسى. أى إن موضوع الفيلم كان مسار جدل ودفع يوسف السباعى إلى أن ينسب القصة إلى نفسه، وأنا كنت شاهدا لبعض الحكايات التى يدعى أصحابها أن السباعى كان يأخد القصص منهم ويضع عليها اسمه، وباعتبار أن أكثر من خمسين عاما مرت فهذا تاريخ شبه معتم من الصعب معرفة الحقيقة فيه، ونحن نلمح لبعضها ولا نريد المغالاة بإعطاء قيمة ما لأعمال لم تكن لها قيمة.