قسمة ونصيب - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 8:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قسمة ونصيب

نشر فى : الثلاثاء 7 أغسطس 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 أغسطس 2018 - 9:45 م

لا يعرف أبناء هذا الجيل اسم السيدة الجليلة عزيزة أمير، كما أن المؤسسات الثقافية لا تحتفل عادة بها، دون معرفة الأسباب، وأفلامها التى تعرض على القنوات قليلة رغم أنها هى التى كانت وراء تقديم أول فيلم روائى مصرى فى نوفمبر عام 1927، وقد كانت دوما ممثلة، ومؤلفة، ومنتجة، وكاتبة سيناريو، ومخرجة، واهتمت فى أفلامها بالموضوعات الاجتماعية، وأهمها الترابط الأسرى، ويجب تحيتها دوما على الكثير من العناوين السينمائية التى قدمتها، مثل دورها فى فيلم «الورشة» ككاتبة، وممثلة ومنتجة، وأيضا كانت أول من قدم أفلاما روائية عن قضية فلسطين، ومنها «فتاة من فلسطين» و«نادية» وقد شاركها فى رحلتها زوجها محمود ذو الفقار، وكانا يتعاونان فى جميع مجالات عملهما، وهو الذى كتب معها فيلمهما قبل الأخير «قسمة ونصيب» عام 1950، وقام هو بالإخراج، وهو فيلم لا يذاع على القنوات، لكنه موجود على اليوتيوب، ومن المهم التعرف عليه، والتعرف على الاهتمامات التى سيطرت على السينما المصرية فى تلك المرحلة، والتى كانت من أولويات عزيزة أمير، ولا شك أن الكتابة عن الفيلم قبل قرابة سبعين سنة أمر ضرورى، وقد استفحلت المشكلات التى كان يناقشها إلى درجة العدوى، فالفيلم يتكلم عن الطلاق، ويعزى السبب هنا إلى النزوات، نزوات الرجال والنساء معا، الرجل هنا هو عاصم، رجل أعمال محدود الدخل، ليس لطموحه حدود، متزوج من زينب التى تحبه، وأنجبت له ولدا وابنة، تعرضا لقسوة زوجة أبيهما النزقة، بعد أن ضمهما الأب إلى حضانته، وحرم أمهما منهما، أما الزوجة، فهى امرأة شبقة لها عشيق تفضله على خطيبها، ثم تخون زوجها عاصم معه، وهو دور جسدته زوزو ماضى فى الكثير من الأفلام فى تلك السنوات، الفيلم يعتمد على إصرار الأم على استعادة ولديها من زوجة أبيهما، وتخطفهما كى تقوم بتربيتهما فى اقاصى الصعيد، حتى يخرج طليقها من السجن فتغفر له وتكون النهاية التقليدية التى تعودنا عليها، أن يلتئم شمل الاسرة، أطرف ما فى الفيلم هو نمطيته، فعزيزة أمير قامت بهذا الدور فى أغلب أفلامها، ومنها «ابنتى» و«آمنت بالله» أما يحيى شاهين فهو أبرع من جسد شخصية العاشق الغليظ «الجلنف».

الذى كم كرر تجسيده فى هذا هو الحب «الحب الصانت» أما تحية كاريوكا فقد قبلت أن تجسد دور برعت فيه فى تلك الفترة وداد حمدى، وهو سيدة البيت التى تسعى لاستعادة زوج سيدة البيت بكل ثمن، ولم تكن أبدا تحية التى عرفناها فى تلك السنوات.

التعليقات