فى سوريا.. من الصعب إيجاد حل - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:42 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى سوريا.. من الصعب إيجاد حل

نشر فى : السبت 7 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 7 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

كتب بول والدمان المحرر والمحلل السياسى فى مجلة ذى أمريكن بروسبيكتس تقديرا لردود فعل وسائل الأعلام الأمريكية تجاه طلب أوباما الحصول على إذن الكونجرس لشن هجمة عسكرية ضد النظام. نشر التقدير بعنوان «سوريا تتحول إلى موضوع سياسى» على النسخة الورقية، كما نشر كذلك على الموقع الإلكترونى للمجلة.

يقول الكاتب إنه بينما كان يشاهد نشرة أخبار إن بى سى، عرضت القناة تقريرا عن سوريا، وظلت أندريا ميتشل المذيعة الشهيرة خمس دقائق تتحدث عما إذا كان توجه أوباما للكونجرس ليحصل على تصديق على قراره بالهجوم على سوريا يجعله «يبدو ضعيفا» أم لا. ويوضح والدمان أن ميتشيل هى كبيرة مراسلى الشئون الخارجية لشبكة إن بى سى ومعنى ذلك أنها من السهل عليها الحصول على التصريحات المهمة من كبار المسئولين عندما تسافر مع وزير الخارجية إلى بلدان مختلفة. على أية حال هناك تركيز من جانب وسائل الإعلام بشكل عام على هذا النوع من المناقشات، فيما إذا كان أوباما «فاشلا» أو «ضعيفا» فى اتخاذ القرار، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الأمر على انتخابات عام 2014. وسائل الإعلام تناقش أى شىء تقريبا عدا ما إذا كان التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا هو فكرة جيدة أم لا. فمثلا نجد كريس سيليتزا يتحدث فى الواشنطن بوست عن «مقامرة ضخمة» يمارسها أوباما، ولا يجدها كريس مقامرة على ما سيحدث فى سوريا بقدر ما يجدها مقامرة سياسية. ونجد أيضا تشاك تود وبقية فريق عمل البرامج السياسية فى شبكة إن بى سى يتفق على أن هذه «قصة سياسية كبيرة».

الأمر من الممكن تفهمه فهؤلاء مراسلون فى الشئون السياسية، لذا فمهمتهم أن يقوموا بإعداد تقارير سياسية تحليلية. فبالتأكيد لا يريد المشاهد من كريس سيليتسيا أن يشرح الجوهر الحقيقى لعمل عسكرى محتمل فى سوريا. وهكذا جاء طلب أوباما الحصول على إذن الكونجرس بمثابة المخرج المريح لوسائل الإعلام الأمريكية حيث لن يكونوا مضطرين للحديث عن الجوهر الخطير والمميت لهذا التدخل. فهم الآن يستطيعون التعامل مع الأمر كأى موضوع آخر، على أنها لعبة تشمل الفائزين والخاسرين، وموضوع قابل للنقاش.

●●●

يشرح الكاتب أنه نفسه لا يستطيع التخلص من إحساسه بالتناقض العميق فى الأمر، فهو يتقاضى راتبه ليكون آراء يعرضها على قراء المجلة الأمريكية، ولكنه فى حالة التدخل العسكرى فى سوريا يؤكد إنه لا يستطيع أن يكون رأيا ثابتا يسير عليه. فهو يرى من ناحية أن بشار الأسد هو قاتل جماعى وسفاح مستعد لقتل نصف مواطنيه إذا كان هذا الأمر سيبقيه فى الحكم. ومن ناحية أخرى فإن الإطاحة ببشار الأسد عن طريق هجمة عسكرية غربية لن تسفر إلا عن حرب أهلية جديدة شاملة، ولن تكون هذه المرة بين الحكومة والمتمردين، ولكن بين جماعات متمردة متنافسة. ويوضح والدمان التناقض الذى وقعت فيه الجماعة الدولية من حيث إن الأسد قتل مائة ألف من السوريين بالبنادق والقنابل قبل أن يشتاط غضب الجميع بسبب قتل ألف و400 شخص بالغاز السام. ومن ناحية، لن يكون لشن جولة من الضربات الصاروخية سوى أثر رمزى دون تغيير نتائج الحرب الأهلية، ومن ناحية ثانية، فإن آخر شىء نريده هو أن ندخل فى اشتباك آخر طويل الأمد مثل العراق.

●●●

وباختصار، وضح الكاتب أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس أمامها سوى خيارات سيئة، وأن من الحماقة أن يظن أحد أن هناك مسارا صحيحا بشكل كامل أو مسارا خاطئا بشكل كلى. لذلك فمن الأسهل كثيرا بالنسبة للإعلاميين الحديث عن السياسة.

وفى الختام أشار الكاتب إلى نقطة أخيرة وهى أن الشخصية الأمريكية التى أمضت الكثير من الوقت لتتأكد من أنها لا تبدو ضعيفة هى شخصية الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش. هذا الرئيس الذى يؤكد الكاتب أن الجميع أشادوا له «بوضوحه الأخلاقى» وقدرته على رؤية الأشياء إما الأبيض أوالأسود، والأشخاص إما أخيارا أو أشرارا، وفضحهم أحياء أو أمواتا. ولكن على أية حال فالجميع يعرف كيف كان أثر ذلك على الولايات المتحدة.

التعليقات