البعد الغائب فى برنامج الرئيس - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:06 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البعد الغائب فى برنامج الرئيس

نشر فى : الثلاثاء 6 مايو 2014 - 6:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 6 مايو 2014 - 6:50 ص

حتى لحظة كتابة هذه السطور لا يمكن الحديث إلا عن (ملامح رئيسية) لبرنامجى المرشحين الرئاسيين تستشف من مجموع أحاديثهما الإعلامية ــ على ندرتها بالنسبة للسيسى ــ أو من بعض أحاديث أقرب الدوائر إليهما.. وحتى هذه الخطوط العريضة تكاد تتطابق فى بعض التفاصيل بشكل يصعب معه التفريق بين البرنامجين.. لكن الذى أنتظره أو قل أتمناه عند طرح البرنامجين أن أجد (جدولا زمنيا) محدد المعالم يقسم هذه الملامح إلى (محطات إنجاز) موزعة بامتداد أربع سنوات.. وأربع سنوات فقط!

ولا يعنى ذلك بالضرورة الحديث فقط عن إنجازات (تكتيكية) تسعى البرامج الانتخابية لتحقيقها فى مواجهة (أعراض) مشاكل مزمنة وإغفال الجانب الاستراتيجى، ولا يعنى أيضا تصور أن (الشعارات البلاغية) أو (العبارات الفضفاضة) تصلح أن تكون أهدافا بعيدة المدى، سيأتى علينا يوم نراها وقد تحققت بغتة.

إنما المقصود أن يبرهن المرشحان الرئاسيان على قدرتهما على وضع أهداف استراتيجية يتحقق قسم منها وهو الذى يمثل الميزة التنافسية التى تفرق مرشحا عن نظيره بنهاية أربع سنوات من الآن، وقسم آخر يمثل أهدافا بعيدة المدى تشترك أغلب التيارات السياسية فى تفهم ضرورة تحقيقها بنهاية عشر سنوات من الآن على الأقل.

أمّا القسم الأول فيعبر عن أهداف يمكن تحقيقها بنهاية (أربع سنوات) من الآن، ويمكن قياس هذا التحقيق مرحليا مع كل سنة تنقضى، وأبسط صور إدارته ومن ثم متابعته، أن يترجم الهدف الاستراتيجى إلى مشروع أو إلى عدة مشاريع تحكمها جداول وخرائط زمنية محددة ستؤدى فى النهاية إلى إنجاز محقق.. وستوفر على الرئيس المنتظر كثيرا من سهام انتقاد خصومه أو نفاد صبر مؤيديه.

وأما القسم الثانى فيحتاج إلى شجاعة أكبر عند حديث المرشحين عنه، ذلك الجزء المتعلق بتمهيد الرئيس المنتظر منهما التربة لتحقيق أهداف لا يمكن انجازها فى أربع سنوات، ولا يمكن إنجازها دون البدء فى التنفيذ فورا وانتظار النتائج بعد عشر سنوات من الآن!

هذا القسم يحتاج إلى شجاعة فى طرحه لصعوبة الحديث وسط ركام الأزمات الطاحنة عن حلول جذرية لكنها تستغرق عشر سنوات، ويحتاج شجاعة عند تنفيذ أولى مراحله، لأن ما سيتحقق به من انجازات لن ينسب فى أغلب الأحوال لمن مهد التربة وبذر البذرة قدر ما سينسب إلى قاطف الثمار فى موسم الحصاد.

بغير الحديث عن البعد الزمنى فى برامج المرشحين سنظل ندور فى حلقة مفرغة من سياسات اطفاء الحرائق وردود الأفعال المرتجلة.. بل وحتى هذه ربما لن نحسنها بعد برهة من الزمن!