الجمهور يفضل بحل الدولتين - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجمهور يفضل بحل الدولتين

نشر فى : الخميس 13 أبريل 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الخميس 13 أبريل 2017 - 9:25 م
فى الأشهر الأخيرة عادت مشكلة النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى إلى جدول الأعمال العام فى إسرائيل، من بين أمور أخرى، بسبب الاهتمام المتزايد لإدارة ترامب بهذه المشكلة. كما برزت مساعى أطراف فى اليمين لإزالة حل الدولتين لشعبين من النقاش العام. وتجدد نشر استطلاعات للرأى العام، جزء منها موجه، بشأن حلول للنزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى.

يقوم معهد دراسات الأمن القومى فى السنوات الأخيرة بدراسة متواصلة من أجل التعرف على اتجاهات الرأى العام الإسرائيلى حيال المسائل التى تتعلق بأمنه القومى. وميزة هذه الدراسة أنها تجرى من خلال استطلاع رأى الناس فى منازلهم منذ 1984 مما يتيح فحصا عميقا للمسارات والمشكلات على مر الزمن، وجمع مخزون غنى وعميق للمعلومات. وتظهر الدراسة أن التأييد لفكرة دولتين لشعبين بقى قويا على مر الأعوام. ففى العامين الأخيرين أيد الفكرة 60% من الجمهور اليهودى ونحو 70% من مجموع الجمهور فى إسرائيل ــ من بينهم المواطنون العرب فى إسرائيل. صحيح أن الدعم لفكرة الدولتين انخفض وسط الجمهور اليهودى عما كان فى الأعوام السابقة من 80% إلى 70% إلى 60%، لكنه ما يزال تأييدا كبيرا وقويا. وذلك على الرغم من الجمود السياسى وعدم الثقة بالقدرة على الدفع قدما بتسوية مع الفلسطينيين، وازدياد حدة الاستقطاب فى الساحة الداخلية، لأن من يقود الدولة حكومة يمين متطرف امتنعت عن الاعتراف بصورة واضحة بأن هدف الدولتين لشعبين يدخل ضمن سياسة الحكومة.
عندما عرضت على الجمهور النتائج العملية لصيغة الدولتين، أو عندما ربطت بإمكانية إجراء استفتاء عام، تراجع التأييد قليلا، لكنه ما يزال كبيرا، مما يعنى أن الجمهور معنى بالانفصال عن الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى. ويمكن افتراض أنه إذا طرحت حكومة إسرائيلية اتفاقا من هذا النوع أو غيره فى المستقبل على الاستفتاء العام، فإنه سيحظى بأغلبية أكبر، خاصة فى ضوء النسبة الكبيرة من «الذين لا يعرفون» والمترددين الذين تراوح نسبتهم بين 20% و27%.
وتفحصت الدراسة مسألة ما هو فى رأى الجمهور الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل من أجل حل مشكلة النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى فى المرحلة القريبة، واتضح أن أغلبية الجمهور (61%) تريد الحل سواء كان المقصود تسوية دائمة (37%) أم «تسوية موقتة على طريق الحل الدائم» (24%). وهناك فقط 10% يريدون ضم جميع مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، و17% فقط يريدون استمرار الوضع القائم.
يظهر النقاش العام وجهتا نظر متنافستين: الأولى تقول إن الزمن يعمل لصالح إسرائيل، بينما تدعى وجهة النظر الثانية أنه يعمل ضدها. ويشير موقف الجمهور إلى أن الزمن يعمل ضدها. ومن الواضح أن الجمهور يدرك أن السياسة السلبية التى تنتهجها إسرائيل والجمود السياسى مؤذيان فى المدى البعيد. وبمعنى آخر يدرك الجمهور أننا ننزلق نحو واقع دولة واحدة ويعبر عن قلقه حيال ذلك.
ختاما تظهر دراسة معهد دراسات الأمن القومى للموضوع أن حل الدولتين لشعبين لا يزال مهما ومركزيا لدى الرأى العام فى إسرائيل. وبمعنى ما تلقى الدراسة الضوء على الصوت الصامت، صوت الوسط، الذى فيه ثبات فى المواقف على مر السنين. كما تشير الدراسة إلى أن الجمهور لايزال يؤمن بحل سياسى. وتترك نتائج الدراسة هامشا واسعا للعمل القيادى المبتكر، كما أنها تتيح للزعامة مجالا واسعا للمناورة فى العملية السياسية.

 

التعليقات