مفاتيح شخصية د/أحمد عمر هاشم - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الجمعة 10 أكتوبر 2025 11:17 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

مفاتيح شخصية د/أحمد عمر هاشم

نشر فى : الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 8:05 م

      •     ترعرع فى الأزهر، عشق الأزهر، تعلم فيه، وعلم عشرات الأجيال من الطلاب، أشرف ومنح المئات من رسائل الماجستير والدكتوراه فى جامعة الأزهر، حياته كلها كانت فى حب الدين والرسول والأزهر، أوصى أن يكفن فى رداء مكتوب عليه سورة يس، وأن تخرج جنازته من الأزهر، صلى عليه شيخ الأزهر ومعه أعظم رجالات الأزهر والأوقاف، صلى عليه عشرات الآلاف من طلاب الأزهر، وهم يبكون تارة، ويدعون أخرى، ويلهثون لوداع الجثمان الطاهر النبيل الذى أفنى حياته دفاعا عن رسول الله وسنته وأحاديثه الشريفة، علمها لأجيال متعاقبة.

      •     عشرات الجنسيات ودعت هذا العالم الربانى من طلاب الأزهر المبعوثين من إندونيسيا وماليزيا وإفريقيا والذين يعشقونه ويعرفونه كما يعرفون آباءهم وأحبتهم، فهو المعشوق بحق من كل عشاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

      •     لن أتحدث هنا عن المناصب العلمية الرفيعة التى تبوأها د/ أحمد عمر هاشم، ولا عن كتبه الكثيرة فهذا يحسنه الكثيرون وذكرته كل الصحف ولا عن الأوسمة الكثيرة التى نالها ولا عن رحلاته الدعوية الكثيرة.

      •     ولكن حديثى عن مفاتيح شخصية هذا العالم والمحدث الجليل وشاعر الرسول، والمدافع عن قضية فلسطين وخصم التطرف الإسلامى والعلمانى معا، وتكمن هذه المفاتيح فى الآتى:

      •     أولا: يمثل د/أحمد عمر هاشم نموذجا فريدا للتصوف العلمى السنى الذى لا يشطح هنا أو هناك، التصوف الجميل الذى ينضبط بالكتاب والسنة، الذى يجمع بين عبادة الحق سبحانه ومحبة الخلق (الناس) بعيدا عن الخرافات والتهويلات والخزعبلات، التصوف المحب للعلم والعمل، الجامع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، هذا النموذج الجميل تحتاج إليه مصر دوما.

      •     ثانيا: يمثل د/أحمد عمر هاشم نموذجا للداعية الفذ المتسلح بالعلم الصحيح الجامع للقرآن والسنة، الذى يبشر ولا ينفر، صلب كالحديد فى ثوابت الإسلام، مرن كالحرير فى متغيراته، يهتم بقضايا أمته، خاصة قضية فلسطين، يدافع عن السنة، لا تجرفه تيارات الصغائر والتوافه فيصول فيها دون جدوى أو فائدة، يمثل القوة فى الحق، الصوت الهادر المتدفق، الحماسة المنضبطة.. إلخ.

      •     ثالثا: لم يحد د/أحمد عمر هاشم عن فكر الأزهر الوسطى مهما تبدل الزمان وتغيرت الأيام فمهما علت الاشتراكية أو التطرف العلمانى أو التطرف الدينى فهو فى موقفه الثابت مع وسطية الأزهر واعتداله وزهده مع شموخه.

      •     رابعا: الشغف برسالة الدعوة إلى الله فلك أن تتصور عالما مثله يبدأ الخطابة فى سن ١١ عاما ويظل أكثر من سبعين عاما وهو يحمل هذه الرسالة بنفس القوة والصلابة والتدفق والحماسة.

      •     خامسا: عظم انتمائه لمدرسة الحديث وصد الهجوم تلو الهجوم من ثلة علمانية متطرفة على أحاديث رسول الله، عمدا ومع سبق الإصرار والترصد لخلع  السنة من التشريع والفكر الإسلامى تمهيدا لخلع القرآن نفسه.

      •     سادسا: الحب المتدفق والمستمر واللا نهائى للرسول «صلى الله عليه وسلم»، وهذا يلمسه كل من سمعه أو اقترب منه، وهذا الحب لا أراه ولا أجد من يعبر عنه مثل تعبيره عنه فى قوله: يا أكرم الخلق جئنا يوم ذكراك / والقلب بالحب والإخلاص ناجاك/ من آل بيتك فرع فى كنانتنا/ من أمهم نال فضلا من عطاياك/ إن المودة فى القرآن تجمعنا/ فى جنة الخلد يا طه بأخراك.

      •     سابعا: الانتساب والانتماء لآل الحسين بن على رضى الله عنهم، كان حاضرا ومشجعا له على كل ما سبق من انتماءات فهو من الأشراف.

      •     ثامنا: كانت قضية فلسطين شغله الشاغل طوال عمره، وفى كل أحاديثه ودوما كان يهتف: أرض الإسراء يارب/ فلسطين بدت ترنو/ ومدت للخلاص يدا/ ومهما يصنع الباغى فميعاد اللقاء غدا أخذ / خذوا للنصر من دمنا مدادا، قضية فلسطين بالنسبة لهؤلاء العلماء هى عقيدة لا تتزحزح.

      •     تاسعا: من أهم مواقف الصدق والصدع بالحق وقفته مع طلاب الأزهر الثائرين ضد رواية «وليمة لأعشاب البحر» السورية التى كانت تحمل سبا للذات الإلهية مباشرة، ونجاح هذه الوقفة فى وجه هؤلاء العابثين بثوابت الأمة الدينية والثقافية أفاد مصر كثيرا، وإن أضاعت منه هذه الوقفة مناصب كثيرة.

      •     رحمه الله رحمة واسعة.

التعليقات