* النتائج ليست مقياسا حاسما لتقدير وتقييم قوة الفرق . وتبرير خسارة مباريات، بمبررات قديمة لم يعد له مكان، فالشحات لم يكن سببا فى عدم فوز الأهلى على إنتر ميامى فى الشوط الأول، فقد ضاعت الفرص والأهداف من زملاء حسين الشحات قبل أن يشارك، ومحمد هانى لم يكن سببا مباشرا فى خسارة الأهلى أمام بالميراس، وكلاهما يمكن أن ينتقدا لأسباب أخرى، مثل الكرة العرضية وجودتها من كليهما كجناح وظهير أو القدرات الدفاعية، وهى ضرورية فى جميع الأحوال . والواقع أن الفوز الضائع أمام ميامى سببه الفرص التى ضاعت من خمسة أو ستة لاعبين والهزيمة التى لحقت بالأهلى أمام بالميراس يتحملها الأداء الجماعى للفريق، وعدم القدرة على مجاراة الفريق البرازيلى فى الشوط الثانى تحديدا فى تكرار لظاهرة نقص اللياقة، وبدلا من تبرير الأمر بأنه «هزيمة بسبب فترة إعداد ناقصة» فهل هى حقا السبب أم أنها بسبب إجهاد مثلا لامتداد الموسم إلى يونيو بعد سباق مجهد فى الدورى المصرى؟
** لماذا يكون التبرير جاهزا دائما بأسباب معلبة منذ سنوات . لماذا لا نرى الفروق البدنية وفروق السرعات والقوة واللياقة والالتحامات والضغط المستمر، ولماذا لا نبحث ذلك ونعالج هذا القصور الذى تعانى منه فرقنا فى حالات المشاركات الدولية سواء على مستوى المنتخبات بكل مراحلها السنية (تذكروا مونديال 2018 والأمم الإفريقية الأخيرة وكيف لعبنا)، أو على مستوى الأندية فى مناسبات مختلفة؟
** إن المسائل التنظيمية وتواصل المواسم لها تأثيرها بالتأكيد على أداء فرق كرة القدم بصفة عامة . وهو أمر يمكن أن يطول الحديث عنه بالنسبة للكرة المصرية لكن الأهم أن نفهم أسباب فروق القوة واللياقة البدنية والسرعات وهو ما يجب معالجته من مراحل الناشئين ، قبل مناقشة مشاكل تنظيمية وهى ضرورية قطعا، مثل التسويق، وبيع التذاكر، والسعة الكاملة، وملاعب الفرق، وجودة التحكيم . فكل هذا وغيره يأتى بعد تحليل ما نفتقده بدنيا وما تفتقده أقدام اللاعبين فى البطولات الكبرى، كأس العالم للمنتخبات ، وكأس العالم للأندية!
** وكل الرجاء أن نتوقف عن إلقاء مبررات من نوع «بداية موسم، ونقص الإعداد»، «أو نهاية موسم ، والإجهاد»، وتسمية انتصارات ضاعت باسم لاعب كما حدث مع حسين الشحات فى مباراة إنتر ميامى، وتسمية خسارة مباراة مهمة باسم لاعب كما حدث مع محمد هانى فى مباراة بالميراس، بينما لو راجعتم المباراتين جيدا، سترون ما أهدره لاعبو الأهلى من فرص فوز أمام ميامى، وما لم يهدره لاعبو الأهلى من فرص حقيقية أمام بالميراس ..
** انطباعات المسئولية الفردية السائدة فى ملاعبنا وفى لعبتنا غير دقيقة مثل منح لاعب أو لاعبين شرف تحقيق انتصار وحدهما، ومثل تحميل لاعب أو لاعبين مسئولية الهزيمة فى مباراة.. وتلك انطباعات خاطئة فى لعبة جماعية؟
** والسؤال بعد جولتين من دور المجموعات هل الفرق العربية الخمسة قادرة على منافسة أوروبا وأمريكا الجنوبية؟ لقد اعتبر تعادل الأهلى مع إنتر ميامى خسارة لأن الفريق كان يمتلك فرص الفوز فى الشوط الأول ، لكن الأهلى لم يظهر بالمستوى المتوقع أمام بالميراس الفريق البرازيلى القوى، وصاحب السرعات فى صفوفه، والهدف الثانى كان دليلا على ذلك، على فارق السرعات ليس فقط فى الجرى وإنما فى التمرير والتصرف فى الكرة وفى قوة الالتحام . وفى المقابل حقق الترجى أول فوز عربى فى البطولة بتغلبه لوس أنجلوس 1/صفر . فيما كان تعادل الهلال مع ريال مدريد انتصارا قياسا بقوة الفريق الإسبانى حتى لو لم يظهر بقوته فى هذا اللقاء..
** إن إصابة مرمى أوكلاند بـ 16 هدفا فى مباراتين، خسر صفر /10 أمام بايرن ، وصفر / 6 أمام بنفيكا، أمر يدعو للتساؤل عن منطقة الأوقيانوس التى لا يرقى مستوى أنديتها إلى المستوى الدولى، وينافس أوكلاند فى منطقته فرقا من تاهيتى، وتونجا، وجزر سليمان، وساموا، وفيجى، وجرز كوك.. وغيرهم من منافسين فأصبح أوكلاند النيوزيلندى منافسا لنفسه ويلعب فى المنطقة وحدة . وبعد جولتين من دور المجموعات تبدو الفرق البرازيلية شديدة، وشرسة، لتعويض تأخرها خلف راية الكرة الأوروبية، وحين فاز بتفاجو على باريس سان جيرمان، بدأت نغمة نهاية سيطرة فرق أوروبا على البطولة منذ بدايتها عام 2000 . فهل هذا صحيح أم أنه انطباع مبكر لأن التسلح بالقوة والعنف أحيانا لا يدوم فى صراع المهارات؟