نشر موقع The Washington Free Beacon مقالا للكاتب ماثيو كونتنتى يرى فيه أن نائبة الرئيس الأمريكى كاميلا هاريس تفتقد الكفاءة أو المهارات اللازمة لهذا المنصب، ما سيضر بايدن والحزب الديمقراطى.. نعرض منه ما يلى. الرئيس الأمريكى لديه مشكلة، مشكلة تسمى كاميلا هاريس. فنائبة الرئيس تخطو خطوات مليئة بالأخطاء ولا تستطيع من خلالها كسب ثقة أو تأييد أحد من دوائرها المقربة. ربما كانت فى يوم ما الخيار الأسهل والآمن لبايدن، ولكنه الآن عبء على الرئيس والحزب الديمقراطى. ليس الأمر فقط لأن هاريس لا تحظى بالشعبية، ولكن ما تملكه من مزيج بين الزيف وعدم الكفاءة يهدد حلمها فى خلافة بايدن. كان شهر يوليو بالنسبة لهاريس عبارة عن فيلم كوميدى لسياسية جاهلة ومتخبطة، بطلته ليست مضحكة وليس لديها شعبية.
السبب وراء هذا ليس لغزا، فأداؤها هو السبب. هاريس لا تواجه مشكلة إذا طلب منها الالتزام بسيناريو ما، ولكن المشكلة تظهر كلما كان عليها أن ترتجل. كان بايدن هو من وضع هاريس فى مأزق. فبحلول مايو، أصبح من المستحيل تجاهل زيادة عمليات الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية، وقال بايدن إن نائبة الرئيس ستقود الإدارة فى هذا الملف. كانت المهمة ضخمة ومستحيلة. فالسبب فى زيادة عمليات الهجرة كانت سياسات بايدن فى عكس سياسات ترامب، ولا يمكن لهاريس معارضة رئيسها حتى لو أرادت ذلك.
نأت هاريس بنفسها على الفور من مهمتها وأعادت صياغة دورها فى إطار جهد دبلوماسى لمعرفة الأسباب الجذرية للهجرة ومعالجتها، مع أن الأسباب واضحة وبسيطة وهى أن أمريكا مكان أفضل للعيش من المثلث الشمالى لأمريكا الوسطى. كان تهربها واضحًا، وبدأ الجمهوريون فى انتقادها لرفضها زيارة الحدود. لكن فريق هاريس ضاعف جهوده، وحدد رحلة إلى جواتيمالا والمكسيك فى أوائل يونيو، ولكنها تحولت إلى كارثة.
أرادت هاريس أن يكون لها نبرة صارمة خلال زيارتها لمدينة جواتيمالا، وقالت للمهاجرين المحتملين «لا تأتوا». رسالتها كانت ضعيفة، وزادت ضعفها عندما ألقى رئيس جواتيمالا باللوم على خطاب بايدن الفاتر فى زيادة الهجرة، وساء الوضع بعدما ظهر ضعف هاريس وعدم جاهزيتها للرد فى مقابلة مع المذيع ليستر هولت على قناة NBC، فعندما سألها هولت لماذا لم تذهبى إلى الحدود لمشاهدة ما يشاهدة الأمريكيون فى هذه الأزمة، وأعاد عليها السؤال مرة أخرى عندما حاولت التهرب منه: «لماذا لم تذهبى إلى الحدود»، ردت قائلة «إننى لم أذهب أيضا إلى أوروبا».
بسبب ردود هاريس، اتهمها الجمهوريون بأنها تتهرب من القضية الحقيقية. كان من الواضح عند عودة هاريس أنها ستزور الحدود عاجلا وليس آجلا، ولكن السؤال هو متى ستكون هذه الزيارة. قبل أقل من أسبوع من موعد زيارة دونالد ترامب لتكساس فى 25 يونيو، ذهبت هاريس على عجل إلى مدينة إل باسو فى تكساس. أوضحت الرحلة إلى إل باسو نقطة ضعف أخرى لهاريس، فقد أوضحت أنها مديرة شنيعة. «العمل معها خطر على الصحة» أو على الأقل هذا ما قاله مصدر مجهول لبوليتكو فى 30 يونيو. قال شخص لديه معرفة مباشرة بمكتب هاريس: «إنه ليس مكانًا يشعر فيه الموظف بالدعم».
قال أحد مساعدى هاريس السابقين فى مجلس الشيوخ إن توقعاتها دائما خاطئة.. تقول بوليتيكو إن هاريس «تتفوق عندما يعمل من حولها معها فى هدوء ونظام». ولكن فى عالم السياسة هذا ليس موجودا، فعالم السياسية يحتاج إلى الارتجال والتعامل مع الطوارئ والمواقف الصعبة.
مع تعرض هاريس لمزيد من المقابلات أو المواقف مثل التى مرت بها الشهر الماضى، ستجد هاريس نفسها تعيش أسوأ كوابيسها السياسية. يقلق الديمقراطيون من أن تفشل هاريس فى إظهار نقاط قوت بايدن، أو نقاط قوة الحزب، وتظهر فقط نقاط الضعف، وهذا لن يكون جيدا للحزب إذا قرر بايدن عدم الترشح مرة أخرى فى عام 2024.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنىالنص الأصلى