الهرم المقلوب.. فى الكرة المصرية - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 18 يوليه 2025 12:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

الهرم المقلوب.. فى الكرة المصرية

نشر فى : الخميس 17 يوليه 2025 - 7:05 م | آخر تحديث : الخميس 17 يوليه 2025 - 7:05 م

** «الهرم المقلوب» من الكتب المهمة فى تاريخ كرة القدم للصحفى الإنجليزى جوناثان ويلسون، وهو متاح باللغة العربية فى المكتبات ويحكى تاريخ تكتيكات كرة القدم ونشأتها. لكن الهرم المقلوب الذى أعنيه هو ما يجرى فى الكرة المصرية فى إدارتها على مستوى الأندية، وما يجرى فيما يسمى الصفقات أو الصفعات.. إن ما يحدث لا مثيل له فى المجرة الشمسية، ولو كان هناك دورى فى زحل فلن تجد ماتجده هنا.. ودعكم من أسعار اللاعبين ومرتباتهم، وكيف أنها لم تعد تخضع لأية معايير، وأن البعض يصف الفوضى بأنها «عرض وطلب». وسوف أفترض صحة العرض والطلب لكنْ مَن يعرض ومَن يطلب وكيف؟
** أناقش قضية عامة، وهى من ظواهر الكرة المصرية أن أى لاعب يتعاقد مع أى نادٍ لمدة معينة ويتم التوقيع على العقود وتوثيقها، وهى شريعة المتعاقدين، ثم يتألق اللاعب ويبدع، ويعود ويطلب زيادة تعاقده قبل أن ينتهى عقده بثلاث سنوات أو بسنتين، بينما من المشروع أن تبدأ المفاوضات قبل نهاية التعاقد بستة أشهر. وتلك المطالبة بتجديد وبتطوير العقد أمر غير مقبول.
** وإذا كان اللاعب متعاقدًا مع النادى لمدة أربعة مواسم مثل حالة وسام أبو على، وهو مهاجم ممتاز، لكنه تلقى عرضا من أمريكا فقرر الرحيل بالضغط على الأهلى، دون أن يدرك هو أو غيره من اللاعبين أن اللاعب لن يعلو فوق الكيان، وأن الكيان هو قاعدة الهرم، وصاحب القرار، بناء على العقود. وقد أضرب وسام عن المران وعوقب من إدارة الكرة بالأهلى. إلا أن ظاهرة وسام تكررت فى أندية أخرى. يأتى لاعب يُقبِّل قميص النادى أمام العدسات. ويُعبِّر عن سعادته بالانضمام إلى النادى وإلى التاريخ، ويتألق. فتذهب قُبلة القميص مع الريح، ويصغر النادى أمام العرض الكبير القادم من الشرق أو من الغرب.. ما هذا التهريج؟
** نرى الآن وقبل الآن فى موسم التعاقدات لاعبين يذهبون ويأتون بكل تواضع واحترام للعقود. نرى دياز راغبًا فى الرحيل عن ليفربول، ويرفض النادى رحيله إلى بايرن أو برشلونة ويطلب رقمًا من المال، (80 مليون يورو) لكن دياز سوف يتدرب، ولن يُضرب عن المران، ولا يلوى ذراع النادى وإذا لم تتم الصفقة سوف يستمر لاعبًا يذهب للمران ويحترم إرادة ناديه. وفى المقابل نرى مواقف مختلفة للاعبين أوروبيين آخرين بالتأكيد، لكن كيف تدار الأمور؟ فهل يرضخ النادى الأوروبى أمام اللاعب؟ وماذا يحدث لو رفض اللاعب التدريب.. وما هى العقود وتواريخها ونهايتها وواجباتها؟
** سباق الصفقات فى الكرة المصرية صنع أهراما مقلوبة عديدة، لاسيما بالنسبة للتعاقدات الجديدة وهى ظاهرة عامة فى كل الأندية دون استثناء، وحدثت فى الأهلى وفى الزمالك وفى غيرهما، دون انتظار لقرار المدير الفنى ولكن المدير الفنى نفسه يكون فى حالة «إقالة محتملة»، ويجرى التعاقد مع لاعبين جدد قبل تعيين مدير فنى جديد، (وهذا هرم مقلوب)، ويحضر المدرب الجديد ويرى أن بعض اللاعبين لا يصلحون للفريق، وسباق الصفقات على سبيل المثال وضع لاعبين كبيرين كلاهما رقم (1) فى الأهلى، وهما تريزيجيه وبن شرقى فى الجناح على الرغم من تغيير مركزيهما أحيانا. ثم تطل أنباء غير رسمية بالمحاولة مع إبراهيم عادل الجناح، بينما فى الأهلى أجنحة مثل الشحات وطاهر وزيزو وإمام عاشور والأخير يلعب جناحا أحيانا أيضا.. ثم ألا يوجد ارتباط وثيق جدا فنيا بين الظهير وبين الجناح، فمتى يكون الظهير جناحا ومتى لا يتقدم ويظل ظهيرا؟ أليس هذا من قرارات المدير الفنى كما يفترض؟
** الهرم المقلوب حدث مع اللاعب التونسى أحمد الجفالى القادم من الاتحاد المنستيرى، فقد وجد مدرب الزمالك الجديد أنه لا يحتاجه (حسب ما جاء فى بعض المنصات الإعلامية) ولم يكن ذلك رسميا، وكان الزمالك أبرم صفقات مع محمود جهاد وأحمد حسام وصلاح مصدق من المغرب.. وهنا أناقش مبدأ وهو أليس من الواجب ترك الصفقات للمدير الرياضى والمدير الفنى. وأليس من الخطأ التعاقد مع لاعبين قد يرفضهم الجهاز الفنى الجديد.. أليس التعاقد مع لاعبين بعيدا عن المدرب هرمًا مقلوبًا من أهرامنا التى هرمنا ونحن نطالب بتغييرها؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.